منيرة احمد – نفحات القلم – البلاد برس
تعاقبت السنوات وتعددت الدراسات وأخيرا حسموا أمرهم وأعلنوا ان الدجاجة أقدم من البيضة
وبقيت مشكلة المشاكل ولغز الألغاز عصيا على الفهم , وغير قابل للتفاهم على ما يبدو ., والسؤال : من المسؤول عن تردي التعليم – الأسرة أم المدرسة ..؟
الطالب أم المدرس …؟
المجتمع ….. الظروف ,….. ال ….
وكل يقلي بالائمة على خصمه , حتى كدنا نشهد معارك كلامية واتهامات تكال من كل طرف باتجاه الأخر وكل يشهر أسلحته التي يعتقد أنها الأكثر إيلاما والأجدى في تحقيق النصر …,
والنتيجة : تدني مستوى التحصيل الدراسي
سوء علاقة ما بين الطالب (بمختلف مراحله الدراسية ) ومدرسيه …
صراعات وانتقاص من قيمة كل من الأسرة والمدرس كل تجاه الأخر …
حوارات وندوات ولقاءات ودراسات وأحاديث كثيرة ولم يعترف أي طرف ولو بجزء من دوره او تقصير ,
الجميع مظلوم والجميع ظالم ….
في قديم من زمان ليس بعيدا إلا عن ذاكرة واهتمام البعض كانت الاسرة والمدرسة فريق عمل واحد والطالب هو المستفيد الأكبر من العلاقة الوثيقة , وحين نتحدث عنها يخيل للبعض أننا نتحدث عن أمر من قرون غابرة
حين كان وكان … وللمعلم التبجيل وللأسرة واجب الإحترام والشكر على ما قدمت ….. وللطالب حق مكتسب لا انتقاص منه من الرعاية والتربية والتعليم …………..
لنقف قليلا : في عصر التكنولوجيا …. بقليل من الجهد نستطيع الحصول على ما نريد من معلومات وبكل المجالات وبأكثر من وسيلة وبدائرة واسعة جدا توصلنا إلى أدق دقائق المعلومة التي نريد الوصول إليها ,
إذا هناك أمر أخر نحتاجه وهو الأكثر أهمية … وانطلاقا من اسم الوزارة ( وزارة التربية ) إنه أمر التربية البعيد عن المادية البحتة والمنطلق من الإيمان برسالة دنيوية كادت ان توصل بالمؤمن بها مصاف الرسل …..
نعم إنها التربية … وهذه لا تحتاج إلى حصة درسية ضمن برنامج تعده إدارة المدرسة لتنظيم عمل العاملين المكلفين بتقديم المعلومة , إنها سلوك دائم ومهمة دائمة … أن نعرف كيف نغرس القيم ونعززها , وكيف يكون التعاطي المتبادل ما بين الطالب ومدرسه …..
من الملاحظ ووفقا لسؤال طرحناه على شريحة كبيرة من طلاب مرحلتي التعليم الأساسي الثانية والثانوي وجدنا عددا كبير منهم ينتهي عندهم العام الدراسي وهم لا يعرفون أسماء الكثير من مدرسيهم … وهذا خلل في العلاقة
بعضهم تعلل بأن الأمر لا يعنيه ….. بعضهم قال بأنه سأـل عن الاسم ولم يجبه او كان الرد لمذا —– هذا ليس من شأنك …..
في المنازل وبغالبية عظمى أصبح المدرس/ة بشكل يومي في مقلاة الأسرة والأبناء الطلبة …. وتتعدد الأسباب … وأقلها تقريع واستهتار بدوره وقيمته ……وتعزيز وأحيانا تحريض للطالب على مدرسيه …. والويل له واللعنة على أيامه ذلك المدرس/ة الذي يوجه أي لوم أوعتاب له ……
لبناة الأجيال – للمدرسين في كل المراحل الدراسية نقول :
هناك خيط نفسي عليكم اكتشافه وتمتينه بينكم وبين الطالب او التلميذ … إنه المدخل السليم لعلاقة معافاة ولنتيجة وتحصيل يبدع فيه المتلقي ….
لايكفي أن تقدم المعلومة …. فقبلها هناك علاقة روحية يجب تتوطد بينكم وبينه ….. هناك ارتباط وجداني … يستطيع حمل ما تودون بكل يسر ومحبة ….. استعينوا بها … أنتم بحاجة لها وهم بأمس الحاجة لها …. لا تستهينوا بمشاعرهم …. لا تهملوا علاقتكم الإنسانية بهم …..
تابعوهم ….. ادخلوا بمحبتكم إلى أعماقهم ….. كونوا لهم أبا وأما وصديقا …. تذكروا دوما أنهم في أهم مراحل حياتهم وأكثرها مرونة إن عرفتم كيف تتعاطون معهم …… وعندها لن تحتاجوا إلى عقاب ولو بكلمة … فهم سيتولون عقاب أنفسهم إن لزم الأمر …………
أقول ويشهد تاريخ عملي مع الأطفال وفي مرحلة المراهقة الأولى أنها كانت طريقة يسيرة وذات نفع كبير بمستوى التحصيل وبمستوى التعاطي الأخلاقي —- السلوكي …
وتشهد أحاديثهم — وعلاقتي بهم رغم مرور الزمن وما نقلوه لي بعد سنوات طويلة …. عن عمق تأثرهم بتلك العلاقة
الروحية …..
أبناء الرسالة …. حملة الامانة ….. بعض مما تتطلبته تلك الأمانة ننثره لديكم ورود محبة وأمل بأن نكون لأجيالنا خير قدوة