ولد في مدينة مصياف عام 1935 وهو الابن الثالث لتسعة أبناء، وأكبر الذكور لوالد كان دركياً يتنقل بين المحافظات، وتعود أصول العائلة إلى مدينة القرداحة في اللاذقية، تعلم "كمال حروفه الأولى في مدارس اللاذقية ونال الشهادة الثانوية منها، برزت موهبته الشعرية منذ بداية شبابه المبكرة إلى جانب امتلاكه بوادر الشخصية القيادية، فقد بدأ يكتب الشعر منذ الخامسة عشرة من عمره، وقد قال فيه وقتها مدرسه الأستاذ المرحوم "سليمان الخش" والذي أصبح وزيراً للتربية خلال السبعينيات متوسماً نبوغه الشعري والأدبي: "أنت في كفة وجميع طلاب سورية في كفة أخرى"، في تلك الفترة إياها رد على الشاعر الكبير "بدوي الجبل" في قصيدته الشهيرة " خالقة " أثبتها في ديوانه الأول "البركان" عام 1960 مستخدماً نفس القافية والوزن ولكن برؤية مختلف كلياً عن البدوي».
انتقل كمال إلى بلدة الكورة في شمال لبنان مطلع عام 1952 وعاش فيها وتزوج منها ابنتها "نجاة نجار"، ولمع نجمه في الحزب السوري القومي الاجتماعي كأحد قادته وحمل اسماً حركياً هو اسم "قدموس" وظل يحمله معه إلى آخر حياته، وهناك في الكورة ألقى أول قصائده أمام الجمهور وقد رحب به الجمهور الحاضر أيما ترحيب وصدرت هذه القصيدة في ديوانه الأول عام 1960 الذي صدرفي بيروت وكان في الخامسة والعشرين من عمره وقتها، وكان هذا الديوان بمجمله قصائد قومية مقفاة الوزن ولم يكن مشروع كمال الشعري الحداثوي قد تبلور بعد.
ديوانه الثاني جاء تحت عنوان "مظاهرات صاخبة للجنون" صدر عام 1965 بتوقيع مستعار "كمال محمد" وكان نقلة في مسار كمال الشعرية فقد استخدم شعر التفعيلة بدل العمود في أغلب القصائد».
انقطع الشاعر "كمال خيربك" عن النشر بدءاً من عام 1965 وحتى استشهاده، رغم أنه كان مستمراً بالكتابة الشعرية على قصاصات علب سجائر الجيتان، وهي القصاصات التي احتفظ بها أصدقاؤه " أدونيس، وغسان مطر، وبدر الحاج، ومخول قاصوف" لينشروها لاحقاً في ثلاث مجموعات شعرية هي "دفتر الغياب" و" وداعاً أيها الشعر"، وكان آخرها "الأنهار لا تعرف السباحة في البحر"».
انتقل كمال خيربك إلى منفاه الثاني الباريسي حيث انتسب إلى جامعة السوربون في باريس ليعد أطروحته الشهيرة حول "حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر- دراسة حول الإطار الاجتماعي الثقافي للاتجاهات والبنى الأدبية" بإشراف المستشرق الفرنسي وصديق العرب "جاك بيرك"، ثم قدمها إلى جامعة جنيف عام 1972 ونال عليها درجة الشرف، وتأخرت طباعتها بالفرنسية حتى عام 1978 بجهد كبير لزوجته "خزامى قاصوف" التي تزوجها في باريس، وقد صدرت لاحقاً مع أعماله الكاملة عن دار نلسن عام 2011 في بيروت».
استشهد في الخامس من تشرين الثاني 1980 اغتيالاً في بيروت على يد الصهاينة ليغلق سيرة حياة نابضة بالتوهج والقلق والمنفى، ويعطي لتجربته أبعاداً إضافية أكثر ثراء وحياة حتى اليوم، وهو – بلا شك – احتل كمجايليه من مؤسسي الحداثة الشعرية العربية كأدونيس ومحمد الماغوط ويوسف الخال الواجهة باقتدار تشي به قصائده التي لما يجف حبرها حتى اليوم.
إعداد : محمد عزوز