كتب الدكتور .أديب عارف .:
ماكدونالدز الجزيرة للوجبات الفكرية الساخنة
… لا شك بأن مشكلة الجوع الفكري بشكل عام و الديمقراطي بشكل خاص, في العالم العربي, هي التي شجّعت تجّار هذه المادة في الغرب على التفكير جديّاً بالإستثمار في مجال التجارة الفكرية حيث قامت ببناء سلسلة مطاعم فكرية تقدم الوجبات الديمقراطية الجاهزة و السريعة "فاست فود " على طريقة مطاعم "الماكدونالدز" المنتشرة في العالم .
وبالفعل بدأ المشروع بالتنفيذ منذ زمن طويل ,لكنه بدأ يعطي ثماره الحقيقية مع بداية تنفيذ مشروع ربيع الثورات العربية ,حيث تم تحويل قناتي الجزيرة و العربية إلى "ماكدونالدز" حقيقي لتقديم الوجبات الثورية الساخنة والرخيصة, بحيث تستطيع شراءها أفقر العقول لدى أصحاب الدخل الفكري المحدود . ومن يعرف " الماكدونالدز " و أنواع الأطعمة التي يقدمها والطريقة التي يقدمها بها ونوعية الزبائن التي ترتاده بشكل دائم ,لا بد أنه يعلم , أن معظم الزبائن "الدائمون " , هم إما من طبقة اجتماعية معينة لا تسطيع ارتياد المطاعم المحترمة لغلاء أسعارها ,أو من غرباء المدينة أو المنطقة , الذين أتوا إليها بقصد العمل أو لحاجة ما ,أو من أولئك الذين لا يوجد لديهم من يحضّر لهم الطعام الصحي و النظيف في منازلهم فيضطرون إلى تناول وجبات الماكدونالدز السريعة و الرخيصة ,سدّاً للجوع و حشواً للبطون . ولو بحثنا عن أوجه التشابه بين "الماكدونالدز " و "قناة الجزيرة " لوجدنا أنهما متشابهان لدرجة التطابق في بعض الأحيان ولا يختلفان ,إلا في نوعية الوجبات حيث يقدم الأول وجبات الطعام السريع ,بينما تقدم الثانية وجبات إخبارية سريعة وأحياناً وجبات هي تسميها فكرية ,ما عدا ذلك فإنهما متشابهان في كل شيئ تقريباً من أوجه التشابه بينهما ,أنه :
1 – كلاهما اختراع اميركي و يُدار ويُدعم أميركياً وله انتشار واسع في العالم .
2 – كلاهما يعتمد تحضير الوجبة مسبقاً وتجميدها ومن ثم تسخينها وتقديمها للزبون .
3 – كلاهما بارع في الغش والنصب والإحتيال على الزبون ,بحيث يهتم في شكل الوجبة وطريقة تقديمها المغرية ليغطي على تفاهة مضمونها و أضرارها .
4 – كلاهما يعتمد مبدأ " تناولْ وجبتكَ و امشي " دون أن تعرف ماذا أكلت و بأي طريقة تم تحضير الوجبة .
5 –كلاهما لا يلتزم بآداب و أخلاق المهنة و يخالف الشروط الصحيحة لتقديم الوجبة وهذا ما يفسر دفعهما أجور مرتفعة للعاملين لديهما .
6 – كلاهما يهمه الربح فقط بغض النظر عن الأمراض التي يخلّفها في المجتمع .
7 – الأرباح التي يجنيها كل من الماكدونالدز و قناة الجزيرة ,تصب بشكل أو بآخر في مصلحة " إسرائيل "
8 –كلاهما مخصص لتقديم وجباته الرخيصة للعامة وليس للخاصة .
و أخيراً وليس آخراً , كلاهما مؤذي وضار ويسبب مشاكل صحية وفكرية كثيرة في حال التناول المستمر لوجباته , فالإسهالات و الإلتهابات التي قد يعاني منها زبون "الماكدونالدز " ,تقابلها اسهالات ثقافية و التهابات فكرية يعاني منها زبون الجزيرة ,خاصة , لمن أدمن على وجبات فيصل القاسم المليئة بالدسم الطائفي , أو وجبات علي الظفيري المجرثمة ثورجياً , لذلك فالحل الأمثل لتجنب كل ما سبق هو إعادة تأهيل مطبخنا الفكري الخاص ومطابخنا الإعلامية الخاصة ,لأنها تبقى وبرغم تخلفها عن مطبخ الجزيرة و أخواتها , تبقى أنظف و أشرف وهي على الأقل ,خالية من الأمراض الطائفية