يصادف في هذا اليوم الرابع من آذار ذكرى رحيل الشاعر أنور الجندي وهل نستطيع أن نترك مناسبة كهذه تمر دون أن نحيي ذكراه ، ذكرى شاعر العبق والظلال والهوى والورود .
ذكرى شاعر نشر شعره في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي في مجلة المكشوف والأمالي والأديب في بيروت والدنيا والصباح في سورية .
ولد أنور الجندي في سلمية عام 1917 واختار الإقامة فيها على مجد كان من الممكن أن يتحقق له لو غادرها إلى دمشق أو بيروت في ذلك الوقت ..
هو شاعر رقيق اعتبر توءماً للشعر رافقه منذ ولادته حتى وفاته ، وقد قال عنه الأديب الراحل عبد الغني العطري ( شعره يذوب رقة وحلاوة ، وفي كل قطعة نظمها ألفاظ ومعان تدير الرؤوس وتنتزع الإعجاب وتهز المشاعر ) .
لم يركب هذا الشاعر موجة الحداثة واعتبرها محنة كبيرة ألمت بالشعر ، ولازم المدرسة الرومانسية ولكنه يعتبر من الشعراء المجددين .
صدر له ثلاث مجموعات شعرية ( حداء الصحراء – الزورق التائه – أغنيات ) والأخيرة صدرت بعد وفاته عن اتحاد الكتاب العرب . وضاع القسم الكبير من شعره في أوراق متناثرة وعلى صفحات الصحف .
كان معجباً بالصالون الأدبي الذي كنت أديره في منزلي ومازلت منذ عام 1993 وقد زارنا أكثر من مرة وأسمعنا شعراً رقيقاً رائعاً .
توفي في سلمية بتاريخ 4 آذار 2001
ومن أشعاره في الغزل :
أطلت عيون ، فقلت الزمان أطل ، وفي فمه قبلتان
وهلت نجوم ، وهشت ورود ، ولوح بالفرح الأقحوان
فيا بدعة الحسن ، أنت الجمال ، وأنت الظلال ، وأنت الجنان
وأنت افترار الربيع الجميل ، وأنت الأناشيد ، أنت الدنان
تعالي ، تعالي ، أحس الحياة ضياعاً ، وفي شفتيك الأمان
وفي رثائه قال صديقه الشاعر جابر خير بك :
يمم سلمية واستنطق مغانيها
وامسح بكفك شيئاً من مآسيها
فهي التي أصبحت ثكلى وودعها
من كان بالروح يوم الخطب يفديها
قد غيب الدهر من كانت بشاشته
تضفي على الشعر تلويناً وترفيها
أعد الموضوع من كتابي ( شعراء سلمية ) الصادر عام 2010 .
محمد عزوز