Ynetnews
رأى المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن "القيادة الصهيونية تحرص على أن تعطي جمهورها طوال الوقت حُقنًا من القلق كي تبقيه مُدمنًا على المخاوف"، مضيفًا أن "الخوف يضمن تعلّق الجمهور بقياداته.. الخوف من ناحية الجيش يخدم لجهة التغطية على العيوب أو كحاجة لإبقاء التوتر الأمني لأغراض الميزانية، أما من ناحية الزعيم السياسي فهو تلاعب تهكمي بالحقائق أو هو نوع من غسل الدماغ".
وقال فيشمان "لم نستفق بعد من قلق الأنفاق الذي أثاره فينا من جديد "مراقب الدولة"، واذا به يُسقط علينا قلقًا جديدًا، الايرانيون جربوا صواريخ S-300، سلاح الجو الاسرائيلي لم يعد يستطيع العمل بحرية في سماء إيران.. لا يبدو أن صواريخ S-300 غريبة على سلاح الجو الاسرائيلي وعلى الناتو، فقد كشفت منشورات اجنبية عن أن طائرات سلاح الجو الاسرائيلي في اليونان تدربت عام 2015 أمام هذا الصاروخ.. اليونان، العضو في الناتو، تلقت S-300 من قبرص منذ العام 2000، وينبغي الافتراض بان الامريكيين درسوا الصاروخ وهم بشكل عام يتعاونون مع "اسرائيل" في المجال التكنولوجي".
وبحسب فيشمان، يتزوّد سلاح الجو الاسرائيلي بالطائرات المتملصة أو المعروفة بـ أف 35.. في العالم توجد أسلحة تُطلق من الجو، من الأرض ومن البحر في مسافات تتجاوز منطقة التدمير لصواريخ S-300. وفي أسلحة الجو في العالم تُستخدم اليوم طائرات غير مأهولة تهاجم أهدافًا دون أن تعرض الطيارين للخطر، بما في ذلك طائرات غير مأهولة.
وإذ يسأل فيشمان "ما سبب اهتمام أحد أعضاء القيادة العليا بالتشجيع على القلق من سلاح أصبح "رمز الشيطان"؟"، حسب تعبيره، يجيب سريعًا: "تعيش "اسرائيل" لسنوات في ظل الصاروخ الباليستي المضاد للطائرات SA-5 الذي نصب في سوريا وكان يفترض به أن يسقط من فوق البحر المتوسط كل طائرة اسرائيلية، وهو ما لم يحصل.. في الثمانينيات والتسعينيات حين اراد سلاح البحرية الاسرائيلي الدفع الى الامام بشراء سفن صواريخ جديدة، كان يشرع في حملة إعلامية واسعة تحذر من أن كل أساطيل العرب، من تونس حتى مصر، تقف مستعدة لإطلاق مئات صواريخ بحر بحر من عشرات سفن الصواريخ وصواريخ شاطئ بحر بحيث أنه اذا ما نشبت حرب فلن يصل حتى ولا كيس طحين واحد الى "اسرائيل" عبر البحر".
برأي فيشمان، "يعد لبنان اليوم ساحة ترهيب مركزية. إذ لن يحظى "الجمهور الاسرائيلي" بمعلومات استخباراتية عميقة وصحيحة عن هذه الساحة، ولهذا فإن صواريخ "ياخونت" التي يمتلكها حزب الله حسب التقديرات تعتبر تهديدًا ملموسًا بوسعه أن يشلّ كل موانئ "اسرائيل". ويمكن التقدير بأن حزب الله لم يصل الى هذه المرحلة بعد، لكن الحقيقة الملموسة هي بقاء حالة القلق".
ويشير فيشمان الى أن "ذروة الخوف في قطاع غزة حيث استكملت حركة "حماس" وسائلها القتالية التي فقدتها في عملية "الجرف الصلب"، لكن في ضوء الحصار المصري – الاسرائيلي فان غزة لا يمكنها ان تنتج صواريخ بنوعية الصناعة العسكرية الإيرانية أو السورية، كتلك التي كانت تُهرّب من سيناء".
ويخلص فيشمان الى أن "على الزعماء في "اسرائيل" أن يُطلعوا الشعب على الحقيقة وأن يبثّوا فيه الامان وألّا يُرهبوه فقط من أجل الحفاظ على كراسيهم".
بيروت نيوز – نفحات القلم