كتب مدير موقع "بيروت برس"، الصحافي والكاتب السياسي غسان جواد على صفحته على "فيسبوك"، "منذ مئة عام استقلت معظم البلدان العربية عن الاحتلال التركي، وبعدها بثلاثين عاماً بدأت تخرج "حبياً"، وبالقوة احيانًا من نير الاحتلالات الفرنسية والبريطانية والايطالية".
واضاف جواد "كان عنوان معظم حركات الاستقلال الوطني في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي، اخراج القواعد العسكرية الاجنبية، التي ترمز مادياً للمستعمر والمحتل.. اخذنا استقلالاتنا هذه "حبياً"، في بعض الاحيان كما حدث في لبنان مع المحتل الفرنسي.. وبالقوة والدماء كما جرى في الجزائر التي قاتلت جيش الجنرال ديغول ونالت استقلالها.. وفي الحالتين استقلالاتنا بمعظمها جرت بدعم الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الدولتين العظمتين اللتين برزتا بعد الحرب العالمية الثانية، على حساب امبراطوريات العالم القديم بريطانيا، وفرنسا وايطاليا الخ.. سقط الاتحاد السوفياتي، تغيّر العالم".
وتابع "حكمت الاحادية الاميركية زهاء عقدين من الزمن، وبدأت تبرز الى جانبها قوى عالمية جديدة مثل روسيا والصين.. المهم ليس من بين هذه الدول دولة عربية واحدة.. والاسوأ ان "القواعد الاجنبية" عادت الى بلادنا من ليبيا الى الى اليمن والخليج وسيناء وسوريا والعراق وفلسطين وجنوب لبنان ووو.. لقد عاد الاستعمار وعادت القواعد العسكرية، وعاد السفراء والقناصل والجنرالات الاجانب يجوبون البلاد ويحرثونها طولاً وعرضاً.. ما الذي سيجعلكم تفهمون ايها العرب ايها المسلمون ايها المشرقيون.. ايها البشر ايها الناس يا قوم! هل تلاحظون ان البلاد قد احتلت من جديد؟".
وقال جواد "ظلّت سوريا طوال سنوات تنكر ذاتها وتاريخها وحضارتها وتراثها الممتد نحو سبعة الاف سنة من أجل العروبة!! واليوم عندما إعتدت أسوأ قوة في الارض على أطهر بلاد وانبل ارض.. اول من فرح هم "العرب".. علينا اعادة تعريف الهوية والعروبة.. وعلى سوريا العودة لذاتها لأن تاريخها ابعد واعرق واجمل وابهى من همج الشمال ورعاع الجنوب"..
واشار الى أن "سوريا هي درع العالم العربي وسيفه وترسه.. دعوتي ان تعود سوريا لذاتها لا تتناقض من وجهها العربي وعلاقاتها التكاملية مع العرب اذا امكن.. لكن مصالحها وشخصيتها اولاً وقبل كل شيء.. وبعدها الروابط الثقافية والتاريخية".