الاستاذ محمد محسن
..يا عمال العالم الكل كذب عليكم …………………..
……………………فائـــض القيــــمة ليـــس لـــكم ……………………
……………………يا فقـــــراء العالـــــم اتحــــدوا …………………..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول " فوكويما " التشكيلة الرأسمالية هي نهاية التاريخ ، أي سيبقى العالم منقسماً إلى قسمين حتى آخر الكون [ شمال ثري جداً ] و [ جنوب فقير جداً ] وظيفة الثاني الأبدية خدمة القسم الأول ، وزيادة أرباحه .
أما شعارات الماضي التي سلخنا عمراً مديداً ونحن نرفعها ، ونجادل فيها ، المعمل لمن يعمل به ، والأرض لمن يفلحها ، كلها ذهبت كغثاء السيل ، لم يعد لها أي مرتسمات على الأرض ، وحتى قوانين العمل التي تمنع تسريح العامل إلا لأمر جلل ، وأما حق العمال في إدارة المعمل ، فهذه نسفت ولم يعد لها أية تطبيقات عملية ، وباتت تلك التشريعات عتيقة وبالية لأنها تنتمي إلى ما قبل الدردرية بعقود .
.
لم يذهب الدردري هذا إلا بعد أن رسخ مفهوم النظام الرأسمالي في بلادنا ، حتى أنه لم يترك بصمة من زمن الستينات ، تراعي مصلحة الطبقة العاملة إلا وأزال آثارها ، ولم يترك تقليداً أو عرفاً يسعف حقوق العمال إلا ونسفه .
حتى الماركسيين اللينينيين ، والشيوعيين المتحزبين ، والذين ملؤا الدنيا صراخاً وعويلاً ، دفاعاً عن الطبقة العاملة ، هؤلاء القادة قد ترحلوا وانتقلوا إلى الحظائر الدينية بهويتيها الوهابية أو الاخوانية ، وباتت السلفية الجهادية وسيلتهم لقتلكم وقتل أهليكم ومن على شاكلتكم من الفقراء ، وباتت أمريكا التي كانت الشيطان الأكبر هي الراعية والحامية ، والسعودية المسروقة من مخلفات التاريخ هي المرضعة المادية لهم .
إذا أردتم أن تسألوني عن بعض أسمائهم ، فسأبوح لكم بأسماء بعض قادتهم ، ـــ رياض الترك الأمين العام للحزب الشيوعي ، ميشيل كيلو ، جورج صبرة ، جلال صادق العظم ، وكل من والاهم ويسير على دربهم إلى يوم يبعثون .
.
هذا ما حدث للكثير من قياداتكم الحزبية ، أما قياداتكم النقابية ، وعلى رأسها الاتحاد العام للعمال ، فلقد تشرنق ودخل في حالة ثبات في كل الفصول ، ليس في شرنقة حريرية ، بل في غيابات الجب ، ولم تعد ترى قياداته إلا في المناسبات الرسمية التي تستدعي حضورهم الشكلي ، لإلقاء خطاباتهم المكرورة في أي مناسبة ، ولايزال يستعيرون بعض العبارات من القاموس القديم ، كالطبقة العاملة ، وأحياناً ينطقون بخجل كلمة الاشتراكية ، وقد يشاهدون كثيراً على موائد أصحاب الحظوة والمال .
نعم أيها العمال ونحن في عيدكم ، لابد وأن نقول لكم : لقد تم بيعكم إلى أعدائكم الطبقيين والسياسيين ، مستغلين مع الأسف فقر وجهل بعضكم ، فحملوه ساطوراً ، أو بندقية ، أو مدفعاً ، فقتل أخاه الفقير ابن طبقته ، عاملاً كان أم جندياً ، في هذه الحرب المجنونة .
أيها العمال في عيدكم ونحن نقول لكم ، كل عام وأنتم بخير ، كلنا أمل أن تعود الانسانية فتنصفكم ، وتعيد بعض التوازن إلى مجتمعات الأرض .
.
ولكن وبكل ثقة وجزم ، أنا لا أومن بنظرية " فوكويما " القائمة على أن النظام الرأسمالي العالمي هو التشكيلة التاريخية النهائية للعالم ، لأن بقاءها يهدد الكون طبيعة وبشراً ، لذلك لابد وأن تبحث البشرية عن حلول أكثر عدالة للبشرية ، ولعل هذه الحرب على بلادكم ، والتي سترسي حالة توازن دولية ، من خلال ولادة القطب العالمي الجديد الذي سيلجم حتماً غطرسة الغرب وفردانيته ، وبالتالي قد تخلق حالة التوازن الدولية هذه ، مناخاً عالمياً يسمح بالبحث عن سبل لإنقاذ البشرية من الهلاك .
…………………نحن متضامنون مع كل فقراء العالم .