بقلم الاستاذ : محمد محسن
…..هــل سيتـــــــــشقق حلـــــــــــــف العـــــــــــــدوان ولمـــــــــــــــاذا ؟
…..هل ستتمكن أمريكا من تحمل وزر ملــوك وأمــراء محمـيات الخليج ؟
…..كم مجلد في التاريخ سيصنف ، وكم رواية ستكتب عن ملوك الـعفن ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قطب واحد مهيمن يقود دولاً تعد بالمئات ، تتدرج من حليف مشارك جزئي ، إلى حليف يحق له ابداء الرأي ، وثالث يحق له الاستفسار عن القرار فقط ، وكنا نعتقد خطأً أن بعض الحلفاء في أوروبا ، لهم صوت مسموع في حضرة الدولة القوية ، كما ولهم دور في صياغة واصدار القرارات الاستراتيجية ، ولكن ثبت بالتجربة أن لا أحد في أوروبا له حق الاعتراض ، حتى ولا في القارات الخمس ، بل الكل في خانة التنفيذ ، مهما كان تاريخهم الامبراطوري كبيراً ، فالآمر في هذا التحالف ، والقائد ، والمخطط ، هو ملك الدنيا .
…………………………..أمريــــــــــــكا …………………………….
أما الدول التابعة ، والدول المحمية ـــ محميات الخليج ، وتفرعاتها ـــ فلا صوت لها ، فعليها تقديم الطاعة في كل صباح ومساء ، تُؤمر فتطيع فلا حول لها ولا قوة ، تسير ضمن القطيع وراء الدولة " الملكة " ، لأنها في موقع التابع المطلق ، والملحق الهمل ، ولأنها رهينة محبس الحماية من الدولة السيد ، وهذه الحماية ليست مجانية بل تلزمها بدفع بدلها ــ أجرتها ــ عيناً من نفطها وموادها الأولية ، أومن مالها الذي يرمى في بنوك الدولة المهيمنة ودائعاً وأموالاً ـــ طبعاً بدون فوائد لأنها حرام ـــ أما قتل أبناء جلدتها فهذا ليس حراماً ـــ إنها معادلة ضيزا ـــ حتى ودائعها تلك ليس لها حق تحريكها متى شاءت ، بل عليها أن تشتري بتلك الودائع أسلحة بالمليارات وتكدسها ، سواء أكانت بحاجتها أم لا ، فهي فرض عين لا محيد عنه ، ولكن للدقة والموضوعية نعترف أنه يسمح لأمرائها بالتنقل في يخوتهم أو بطائراتهم الخاصة ، في جميع مطارات ومرافئ العالم متنقلين من ماخور إلى ما ماخور ، حيث الفجور ، والقمار , والبذخ ، والسفه ، والتندر بأشكالهم وبسلوكهم .
.
وأهم شرط تفرضها الدولة [ الملك ]، على الحلفاء والتابعين بكل تدرجاتهم تنفيذ ما يوكل لهم من مهمات ، بدون شوشرة أو تساؤل ، أو تأفف لأن صاحب القرار الذي بيده كل خيوط اللعبة العالمية السياسية والاقتصادية ، وبيده الحل والربط ، وله الأمر من قبل ومن بعد ، هو الذي يملك البصر والبصيرة والرؤية الثاقبة للعالم ، من أدناه إلى أقصاه والأوامر تصدر بقرار من هذه الدولة السيدة .
ومن هذه المواقع ، كانت أمريكا الدولة السيدة ، تعتقد أن الحرب على سورية ستكون الحرب الأخيرة ، التي ستؤدي إلى تفتيتها وبلقنتها ، بل بلقنة المنطقة ، منطلقة من قناعة أن هذه الدول هي آخر الدول التي لاتزال " تبلعط " ولم ترفع الراية البيضاء بعد ، لذلك وجب دمارها . عن طريق الفوضى الخلاقة .
فكان ما كان : نعم دمرت ليبيا ولا تزال ، ودمر العراق ولا يزال ، ودمر اليمن ولا يزال ، وهذه سورية عقدة المنشار تدمر ولا تزال .
.
بعد أن أنجزت دول العدوان متكاتفة ، المهمة الأولى ، بكفاءة واقتدار ، ألا وهي تدمير الدول المشاكسة وغير المنضبطة ، ونحن نشهد لهم بذلك ، ولكن الغاية الأهم لم تكن تدمير المنطقة العربية فحسب بل تركيع دولها وبخاصة سورية ، ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق هذه الغاية خلال السنوات السبع ، ولكنهم لايزالون يجهدون .
لما كانت " الدولة قائدة التشكيل " تعتقد أن سورية لن تصمد أكثر من شهر أو شهرين على ابعد تقدير ، وكانت الحرب قد استمرت سبعاً من السنين ، كان لابد وأن يحدث الكثير من الخلخلة بين دول معسكر العدوان ، لأسباب كثيرة ، منها تحميل بعضها البعض الآخر بعض التقصير ، أو اتهامها بمحاولة الاستفراد في قيادة الفصائل المتقاتلة ، وغير ذلك ، هذا من جهة أما في المقلب الآخر وهو الأهم :
…علاقة حكومات دول العدوان بشعوبها ، خلال هذه الحرب الطويلة .
أي مبتدئ في السياسة يعرف أن الارهاب هو آفة ستصيب العالم باسره ، ومع ذلك تمارس حكومات الغرب توظيف هذه الآفة في حربها على سورية ، هذا يدلل إما عن غباء سياسي أو حقد غبي ، وهذا يخرج عن مفهوم النفعية الرأسمالية ، لذلك ستعتبر هذه السياسة الخرقاء سقطة استراتيجية ، مما سيؤدي حتماً إلى تحميل شعوب الغرب حكوماتها ، هذا الفعل المخالف لألف باء السياسة .
بناء على ما تقدم أنا أثق حد الجزم أن من خاض هذه الحرب الهستيرية ، لم يكن في حسبانهم أنها ستقلب كل موازين الأرض ، ـــ ليس في هذا مبالغة ـــ لذلك فان حكومات الدول التي شاركت بهذه الحرب ، سيلعنها التاريخ .
.
………. فما هي منعكسات هذه الحرب على شعوب دول العدوان ؟ ……
.
الخاسر حتماً سيلعن من شعبه ، لأن شعبه سيحمله وزر ما فعل ، وهذا سيعبر عنه بألف صيغة وصيغة ، بالنسبة للدول الأوروبية ، سنكتفي بإيراد مثل واحد فقط يمكن تعميمه بل سيعمم ، ما حدث في [ فرنسا ] ، أين بات " هولند " وحزبه ؟؟!!لقد هبطت شعبية هذا الرئيس السفيه إلى ما دون / 3% / حتى أن مرشحه قد هزم من الدورة الانتخابية الأولى ، والآن فرنسا في انتخاباتها التي تجري الآن ، هي منقسمة على نفسها ، وأي من المرشحين سيصل إلى " الإليزيه " سيدخل فرنسا في نفق بعض مؤشراته تشير إلى أنه على الأقل سيواجه وضعاً اقتصادياً مترد ياً ، وهذا سيكون له ارتدادات على مستوى الشارع ، فليس غريباً أن يطالب الشعب الفرنسي الخروج من الاتحاد الأوروبي ، ومن المؤكد أنه سيطالب بإعادة النظر بعلاقة فرنسا مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وغير هذه من العقابيل ، فضلاً عن تمدد الارهاب المحتمل إلى " بلاد الكفر " ، فلننتظر مفاجآت غير محسوبة ، حتى طوني بلير الرئيس السابق للحكومة البريطانية المشارك في قرار غزو العراق ، ، هذا المجرم يجاهر الآن بأن قرار الحرب في الشرق الأوسط كان خطأً استراتيجياً .
.
ما جرى وسيجري في فرنسا يمكن تعميمه على جميع الدول الأوروبية ، كل بحسب دوره في هذه الحرب المجنونة . أما أمريكا فلقد عاقب الشعب " كلنتون " الشريكة في قرار الحرب ، ورماها خارج اللعبة السياسية ، وجاء بمجنون ليس له أية خبرة بالسياسة ، وهذا سيجلب الكثير من المتاعب الاضافية ، للولايات المتحدة ، الاقتصادية والسياسية ، نتيجة قراراته الخرقاء ،اما موقفه من ممالك الخليج ، فهو بالتأكيد لن يمانع في تغيير الأنظمة فيها ، لأن أمريكا لا تستطيع أن تبرر سياسات تلك الممالك التي استولدت الإرها ب أمام شعبها .
أما تركيا فيكفي أن الأرعن أردوغان قادها ويقودها في سياسات أقل ما يقال عنها أنها مرتبكة ، ويكفي أنه نقلها من دولة علمانية ، إلى مفاهيم العثمانية العتيقة ، وساهم بدون أن يدري بخلق شوكة كردية في خاصرته الجنوبية .
.
…. أما الانهدام الذي سيتم في عروش ممالك الخليج الهشة سيكون مزلزلاً ، فتلك العروش النخرة ، ستلعن من كل شعوب العالم ، لأن ليس هناك من شخص يعمل في السياسة إلا ويدرك أن السعودية وقطر هما من حضن الارهاب ، وغزاه فكراً ومالاً ، أما الشعوب الاسلامية فستحمل ممالك الخليج وزر الوصمة السوداء التي وصم بها الاسلام والاسلاميين في العالم الغربي بل وفي الدنيا ، والتي ستجعل كل مسلم في العالم هو مدان حتى تثبت براءته ، فهو ارهابي في نظر كل غربي ،ـــ فلا تقللوا من هذه الوصمة في الغرب والشرق ـــ وهذا كله سيتحمل وزره ملوك الخليج السفهاء والأغبياء .
والأهم أننا نحن شعوب الدول العربية المدمرة ، في اليمن في ليبيا في العراق ، كيف سنتعامل الآن وفي المستقبل مع ملوك الظلام هؤلاء .؟؟!!
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم سنحمل نحن شعوب المنطقة ، ما حدث من موت ودمار في بلداننا إلى هؤلاء الملوك الأجراء ، كما سيحملهم شعبهم ، وشعوب الدنيا ذلك ، فكل من يعتقد أن انعكاس هذه الوصمة هو هين هو واهم ، ان لعنة أبدية ستلحق بملوك العهر والمجون ، ولن يستطيعون تحملها ، وستنهار عروشهم كمدن الملح ، وسيصبحون محط تندر بتاريخهم الأسود .
وسأسرق من مذكرات المرحوم الدكتور عبد اللطيف اليونس المقطع التالي : " في عهد الملك فيصل في السبعينات من القرن الماضي كان عدد الطلاب في جميع أنحاء المملكة فقط / 17000 / طالب بينما كان في منطقة صافيتا فقط ــ منطقة الدكتور المرحوم ـــ / 25000 /ألف طالب "، هذه واحدة ، أما الثانية " كان عند الملك المؤسس / 4 / ملكات ، و/ 54 / جارية ،استولدهم فقط / 187 / ذكراً و / 146 / انثى ، حتى تاريخ السؤال ، " لطفاً الصفحتين /ــ 444ــ445 / " .
….. كم رواية ستكتب عن عفن هؤلاء الملوك الأغبياء ؟، وكم مسرحية ستقدم ؟، وهل سيكتفي المصريين بألف نكتة ونكته ؟؟ وكم مجلد سيحكي التاريخ الأسود لهؤلاء الفجرة . ؟؟!!