رأي اليوم
قالت صحيفة رأي اليوم إن "كونداليزا رايس صاحبة "الفوضى الخلاقة" اعترفت أن غزو بلادها للعراق وأفغانستان لم يكن من أجل نشر الديمقراطية.. ماذا يقول الآن الذين أيدوا هذا الغزو وبرروه؟ وما هي الدروس المستخلصة من هذا الاعتراف "التاريخي" في سورية واليمن وليبيا؟
مقدمة بدأت بها الصحيفة بأسئلة حاولت تسليط الضوء عليها فكتبت "ستدخل السيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية، ومستشارة الامن القومي الأمريكي السابقة التاريخ لأسباب عدة، أبرزها أنها أول سيدة من أصول افريقية تتولى هذا المنصب أولا، ولأنها كانت زعيمة دبلوماسية الحروب في أفغانستان والعراق في زمن رئاسة جورج بوش الابن ثانيا، ولكونها صاحبة "نظرية الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط"، التي نراها تتجسد أمامنا حروبا، ودولا فاشلة، وتهجيرا، وتقسيمات طائفية.
السيدة رايس التي خدعت الكثيرين من الكتاب و"المفكرين" العرب من خلال تبريرها للحربين المذكورين آنفا (افغانستان والعراق) بالحديث عن تحويلهما جنتين للديمقراطية وحقوق الانسان والرخاء الاقتصادي، اعترفت في محاضرة لها القتها قبل أيام في معهد بروكينغ الأمريكي "ان الولايات المتحدة لم تذهب الى غزو أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003 من أجل تحقيق الديمقراطية، بل للإطاحة بحركة طالبان التي وفرت ملاذا آمنا لتنظيم "القاعدة"، وحكم الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد، الذي كنا نظن أنه كان يعيد بناء ترسانة من أسلحة الدمار الشامل".
لا شك أن هذا الاعتراف جاء متأخرا ولكنه على درجة كبيرة من الأهمية لأنه يقدم تفسيرات دقيقة، وواضحة، لما يجري حاليا من عمليات تفتيت للدول القطرية، خاصة في سورية واليمن وليبيا، تحت عنوان الديمقراطية وحقوق الانسان.
الحكومات التي تسير في الفلك الأمريكي وتستضيف قواعد عسكرية أمريكية، وتآمرت على العراق وأفغانستان، وغزت اليمن لاحقا، لم تتعرض لغزو أمريكي، ولم تشهد ثورات تطالب بالحرية وحقوق الانسان وتطبيق القيم الديمقراطية، بل استمرت في الحكم، وانتقلت الى مقعد القيادة في المنطقة العربية، وهيمنت على الجامعة العربية، ومولت حروب التفتيت وسلحتها، رغم أنها لم تعرف الحد الأدنى من أشكال الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان، ولم يعرف مواطنوها صناديق الاقتراع، أو البرلمانات المنتخبة.
اعتراف السيدة رايس لن يعيد لنا حياة مليون عراقي استشهدوا من جراء الغزو الأمريكي، ولا مئات الآلاف من الشهداء الليبيين والافغان واليمنيين، الى جانب الجرحى واليتامى والارامل، ولكنه يظل مهما من ناحية كشف "كتائب الدجل" العربية، في الحكومات ومؤسسات الاعلام والجامعات والندوات والمعاهد البحثية، الذين تجندوا في خدمة المشاريع الامريكية هذه، بقصد أو بدون قصد، وهيمنوا على المنابر، وما زالوا، لسنوات عديدة باعتبارهم الحضاريين الديمقراطيين الداعمين للحريات وحقوق الانسان.
وختمت الصحيفة بالقول "لن نشكر السيدة رايس على اعترافها المتأخر، لان أياديها، مثل رئيسها جورج بوش، وأعضاء ادارته، ملطخة بدماء شهدائنا، ولكننا نحترم شجاعتها في قول الحقيقة، أو بعضها، لعل بعض المخدوعين العرب، وما أكثرهم يعودون الى رشدهم، ويعترفون بخطاياهم أيضا، وإن كنا فاقدين الامل في هذا المضمار".