أكد الكاتب توني كارتالوتشي في مقال له نشره موقع "نيو إيسترن آوت لوك" أن العمليتين الإرهابيتين الأخيرتين في طهران تعدان انعكاساً دقيقاً لمظاهر السياسة الخارجية الأمريكية المتمثلة في إنشاء قوة بديلة لمحاربة إيران وإقامة ملاذ آمن لتلك القوة خارج حدود إيران، لافتاً إلى أن الأحداث الجارية حالياً في سورية والعراق وبدرجة أقل في جنوب شرق تركيا ما هي إلا نتيجة مباشرة لمحاولة الولايات المتحدة الحصول على قاعدة عمليات لتحقيق عدة أهداف منها شنّ حرب بالوكالة ضد إيران.
وأوضح الكاتب استناداً إلى تقرير معهد "بروكينغز" الأمريكي للأبحاث يعرض خيارات الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ضد إيران، التي تركز على استخدام زمرة "خلق" الإرهابية للتحريض على التمرد المسلح ضد إيران ، أنه كان من الضروري العمل على إيجاد دولة مجاورة مستعدة للعمل كقناة لتقديم المساعدات الأمريكية لزمرة "خلق" الإرهابية، فضلاً عن توفير ملاذ آمن لها، مشيراً إلى أنه وبالنسبة للحرب الأمريكية على سورية فإن تركيا والأردن يقومان بهذا الدور.
أما بالنسبة لإيران فمن الواضح أن الجهود الأمريكية تتجه إلى التركيز على إنشاء قنوات ومأوى آمن في مقاطعة بلوشستان جنوب غرب باكستان وفي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق وجنوب شرق تركيا، حيث تتم تغذية الاضطرابات الحالية نتيجة التدخلات الأمريكية السرية منها والعلنية.
ويقول كارتالوتشي وبالنظر إلى أنه من الصعب إيجاد تمرد فعّال ضد طهران، فقد كان تنظيم "داعش" الإرهابي قناة لتنفيذ جزء من الحرب الأمريكية بالوكالة ضد ايران، مؤكداً أن شنّ تنظيم "داعش" عمليات إرهابية ضد إيران وجنوب روسيا وحتى غرب الصين هو نتيجة طبيعية للسياسة الخارجية الأمريكية، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يشكل الوجود الأمريكي غير القانوني في شرق سورية منصة للعمل ضد طهران في المستقبل، كما يخدم الآن مخططات واشنطن ضد سورية.
ويقول الكاتب "بالنسبة للولايات المتحدة، ليس هناك نظير لـ"القاعدة" الإرهابي إلاّ "داعش"" مشيراً إلى أن استخدام الإرهاب والوكلاء في تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية تم إثباته بشكل نهائي خلال الثمانينيات من القرن الماضي عندما استخدمت واشنطن آنذاك بالتواطؤ مع السعودية تنظيم "القاعدة" الإرهابي لمحاربة الوجود السوفييتي السابق في أفغانستان، وهو ما يشكل نموذجاً لإثارة حرب جديدة بالوكالة، ولكن هذه المرة ضد إيران.
وحسب كارتالوتشي، فإن نزعة الغرب لاستخدام الإرهاب أداة جيو- سياسية هي موثقة ومؤرخة، وبينما تزعم العناوين الغربية زوراً وبهتاناً أن دولاً مثل إيران وروسيا والصين "تعرقل الاستقرار العالمي"، فمن الواضح أن الغرب هو من يفعل ذلك من أجل تحقيق الهيمنة العالمية
.الإعلام تايم – صحافة