ولد بولات شالفوفيتش أكودجافا في التاسع من أيار 1924 في موسكو ، وعاش فيها ، وفي نيجني تاغيلا وتبليسي قبل الحرب .
عام 1942 يترك المدرسة وهو في الصف التاسع ، ويلتحق بالجيش متطوعاً ، فيخدم في طاقم مدفعيّة الهاون ، ويبلي في المعركة بلاء ً حسناً ويصاب فيها بجراح ثخينة .
بعد أن يتعافى ويخرج من المستشفى يعمل في الاتصالات العسكرية ، ثم يترك الخدمة العسكريّة عام 1945 ليكمل تعليمه فينهي الصف العاشر .
يحصل على الإجازة في الآداب من كليّة الآداب – في جامعة تبليسي عام 1950 ، ويعمل لمدة عامين مدرّساً للغة الروسيّة وآدابها في مدارس بلدة شاموردينو في مقاطعة كالوغا ، ثم ينتقل بعد ذلك عام 1952 إلى إحدى مدارس مدينة كالوغا نفسها .
خلال عامي 1953- 1954 يعمل في إدارة تحرير صحيفة " مولودوي لينينتس – اللينيني الفتي " ، ثم ينتقل عام 1956 إلى موسكو ليعمل رئيساً لدار نشر " مولودايا كفارديا – الحرس الفتي " ، ورئيساً لقسم الشعر في الصحيفة الأدبية " ليتيراتورنايا غازتيا – الصحيفة الأدبية " ، منذ عام 1962 يصبح عضو اتحاد الكتاب السوفييت، ويعمل على تأسيس جماعة " المغنّون – مؤلفو أغنياتهم " .
كتب الشعر منذ طفولته ، ولأنّه كان عازفاً ومؤلفاً موسيقيّاً وذا صوتٍٍ جميل فقد لحّن ومنذ شبابه المبكّر الكثير من قصائده وغنّاها وهو يعزف على الغيتار ، و شاعت تلك القصائد – الأغنيات وأدّاها كثير من كبار المغنّين .
أولى قصائده المغنّاة حملت عنوان " لم نستطع النوم في مقطورة الفحم ….." وكان ذلك عام 1943 .
واليوم تسمع قصائد أكودجافا المغنّاة – في الأفلام السينمائية ، والمسرحيّات ، ومحطّات الراديو ، وقد كتب قصصاً تاريخيّة وأخرى قدّمت سيراً حياتيّة ،كما كتب سيناريوهات لعديد من الأفلام وصدرت له أكثر من مجموعة شعريّة وعديد من الأسطوانات في روسيا وخارجها .
يغلب على قصائده الهم الإنساني العام ، والحب العميق للمرأة والوطن وقد أعلنَ عن ذلك في أكثر من حوار أدبي معه:"إن موضوعة قصائدي المغناة هي- الحب؛منذ زمن طويل – تقريباً- لم يغنوا عندنا عن الحب,وظلت المرأة في الآن نفسه وبالنسبة للكثيرين كائناً يبعث على الشك,وأنا انطلاقاً من احتجاجي على المراءاة والنفاق قررت أن أغني المرأة كائناً مقدساً,وأن أركع أمامها على ركبتي,عليَّ أن أعترف أن السخرية هذه المرة قد خذلتني, فإذا ما أحسستم بشيء منها,فإنما هي سخرية من نفسي كمؤلف لهذه النصوص-الأغنيات,التي تعكس عجز الرجل,وحظه العاثر"
وقد استطاع ربّما بسبب غنى حياته الشخصيّة وعمق تجاربه في الحياة والحرب والحب وعمق معرفته بفلكلور شعبه وأدبه الشعبي أن يلتقط الأشياء العاديّة اليوميّة البسيطة ويحوّلها إلى قصائد جميلة ذات موسيقا هارمونيّة عالية الانسجام .
توفّي أكودجافا في باريس في الثاني عشر من حزيران 1997.
إعداد : محمد عزوز