.jpg)
*تحت عباءة الغربة
تحت عباءة الغربة
جسدٌ منهكٌ مسكين…
وشوقٌ لنفحة الوادي
وأنسامٍ كما النّسرين..
نبض القلب ظمآن…
وحزّت روحه السّكّين…
تحت عباءة الغربة…
ينوح الحنين…
ينزف شوقا ولا يستكين
خلف الجبال… وبعد الحدود
اهلٌ وصحبٌ وشوقٌ دفين…
ويبكي الحنين….
دموع المُهاجر سيلٌ غزير
تجول المآقي تعدّ السّنين..
وتبحث عمّا يعلّل نفسا
تذوب اشتياقا وتكتوي حين..
سوادٌ وعتمٌ وضيقٌ مريرٌ
فنار الفراق لظاها ضنين..
سحرُ الأماكن أطفأ وهجه
تعشّقُ وطنٍ بقلبٍ سجين…
ويبقى الحنين…
يهيّج ذكرى الغريب البعيد
فيبدو الوجود بلون حزين..
ويبقى الحنين…
رسولا يزفّ وعود الإياب
ويبصر نورا خلف الضّباب
ينشد لحن الرّجوع بحرقة
يضمّ الأماني بين السّراب
إذا جنّ ليل المُهاجر أمسى
صريعا لذكرى تشقّ العباب…
يفوح عبير الدّيار بصدره
فينعش روحهُ رغم العذاب…
يمرّ شريط الماضي العزيز
يحرّق قلباً رقّ فذااااااب…
يحلّق فيه كسرب فراشٍ
هفا القلب له فاستطاب..
ويبقى الحنين….
لدربٍ خبّأ أحلى الحكايا…
حفظ السّرّ وأغلق باب….
حتّى دماه يحنّ إليها
لساحة دار دفئها غاب…
وشجرٍ كبّر وقت الأذان
فأزهر ثمرا جنيهُ طاب….
لنافذة غرفةٍ ترشفُ الشّمس
عند الصّباح..
على وقع الأغاني العِذاب…
لحوانيت الحيّ البسبطة
للبائع… للشّاري…
لصوتَّ العتاب….
لجيرانٍ كأهلٍ..كرامٍ
لمّتهم تبثّ الأنس
نخوتهم تريح النّفس
خير الأهل والأحباب….
لصحبةِ خيرٍ ..ورفقة عمرٌ
كانوا يا عزّ الصّحاب…
ويبقى الحنين..
لموقد نارٍ ذات شتاء
يلمّ الصّبايا وجمع الشّباب
وتغدو الحكايا سمير الليالي
قصص الخيال وعزف الرّباب..
صمت الظّلام يثير الحنين
نباح الكلاب…. عواء الذّئاب
ويبقى الحنين
لذاك المرتع الأخضر
لطفلٍ معفّرًّ بالتّراب
لخرافٍ صغارٍ كندف القطن
ترتع العشب… تجول الهضاب
لوديانٍ هواها عليلٌ
وناي الرّعاة يصبّ العذاب…
لمقاعد مدرسيّة
خطّت رفقة الدّرب
سطر نورٍ في كتاب…
لجدران مدرسةٍ
نقشوا عليها….
حروف الذّكرياتِ خلسةً
فكان العقاااااااب…
لأيّام كانت قمّة الفرحة فيها
أن تقتني قطعة ثياب…
وأن تتبختر مزهوّا بها
وترى غبطة الأصحاب…
ويبقى الحنين
نايا يبثّ أنين المهاجر
ويعزف ألما حتّى الإياااب
تحت عباءة الغربة
فجّر لوعة الغُيّااااااااب…
ادلب : سهام السعيد