.jpg)
[ ( الهوية والخطط الشيطانية )
.jpg)
إن الهوية الوطنية هي مجموع السمات والخصائص المشتركة التي تميز أمة أو مجتمع أو وطن معين عن غيره يعتز بها .
وتشكل جوهر وجوده وشخصيته المتميزة بسماتها .
فالهوية الوطنية في كل أمة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها وتترجم روح الأنتماء لدى أبنائها ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وأزدهارها .
وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها وأستقرارها بل يستوي وجودها من عدمه .
وهناك عناصر للهوية الوطنية لا بد من توفرها وهي تختلف من أمة لأخرى .
إن للوعي بالهوية الوطنية أثار عظيمة تنعكس على الفرد والمجتمع والوطن بشكل فعال وعام وبالأخص عندما يقوم كل فرد بواجباته على أكمل وجه مماينعكس بشكل إيجابي على المجتمع ككل وتعطي تفاعل وقوة في النسيج الأجتماعي تعجز عن أختراقه مكائد الطامعين والحاقدين والفاسدين من الخارج والداخل .
وهذا يحقق نهضة متميزة بالعلم والمعرفة في شتى المجالات وأهمها الأقتصاد لأن قوة الدولة بأقتصادها فإذا كان الأقتصاد بخير وقوي فالوطن بخير وهذا ينتج لنا جيل مميز بالأبداع وبدوره سيساعد على التطوير والتحديث والبناء في الوطن لنكون من البلدان المتقدمة والرائدة ونكون في مصاف البلدان والأمم المتقدمة والمتطورة ونعتز بهويتنا الوطنية .
ولنكون واضحين أكثر عن الحديث عن الهوية الوطنية فذات الأنسان هي هويته وهي كل مايشكل شخصيته من مشاعر وأحاسيس وقيم وأراء وسلوك ومواقف وكل مايميزه عن غيره من باقي الناس وهذا ما عبر عنه الفلاسفة عند تعريفهم للهوية .
وقد عرف أريكسون الهوية الشخصية أو الذات بقوله بأنها الوعي الذاتي ذو الأهمية بالنسبة للأستمرارية الأيديولوجية الشخصية وفلسفة الحياة التي يمكن أن توجه الفرد وتساعده في الأختيار بين أمكانيات متعددة وكذلك توجه سلوكه الشخصي .
أما هنري تاشفيل وجون تيرنروهما باحثان إنجليزيان في علم النفس الإجتماعي فاستعملا مصطلح الهوية الشخصية مقابل الهوية الأجتماعية وكان القصد من مصطلحهما الذاتية التي تعرف الفرد بالمقارنة مع الأخرين .
وأما الهوية العربية بدأت بالتشكل دستوريا منذ كتابة صحيفة النبي محمد ( ص ) بعد هجرته إلى يثرب أنطلقت من مبدأ التغيير مع الأبقاء على الثوابت ولذلك شاركت الهوية العربية في منظومة الأنتاج الحضاري وبناء التراث العالمي وبقيت اللغة العربية في المحافظة على ثباتها الإيجابي بأعتبارها مكونا أساسيا للهوية العربية لذلك نجد أن قوى الأستعمار العالمي حاولت وتحاول ضرب هذه الهوية عبر شق الصفوف وتدميرأهم مايملك الأنسان في الشرق ليصبح بلا هوية عبر أساليب وخطط شيطانية متنوعة تأتينا على شكل أفعى بحلة جميلة وبداخلها السم القاتل .
وهذا ما جعلنا في سورية أكثر تمسكا بالهوية الوطنية بكافة مفاهيمها الصحيحة والإيجابية للقضاء على أية محاولة لنيل منها وهذا ما نلاحظ الأن أن ثمارها ونتاجها في ظل وعي غير مسبوق وغير محدود قد بدء يزهر بشكل إيجابي وفعال على مساحة الوطن وبدء ينتشر خارج الحدود ليصل لعدة بلدان أستفادت وتستفيد من الوعي للمواطن السوري الذي ثبت أمام قوى الأستكبار والطغيان وأفشل كل المخططات التي كانت تحاك في المنطقة .
الكاتب والمحلل السياسي
قصي عبيدو













