كل عام وأنتم بألف خير.
كل عام وعيد الأضحى المبارك يجمعنا على محبة الله والوطن والإنسان.
وصلتني كلمات بسيطة على الواتس آب وهو بريدي الجديد جداً جداً …آخر طبعة، تحمل في طياتها عبق خمسون عاماً من الصداقة.
أقل من عشرة كلمات اختصرت آلاف الاجتماعات والحوارات الدينية والقبلات أمام أجهزة الإعلام.
أعادتني الى طفولتي وأصدقائي في مدرستي بحلب (الأخوة المريميين Les frères maristes) والتي هي نموذج لسورية.
الى أيام لم نكن نعرف المسيحي من المسلم ولا السني من الشيعي ولا الكاثوليكي من الأرثوذكسي.
كنا في صفٍ دراسيٍ واحد، على مقاعد مرسومة من طفولتنا…
نلعب ونتبادل الطعام.
ندرس و”نشخبط” على صفحات دفاترنا.
نتمنى ان تطول فترة اللعب بين الحصص لأننا نكون قريبين من بعضنا البعض…
هكذا كنا أطفالاً…وبقينا هكذا كباراً….
قلتُ أن بضعة كلمات وصلتني من صديق طفولة اسمه أحمد….كانت عبارة عن إجابة لتهنئتي له بعيد الأضحى المبارك… فأجابني “وأنت بألف خير يا أخي العزيز رغم أنف الجميع”….
بهذه الكلمات اختصرنا – منذ طفولتنا – آلاف المحاضرات حول الإخاء الديني والكثير من القبلات الفولوكلورية بين المرجعيات الدينية.
بهذه الكلمات البسيطة اعدنا رسم خارطة المحبة الانسانية بدلاً من كرنفالات الابتسامات الزائفة….
بهذه الكلمات الرائعة النابعة من قلب كبير لأصدقاء طفولة كانو صغاراً، أخذت مناعة أكثر، من خوف ينتابني على مستقبل تتلاعب به الأقدار…
أحبك صديق طفولتي، وتعود بي الذكرى الى بساطتنا في محبتنا جميعنا – كأصدقاء طفولة – لبعضنا البعض.
بدون عُقدٍ دينية ..
بدون معرفة من من الأطفال هو مسلم أو مسيحي أو سني أو درزي أو كاثوليكي أو أرثوذكسي
ببراءة وُلدت صداقتنا ومحبتنا بدون أن يوجهنا أحدٌ لذلك….
يا صديقي ويا أصدقائي
مهما كنتم
مسيحيون او مسلمون أو من اية ملة كانت
أحبكم يا أخوتي رغم أنف الجميع
اللهم اشهد اني بلغت