.تركـــــــــــــــــــيا إلـــــى أيــــــــــــــــــــــــــــــن ؟………………..
……………….موقفـــها من المنــــطقة ومن الغـــرب والشـــــرق ؟…………………
……………….تركـــــــــيا تلــــــعب أوراقـــــــها الأخـــــــــــــيرة ………………..
بقلم المحامي محمد محسن
كان فيلسوف المرحلة الأردوغانية " أحمد داوود أوغلو " رئيس وزراء تركيا السابق ، صاحب نظرية " الاتجاه شرقاً " قدم نظريته لهذه الفلسفة ، وفق مقولة " عداوات صفر " فأصبحت في عهده " صداقات صفر !! " هو لم يكن يقصد بفلسفته تلك ، الانفتاح على الشرق والتعاون مع دوله بندية ، بل كان يهدف إلى اعادة انتاج الاخوانية على الطريقة العثمانية القديمة مع بعض العصرنة الشكلية ، لإعادة السيطرة على المنطقة باسم الخلافة الإسلامية ، التي تعتبر تركيا نفسها صاحبة الحق التاريخي بذلك ، ويؤيدها ويدعو لها في ذلك " التنظيم الدولي لحزب الاخوان المسلمين " ، وانسجاماً مع هذا الحلم بنى أردوغان قصراً على الطريقة العثمانية ، ولا ندر ان كان قد خصص فيه جناحاً [ للحرملك ] ، كما كان في عهد سلاطين بني عثمان العُهَر ، حتى أنه أعادنا إلى تلك المرحلة بأن ألبس حراس القصر ما يتشابه ويتناغم وألبسة الجيش الانكشاري المتوحش ، الذي كان في العهد العثماني .
.
تعززت ثقة " أردوغان " بنفسه ، وبأن السلطنة باتت على بعد فرسخين أو أدنى ، بعد أن انطلق " الربيع العربي الأسود " ، الذي ساهم بالتخطيط له ، والتنفيذ ، والمتابعة ، مع دول معسكر العدوان ، بقيادة أمريكا ، وممالك الخليج التي تعهدت " بأن تملأ الساحات السورية بالرجال " المجاهدين " ، وبالسلاح ، والمال ، بعد أن تحشى عقولهم بالفقه الديني الوهابي التكفيري القاتل ، ـــ كما قال أبا سفيان للإمام علي عندما أراد تحريضه ضد ما حدث في سقيفة بني ساعدة ـــ ، وازدادت ثقة أردوغان بصحة فلسفة صديقه " أوغلو " بعد وصول اخوان تونس ــ حزب النهضة ـــ إلى سدة الحكم في تونس ، وبعد أن تقلد " مرسي " الاخواني منصب رئاسة الجمهورية في مصر العربية ، معتقداً أن الخلافة باتت على بعد فرسخين ، شهرين ، أو أدنى ، حتى صرح متباه وبمنتهى الثقة أنه سيصلي في الجامع الأموي في عيد الفطر القادم ، الذي كان على بعد أيام ، وتوجت تلك القناعة بدعوة تركيا لحضور جلسة الجامعة العربية ، بعد أن طردت سورية من الجامعة .
.
أما سورية فكانت بالنسبة له الجائزة الكبرى لأنها بوابة الشرق العربي ، المحاذية لحدوده ، التي سرق أرضها وأحواض مياهها ، ولأنها عقدة المنشار ، لذلك صب جام غضبه ، وصرف كل طاقاته لإسقاط سورية الحصن الأخير ، والتي كانت تتناغم رغبته والرغبة الغربية في تنصيب الاخوان المسلمين على السلطة في دمشق ، أما السعودية فكانت تحلم بتأمير الوهابيين ـــ تخيلوا لو حدث ذلك !!! ـــ استبق أردوغان " رياح الخماسين للربيع العربي الأسود " فأقام مخيماً مفترضاً سلفاً أنه سيغص بالنازحين السوريين ، من أسر " الجهاديين " الذين رباهم وحلفائه وسمنوهم ، وأرسلوهم لِيقتلون ويُقتلون .
فإلى أين يتجه أردوغان الآن ؟
لم يخسر أردوغان حربه في سورية فحسب ، بل خسر جميع معاركه ، وهو الآن يناور في الزمن الضائع ، فلقد فقد ثقة الاتحاد الأوروبي ، وبات طلبه الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كأضغاث أحلام ، وأما حليفته أمريكا فلقد آزرت وسلحت ودربت أكراد سورية ، الذين ينتشرون على طول حدوده وساندتهم في جميع معاركهم التي خاضوها على الأراضي السورية جواً وبراً ، مع الارهابيين الذين صنعت واستولدت نموذجهم الأول " القاعدة " في افغانستان ، معتمدة فلسفة " بريجنسكي " ضد السوفييت [مواجهة الإلحاد السوفييتي بالإيمان الاسلامي ] .
.
أما الارهاب الذي رعاه ، وموله ، وسلحه ، ومكنه من عبور الحدود السورية آمناُ ومزوداً بكل أدوات القتل والتدمير ، بات يتهيأ للعودة إلى الأحضان التي استقبلته في تركيا عند انطلاقته ، كما سيعود أيضاً إلى حيث البيئة الحاضنة في الأردن والسعودية ، والمستقبل سيثبت ذلك ، بعد هزيمته المؤكدة في سورية والعراق .
أما تحالفه ومغازلته لمسعود البرزاني معتقداً أنه سيوظفه على حساب العراق وسورية وحتى ايران ، وأنه سيعينه حتى على حزب العمال الكردستاني المتمرد في شرق تركيا ، أو على الأقل سيقف ضد وجودهم في جبال العراق ، انقلب عليه مسعود ، حليفه هذا وأعلن الاستفتاء كمقدمة للانفصال عن العراق ، وهذا ينذر بالتأكيد ليس تشجيع أكراد تركيا على المطالبة بالانفصال ، بل سيتحالف معهم لمحاربة الجيش التركي شرقي البلاد ، من هنا كان موقفه المتشدد ضد حليفه السابق مسعود البرزاني الذي اكتشف مؤخراً أنه عميلاً " لإسرائيل " ؟؟!! .
أما في الداخل التركي فحدث ولا حرج ، تململ وحالة رفض لسياساته الاخوانية وارتداده وتنكبه " للفلسفة الكمالية " العقلانية ، التي سارت عليها السياسة التركية ما يقارب المائة عام ، انسجاماً مع فلسفة صديقه أحمد داوود أوغلو " التوجه شرقاً " مع حلم اعادة السلطنة من خلال تبنيه للأفكار الدينية والسياسية " للتنظيم الدولي لحزب الاخوان المسلمين " التي تؤمن بإعادة الخلافة الاسلامية .
أما محاولة الإنقلاب الفاشلة
بذلك تكون جميع خياراته " الأوروبية ، والأمريكية ، والارهابية ، والكردية ، حتى والداخلية " قد انقلبت عليه ، والآن الآن فقط تبين له كم كان أخرقاً في جميع تلك الخيارات ؟؟!! .
.
هل استدار أردوغان كاملاً أم نصف استدارة ؟؟
كل هذه الخيبات التي نزلت على رأسه بشكل متتابع ، والتي ألحقها به جميع حلفائه وأصدقائه ، من أمريكا الحليف التاريخي حتى ألمانيا ، وصولاً إلى صديقه مسعود البرزاني ، هذه الخيبات لم تفقده أحلامه الكبيرة فقط ، بل افقدته الثقة بحلفائه وحتى بنفسه ، فراح يعيد حساباته على جميع الصعد .
اتجه شرقاً ولكن ليس على ضوء فلسفة صديقه أحمد داوود أوغلو ، بل باتجاه روسيا العدو التاريخي اللدود ، وحتى مع ايران عدوة حلفائه ، من خلال تعهداته معهما في أستانه ، من أجل مناطق خفض التوتر في سورية ، ثم عزز تلك العلاقة مع روسيا الاتحادية ، من خلال استبداله بطاريات " البتريوت الأمريكية " ببطاريات / س400 / الروسية ، وازدادت تلك العلاقات تمكيناً مع روسيا وايران ، بعد أن غدر به صديقه البرزاني وأعلن الاستفتاء ايذاناً ليس بالانفصال عن العراق بل ، كمقدمة لانفصال اكراد تركيا عن جسم الدولة التركية أيضاً ، من هذه الواقعة التي نزلت على رأسه ، لم يجد محيداً من تمتين العلاقات مع ايران ضد العدو الواحد ، الرابض على حدود الدولتين ، واجراء مناورات عسكرية مع العراق تحسباً لأي طارئ ، والتهديد بغلق الحدود البرية أيضاً بعد اغلاق المجال الجوي للدول الثلاث ، وكذلك أجرت ايران مناورات مع العراق ايضاً لنفس الدافع .
أما بالشأن السوري ؟!!
نعم لا يؤمن جانب هذا الثعلب الماكر ، الذي اعتاد المناورة والمراوغة ، فهو من جهة مضطر للتعاون مع الجانب السوري بشكل مباشر او بالواسطة ، لمواجهة مطامع ومطامح اكراد سورية الذين يعبثون بالأمن السوري على حدوده الجنوبية ، بمساعدة حليفته أمريكا التي يأمل أن تبيعهم له عند الضرورة ، والذين يتشاركون مع المكونات الكردية الأخرى بالرغبة في الانفصال ، عن الدول الأربع المحيطة بهم ، ولكن المتضرر الأكبر هو أردوغان حيث تتواجد الأكثرية الكردية في بلاده ، والموزعة على مساحات واسعة من أرضه .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما من الجهة الأخرى فهو لم يفقد أمله نهائيا في " الاخونجية " في سورية ، لذلك سيحاول توظيف أتباعه في مناطق خفض التوتر ، وبخاصة في ادلب ، وادلب هي المحك لمدى صدقيته ، كما قال السيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، فهو اما أن يستخدم أتباعه في محاربة الأكراد ، الذين بدأوا يؤرقونه ، أو أنه سيستخدم أتباعه للمساومة بهم على حصة من الكعكة السورية ، نعم لم ولن نأمن جانبه ، ولكن تعاون روسيا معه بشان الحرب على ادلب ، لن يتيح له اللعب ، لأن روسيا الصديقة الوفية ، لا يجوز التشكيك بنواياها تجاه سورية ، وهي بكل تأكيد حريصة على انهاء الارهاب في سورية ، وعلى وحدة التراب السوري ، ولن تفرط باي من هذين الهدفين الحيويين ، لا لأردوغان ولا لغيره ، وكذلك الدولة الصديقة والوفية ايران ، التي باتت تربطه بهما مصلحة مصيرية ، ولكن هذا لا يمكن أن يحول ومتابعة سلوك هذا الثعلب الماكر ، والتعامل معه فمن حرر / 90 % من الأراضي السورية سيحرر الباقي مهما كانت الصعاب .
……………….موقفـــها من المنــــطقة ومن الغـــرب والشـــــرق ؟…………………
……………….تركـــــــــيا تلــــــعب أوراقـــــــها الأخـــــــــــــيرة ………………..
بقلم المحامي محمد محسن
.jpg)
كان فيلسوف المرحلة الأردوغانية " أحمد داوود أوغلو " رئيس وزراء تركيا السابق ، صاحب نظرية " الاتجاه شرقاً " قدم نظريته لهذه الفلسفة ، وفق مقولة " عداوات صفر " فأصبحت في عهده " صداقات صفر !! " هو لم يكن يقصد بفلسفته تلك ، الانفتاح على الشرق والتعاون مع دوله بندية ، بل كان يهدف إلى اعادة انتاج الاخوانية على الطريقة العثمانية القديمة مع بعض العصرنة الشكلية ، لإعادة السيطرة على المنطقة باسم الخلافة الإسلامية ، التي تعتبر تركيا نفسها صاحبة الحق التاريخي بذلك ، ويؤيدها ويدعو لها في ذلك " التنظيم الدولي لحزب الاخوان المسلمين " ، وانسجاماً مع هذا الحلم بنى أردوغان قصراً على الطريقة العثمانية ، ولا ندر ان كان قد خصص فيه جناحاً [ للحرملك ] ، كما كان في عهد سلاطين بني عثمان العُهَر ، حتى أنه أعادنا إلى تلك المرحلة بأن ألبس حراس القصر ما يتشابه ويتناغم وألبسة الجيش الانكشاري المتوحش ، الذي كان في العهد العثماني .
.
تعززت ثقة " أردوغان " بنفسه ، وبأن السلطنة باتت على بعد فرسخين أو أدنى ، بعد أن انطلق " الربيع العربي الأسود " ، الذي ساهم بالتخطيط له ، والتنفيذ ، والمتابعة ، مع دول معسكر العدوان ، بقيادة أمريكا ، وممالك الخليج التي تعهدت " بأن تملأ الساحات السورية بالرجال " المجاهدين " ، وبالسلاح ، والمال ، بعد أن تحشى عقولهم بالفقه الديني الوهابي التكفيري القاتل ، ـــ كما قال أبا سفيان للإمام علي عندما أراد تحريضه ضد ما حدث في سقيفة بني ساعدة ـــ ، وازدادت ثقة أردوغان بصحة فلسفة صديقه " أوغلو " بعد وصول اخوان تونس ــ حزب النهضة ـــ إلى سدة الحكم في تونس ، وبعد أن تقلد " مرسي " الاخواني منصب رئاسة الجمهورية في مصر العربية ، معتقداً أن الخلافة باتت على بعد فرسخين ، شهرين ، أو أدنى ، حتى صرح متباه وبمنتهى الثقة أنه سيصلي في الجامع الأموي في عيد الفطر القادم ، الذي كان على بعد أيام ، وتوجت تلك القناعة بدعوة تركيا لحضور جلسة الجامعة العربية ، بعد أن طردت سورية من الجامعة .
.
أما سورية فكانت بالنسبة له الجائزة الكبرى لأنها بوابة الشرق العربي ، المحاذية لحدوده ، التي سرق أرضها وأحواض مياهها ، ولأنها عقدة المنشار ، لذلك صب جام غضبه ، وصرف كل طاقاته لإسقاط سورية الحصن الأخير ، والتي كانت تتناغم رغبته والرغبة الغربية في تنصيب الاخوان المسلمين على السلطة في دمشق ، أما السعودية فكانت تحلم بتأمير الوهابيين ـــ تخيلوا لو حدث ذلك !!! ـــ استبق أردوغان " رياح الخماسين للربيع العربي الأسود " فأقام مخيماً مفترضاً سلفاً أنه سيغص بالنازحين السوريين ، من أسر " الجهاديين " الذين رباهم وحلفائه وسمنوهم ، وأرسلوهم لِيقتلون ويُقتلون .
فإلى أين يتجه أردوغان الآن ؟
لم يخسر أردوغان حربه في سورية فحسب ، بل خسر جميع معاركه ، وهو الآن يناور في الزمن الضائع ، فلقد فقد ثقة الاتحاد الأوروبي ، وبات طلبه الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كأضغاث أحلام ، وأما حليفته أمريكا فلقد آزرت وسلحت ودربت أكراد سورية ، الذين ينتشرون على طول حدوده وساندتهم في جميع معاركهم التي خاضوها على الأراضي السورية جواً وبراً ، مع الارهابيين الذين صنعت واستولدت نموذجهم الأول " القاعدة " في افغانستان ، معتمدة فلسفة " بريجنسكي " ضد السوفييت [مواجهة الإلحاد السوفييتي بالإيمان الاسلامي ] .
.
أما الارهاب الذي رعاه ، وموله ، وسلحه ، ومكنه من عبور الحدود السورية آمناُ ومزوداً بكل أدوات القتل والتدمير ، بات يتهيأ للعودة إلى الأحضان التي استقبلته في تركيا عند انطلاقته ، كما سيعود أيضاً إلى حيث البيئة الحاضنة في الأردن والسعودية ، والمستقبل سيثبت ذلك ، بعد هزيمته المؤكدة في سورية والعراق .
أما تحالفه ومغازلته لمسعود البرزاني معتقداً أنه سيوظفه على حساب العراق وسورية وحتى ايران ، وأنه سيعينه حتى على حزب العمال الكردستاني المتمرد في شرق تركيا ، أو على الأقل سيقف ضد وجودهم في جبال العراق ، انقلب عليه مسعود ، حليفه هذا وأعلن الاستفتاء كمقدمة للانفصال عن العراق ، وهذا ينذر بالتأكيد ليس تشجيع أكراد تركيا على المطالبة بالانفصال ، بل سيتحالف معهم لمحاربة الجيش التركي شرقي البلاد ، من هنا كان موقفه المتشدد ضد حليفه السابق مسعود البرزاني الذي اكتشف مؤخراً أنه عميلاً " لإسرائيل " ؟؟!! .
أما في الداخل التركي فحدث ولا حرج ، تململ وحالة رفض لسياساته الاخوانية وارتداده وتنكبه " للفلسفة الكمالية " العقلانية ، التي سارت عليها السياسة التركية ما يقارب المائة عام ، انسجاماً مع فلسفة صديقه أحمد داوود أوغلو " التوجه شرقاً " مع حلم اعادة السلطنة من خلال تبنيه للأفكار الدينية والسياسية " للتنظيم الدولي لحزب الاخوان المسلمين " التي تؤمن بإعادة الخلافة الاسلامية .
أما محاولة الإنقلاب الفاشلة
بذلك تكون جميع خياراته " الأوروبية ، والأمريكية ، والارهابية ، والكردية ، حتى والداخلية " قد انقلبت عليه ، والآن الآن فقط تبين له كم كان أخرقاً في جميع تلك الخيارات ؟؟!! .
.
هل استدار أردوغان كاملاً أم نصف استدارة ؟؟
كل هذه الخيبات التي نزلت على رأسه بشكل متتابع ، والتي ألحقها به جميع حلفائه وأصدقائه ، من أمريكا الحليف التاريخي حتى ألمانيا ، وصولاً إلى صديقه مسعود البرزاني ، هذه الخيبات لم تفقده أحلامه الكبيرة فقط ، بل افقدته الثقة بحلفائه وحتى بنفسه ، فراح يعيد حساباته على جميع الصعد .
اتجه شرقاً ولكن ليس على ضوء فلسفة صديقه أحمد داوود أوغلو ، بل باتجاه روسيا العدو التاريخي اللدود ، وحتى مع ايران عدوة حلفائه ، من خلال تعهداته معهما في أستانه ، من أجل مناطق خفض التوتر في سورية ، ثم عزز تلك العلاقة مع روسيا الاتحادية ، من خلال استبداله بطاريات " البتريوت الأمريكية " ببطاريات / س400 / الروسية ، وازدادت تلك العلاقات تمكيناً مع روسيا وايران ، بعد أن غدر به صديقه البرزاني وأعلن الاستفتاء ايذاناً ليس بالانفصال عن العراق بل ، كمقدمة لانفصال اكراد تركيا عن جسم الدولة التركية أيضاً ، من هذه الواقعة التي نزلت على رأسه ، لم يجد محيداً من تمتين العلاقات مع ايران ضد العدو الواحد ، الرابض على حدود الدولتين ، واجراء مناورات عسكرية مع العراق تحسباً لأي طارئ ، والتهديد بغلق الحدود البرية أيضاً بعد اغلاق المجال الجوي للدول الثلاث ، وكذلك أجرت ايران مناورات مع العراق ايضاً لنفس الدافع .
أما بالشأن السوري ؟!!
نعم لا يؤمن جانب هذا الثعلب الماكر ، الذي اعتاد المناورة والمراوغة ، فهو من جهة مضطر للتعاون مع الجانب السوري بشكل مباشر او بالواسطة ، لمواجهة مطامع ومطامح اكراد سورية الذين يعبثون بالأمن السوري على حدوده الجنوبية ، بمساعدة حليفته أمريكا التي يأمل أن تبيعهم له عند الضرورة ، والذين يتشاركون مع المكونات الكردية الأخرى بالرغبة في الانفصال ، عن الدول الأربع المحيطة بهم ، ولكن المتضرر الأكبر هو أردوغان حيث تتواجد الأكثرية الكردية في بلاده ، والموزعة على مساحات واسعة من أرضه .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما من الجهة الأخرى فهو لم يفقد أمله نهائيا في " الاخونجية " في سورية ، لذلك سيحاول توظيف أتباعه في مناطق خفض التوتر ، وبخاصة في ادلب ، وادلب هي المحك لمدى صدقيته ، كما قال السيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، فهو اما أن يستخدم أتباعه في محاربة الأكراد ، الذين بدأوا يؤرقونه ، أو أنه سيستخدم أتباعه للمساومة بهم على حصة من الكعكة السورية ، نعم لم ولن نأمن جانبه ، ولكن تعاون روسيا معه بشان الحرب على ادلب ، لن يتيح له اللعب ، لأن روسيا الصديقة الوفية ، لا يجوز التشكيك بنواياها تجاه سورية ، وهي بكل تأكيد حريصة على انهاء الارهاب في سورية ، وعلى وحدة التراب السوري ، ولن تفرط باي من هذين الهدفين الحيويين ، لا لأردوغان ولا لغيره ، وكذلك الدولة الصديقة والوفية ايران ، التي باتت تربطه بهما مصلحة مصيرية ، ولكن هذا لا يمكن أن يحول ومتابعة سلوك هذا الثعلب الماكر ، والتعامل معه فمن حرر / 90 % من الأراضي السورية سيحرر الباقي مهما كانت الصعاب .