
وطن يشبهني –
القوام المجعد للوقت
يحملني إليك
لأجد نفسي قرب نفسي
مصابة بالوطن
بحمى الياسمين
وزكام الحنين
ليد لم تقطعها الحرب
لصدر لم تمزقه رصاصة
لعيون لم تغمضها قذيفة
أسرق أنفاسي لأثمل بعطر خانني
لينتشي بوسام لاجىء
كسرت الريح
وما استطعت أن أخونه يوما
أدير ظلي لنهر عبرني يوما منك
لأسمعك تدندن بصوت غائب
(موطني …موطني )
ياللحنك
سرقني مني وترك عمري
معلقا بين غمازتيك
حطام الأغاني
يسحبني من تحت الأنقاض
يلملمني يلفح وجه غربتي
بنسيم حار
يصبغ ظلي بسمرة لها مذاق شفتيك
…………………………………..
افترقنا
لكنني كل حلم
اخلع مدني أجيئك حافية كنهر
مضيئة كغبار النجوم
لأخبرك أن الحرب لم تكسرني حتى الآن
لازلت قادرة على الوقوف لأنحني لمواكب الشهداء
وأني لن أموت فبل أن أطلق رصاصتي الأخيرة
وأنني لم أنساك للحظة
يجيء صوتك من وراء الزمن
يغلق الباب على أحلامي
يهبها عطرا بريا
فيحترق السحاب
أنادي ما ضاع من روحي هناك
…………………………………………
وطن يشبهني
يتشهى وجعي
وأتشهى حنان حطامه
أنا إن ماتت ذاكرتي
لمن أغني
حزني أعمق من المحيط
من هذا الليل الطويل
وفي حضتك سيدي
متسع لي ولقصيدتي الهاربه
من وحشة هذا الزمن
فلا تنم فبل أن تسمع أغنيتي
عسى تهطل دمعتك من عيني
فلتقطها شفتاي
خذني من النسيان
دثرني من برده
لا تتركه يشربني حتى آخر قطرة
اعبر بي نهر وحدة كاد يغرقني
انحر المسافة بعناق
لأبتعد عن موتي قليلا
سقط حلمي قرب ليلك فالتقطه
أو اسحب ظلك من طرقاتي
فلا أنا هنا
ولا أنت هناك
وحده الوطن هنا ….هنا
…………….
ربا مسلم