. وترامب بدأ يصرخ ويهدد هو الآخــر لمـــــــــاذا ؟.
… يصـــرخ الخائف أحيـــاناً ليشجع نفسه ومن حولـه ؟…..
بقلم المحامي محمد محسن
.jpg)
لا يجوز أن نستهين بقدرات الولايات المتحدة الأمريكية ولا حتى بقدرات إسرائيل ، فأمريكا تملك أقوى ترسانة تدميرية في العالم ، واسرائيل تعتبر أقوى دولة في الشرق الأوسط أيضاً ، فكيف اذا تحالفت القوتان ؟ ، هاتان الحقيقتان يدركهما كل متابع مهتم في العالم ، والمتابع المهتم لابد وأن استمع للتهديد الأمريكي الإسرائيلي السعودي المشترك لإيران منذ عدة سنوات ؟ ، فهل ترجم ذاك التهديد إلى حرب ؟ ، أو بالأحرى هل تجرأت هذه الدول على أي فعل عسكري ؟؟ لماذا بقي ذاك التهديد جعجعة ؟ هل هو كرم أخلاق من هذه الدول ، أم ماذا ؟؟!! .
.
ومن منا لم يسمع بتهديد ترامب الرئيس الأمريكي لكوريا الشمالية ؟ رداً على تجربتها " الهيدروجينية " الأخيرة !! ، فماذا كانت النتيجة ؟؟ ، أن رد " حفيد كيم إل سونغ " مهدداً أنا أملك [ ذراً تدميرياً ] فرد عليه الأرعن ترامب ( كولد ينافس صديقه في الحارة ) [ وأنا املك ذراً أكبر ] اذن ما دام ترامب يملك زراً أكبر فلماذا لم يبادر بالهجوم ويدمر كوريا الشمالية ( ويريحون أنفسهم من عدو بات يؤرقهم ) ؟ !! هل لأنهم يدركون النتيجة ؟ لماذا هدأت العاصفة ؟ ، ( وبلع ترامب ريقه على مضض وسكت ) ، بل في نفس الأثناء طلبت كوريا الجنوبية الحوار مع شقيقتها كوريا الشمالية بعد كل هذا الصراخ ، هذه واحدة .
.
وكل العالم يدرك أن روسيا الاتحادية هي الدولة المنافسة والعدو الأكبر لأمريكا ، وبات الحلف الأطلسي ـــ الناتوـــ يلف حدودها من ثلاث جهات ، والذي يضم / 67 / دولة أي ثلث دول العالم ، ويملك / ثلاثة ملايين / عسكري تحت السلاح ، و/ 24 / ألف طائرة مقاتلة ، و / 800 / سفينة حربية ، وتقدر ميزانية الحلف / ترليون / دولار أمريكي ، فلماذا لا يُطبق حلف الناتو على روسيا ويتخلص من أكبر عدو منافس له ؟ ( ويريح رأسه ) أيضاً ؟؟!! ، في الوقت الذي اعتبر فيه ترامب روسيا والصين العدو الأول قبل الارهاب .
.
…………..لماذا ولماذا لم تدمر أمريكا روسيا وكوريا ؟؟ ولماذا لم تهاجم اسرائيل ايران وسورية بشكل مباشر ؟ وبخاصة وأن سورية الآن البلد الأكثر دماراً وكأنه خارج من حرب عالمية ثالثة ؟؟ ، أليس الواقع مشجعاً لإسرائيل ؟؟ نعم .
ولكن اسرائيل على وجه الخصوص تعلم علم اليقين أن جميع مؤسساتها ومرافقها العامة والخاصة ، ستكون أهدافاً تحت رحمة الصواريخ السورية ، وصواريخ حزب الله ، ومن ورائهما الكثير من المقاومين الذين سيهبون للنجدة من ايران والعراق واليمن وغيرها ، وقد يدخل المقاومون الجليل .
.
نعم خرجت المبادرات العسكرية العدوانية من بين أيديهم ، ولم يعودوا بقادرين على اللعب بالمنطقة على هواهم ، [ لقد انتهت لعبتهم الكبيرة ] وذلك بإشعال الحروب عندما يريدون ، وعندما كان الربح مضموناً ، لماذا ؟؟ بكل تأكيد لأن القوة العسكرية لم تعد المعيار الوحيد الذي يتخذ على ضوئه قرار الحرب ، بل دخل في الطرف الثاني للمعادلة معيار آخر ، هو: هل يستطيع المهاجم ـــ المعتدي ـــ مهما كانت قوته التدميرية ، أن يقدر حجم الدمار الذي سيلحقه الطرف الآخر ـــ المعتدى عليه ـــ بالدولة المعتدية ؟؟ ، لنفترض أن أمريكا قصفت كوريا الشمالية بأسلحة دمار شامل ، ـــ الدولة التي تعيش حالة حرب منذ عام 1948 / أي منذ حرب الكوريتين ـــ ودمرت أمريكا الكثير من العمران والاقتصاد وقتلت مئات الالاف من العباد ، أليس من الطبيعي أن ترد كوريا ؟؟ أليس من حقها أن تبادر فوراً إلى الرد وذلك بقصف القواعد الأمريكية في منطقة الشرق الأقصى أولاً بأول ، ومن الممكن أن تقصف الأراضي الأمريكية ذاتها بصواريخها البعيدة المدى التي تصل الأراضي الأمريكية ؟ ، كما وستقصف كوريا الجنوبية ، بكل مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية ، وان لزم الأمر ستصاب اليابان بكثير من الشظايا ، لأن فيها الكثير من القواعد الأمريكية ، فهل ستتحمل أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان دمار غالبية ما بنته من عمران وصناعات وقواعد عسكرية وغير عسكرية ؟؟ .
.
وهل ستقف الصين متفرجة في مثل هذه الحالة ، والحرب في ظهرانيها ؟؟ أليس من المنطقي أن تعتبر أن دمار كوريا الشمالية رسالة لها وتهديد مباشر ،( لا لن تقف متفرجة ) ، وهذا الواقع ينسحب ايضاً على روسيا الاتحادية ؟ ؟ فهل ستتحمل المنطقة والعالم حرب كبيرة ومدمرة ؟؟ !! ، والأكثر أهمية السؤال الذي سيوجهه السياسيون الأمريكيون بما فيهم ضباط البنتاغون ، قبل اتخاذ قرار بالحرب : ما هو حجم الخسائر التي ستقع على أمريكا وحلفائها ، والتي لا يعلم أي سياسي أو خبير مهما علا شأنه العلمي من تقديرها وهل سيجرؤون بعد ذلك على اتخاذ قرار بالحرب ؟؟!! .
.
تعالوا لنسحب هذا الاحتمال على ايران التي تعتبرها أمريكا واسرائيل والسعودية العدو الأول كما قلنا ، فان قصفت هذه الدول الثلاث ايران ؟؟ ، فما سيكون عليه الرد الإيراني ؟ ، هل ستبقى السعودية واسرائيل في مأمن ؟؟ وحتى القواعد الأمريكية في كل الخليج هل ستبقى بعيدة عن الصواريخ الإيرانية ؟؟ وهل ستقف روسيا متفرجة ؟؟ أم ستعتبر ذلك العدوان هو تحذير لها أيضاً لأنه يحاذي حدودها الجنوبية ؟؟ ، ثم ولأن ايران باتت اليوم دولة محورية في المنطقة , وحليفاً رئيسياً موثوقاً به لروسيا .
.
………….هذه الاضافة الجديدة على قرار الحرب تقوم على :
من يتخذ قراراً بالحرب عليه أن يعد للعشرة قبل اتخاذه ، ويحسب حساباً لحجم الدمار الذي سيلحقه الخصم المعتدى عليه من دمار في بلاد المعتدي ، اذن المعادلة الجديدة هي التي باتت تحكم العلائق بين الدول ، لأن القوة العسكرية وحدها لم تعد هي الفيصل ، ولأن الحرب باتت حرب صواريخ بعيدة المدى وقريبته والكل بات يملكها ، وهي التي لجمت الروح العدوانية المتوحشة عند ( أمريكا والناتو واسرائيل ) ، أما السعودية البائسة فهي تملك ترسانة كبيرة من الأسلحة نعم ، ولكن عدد قليل من المقاتلين اليمنيين الحفاة احتلوا جزءاً من اراضيها .
.
كنت قد حبرت مقالاً في / 21 / 12 / 2014 / أكدت فيه جازماً [ أن لا حروباً كبيرة ومباشرة بعد اليوم ] ، وأن معسكر العدوان بات يدرك ذلك بوضوح ، ولكن هذا لن يلجم معسكر العدوان ولن يمنعه من البحث عن بدائل .
لذلك استعاضت دول العدوان بدلاً من حروبها الكبيرة والمباشرة والتي باتت مكلفة ، استبدلتها بحروب صغيرة وبالوكالة ، وذلك من خلال العمل على خلق التناقضات والصراعات بين المجتمع الواحد في الدول غير الخاضعة ، من خلال استخباراتها ، وعملائها ، ومراكز الأبحاث المبثوثة في كل العالم والتي تمول من مخصصات " البنتاغون " الأمريكي ، كلها للكشف عن التناقضات داخل المجتمعات بل وخلقها ان لم تكن موجودة ، ومن ثم العمل على تفجيرها .
.
من هنا يمكن فهم الطريقة المستحدثة التي اتبعها معسكر العدوان ، في حربه الآن على سورية ، وعلى باقي الدول العربية ، والتي استنفرت فيها جميع الأمراض الاجتماعية وأهمها المذهبية السوداء والقومية الشوفينية ، فكان الارهاب الديني أداتها ، ولكن تحت لافتة ( انهاء النظام الاستبدادي في سورية ) وهذه دائماً الراية الكاذبة والمضللة التي ترفعها أمريكا في جميع حروبها .
.
ومن يصدق أن من أولويات أمريكا نشر الديموقراطية في العالم ، [ يكون مخبولاً ] كما هو شأن المعارضات السورية ، التي وضع كل قطيع منها أوراقه بسلة دولة من دول العدوان ، وراح ينتظر تحقيق حلمه .
.
………………….نعـــم تغـــــيرت موازيــــن القـــــوى ………………..
اذن في اي خانة سنضع تهديدات ترامب العالية ، ضد ايران وسورية وكوريا الشمالية ، والتهديدات الاسرائيلية الجديدة ( نتن ياهو ، ولبرمان ) إلى لبنان حول البلوك النفطي البحري رقم / 9 / وطبعاً لابد وأن يشمل تهديده كل من سورية وايران ، ولا بأس أن تكون المملكة السعودية على رضاً في ذلك .
.
.
………فهل ستترجم هذه التهديدات إلى حرب عسكرية كبيرة ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. وفاقاً للمنطق الذي سقناه والذي أكدنا فيه ، أن قرار شن الحرب لم يعد يعتمد فقط على الإحساس بالتفوق العسكري البين ، ولكن لابد وأن يؤخذ بعين الاعتبار : ماذا سيلحقه الخصم المعتدى عليه من دمار في الدولة المعتدية ؟ ، بذلك يبقى صراخ ترامب " ونتن ياهو" في خانة الصراخ الذي لا يمكن ترجمته إلى فعل .
…………………….نعم لا حروباً كبيرة ومباشرة بعد اليوم .