

خاص بتوقيت دمشق _ نوار هيفا
نصوص الترجمة : تالة حريب
مع انتصارات الجيش العربي السوري والتقدم الكبير والسيطرة النارية والميدانية التي أحرزها ومازال في كسر تحصينات التنظيمات المسلحة التي زرعتها رُعاتهم من الدول غير المحبة للسلام… عادت مسرحية الكيميائي تدق الأبواب السورية برعاية أممية مستميتة للدفاع وعلى أتم الاستعداد لتسخير ما أمكن لخدمة أغراضهم واستمرار لمشروعهم الدموي بحق الشعب السوري…
من جديد بنفس الممثلين والأدوار التي وزعت حسب المصالح والأطماع بالحصص السورية، هي ذات البداية والحبكة الدرامية مع تغير بالرقعة الجغرافية بالمناطق السورية، يُعدّ مخرجها سلسلة حلقاته متلافياً أخطاءه في المسرحيات السابقة، ككل مرة وقبل كذب ما ينشرون ويروجون تكون جلسة مجلس الأمن بقرار يدعم من كان سببا بالتشريد والقتل والتدمير عبر "بربغندا" إعلامية يقدمها محترفون وعلى مستوى دولي باتهامات تمهدية بحق الحكومة السورية باستخدامها غازات سامة ومميتة بحق من أسموهم "مدنيو سورية" وهنا يأتي دور "الخوذ البيضاء" لمتابعة مسرحية النفاق بقيامهم بتوزيع أقنعة واقية على المدنيين درءاً للغازات السامة وتمهيداً لمشاهد مبكية لاحقة بانتظار الإشارة من محركهم الأكبر، دون أن يغيب عنهم عنصر التشويق واللعب قدر الإمكان بالعواطف والمشاعر بمشاهد درامية تبكي القلوب من حالات اختناق وحروق بالوجه ودماء تسيل… مستغلين ما يلعبه اللون الأحمر بالصورة وما يحدثه بنفس المشاهد، فضلاً عن دور الطفولة الحاضر بكل مسرحياتهم من سندريلا السورية إلى إيلان الغارق ببحر "الحرب السورية" وغيرهم الكثير…
المضحك أن الاتهام الدولي لسورية يأتي قبل القيام بالعمل كأن التنبؤ به حاصل، لتكون الخطوة التالية ألا وهي التبرير لتوجيه ضربات غربية على بعض المناطق السورية وهو ماحصل سابقا…"فيُذكر أنه بعد غارة جوية على مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها العناصر المسلحة في محافظة إدلب في 4 نيسان الماضي، ظهرت صور ومقاطع فيديو مروعة تُظهر مدنيين سوريين – بما في ذلك أطفال – يكافحون للتنفس، والرغوة تتدفق من أفواههم حيث بدا أنهم كانوا يموتون اختناقاً.
وبعد 3 أيام شنت الولايات المتحدة ضربة عسكرية صاروخية رداً على الهجوم الكيماوي الذى أسفر عن مصرع العشرات.
وقال مسؤولون إن سفناً حربية أميركية أطلقت 59 صاروخاً من طراز "توماهوك كروز" على قاعدة "الشعيرات" الجوية السورية التي كانت مقراً للطائرات الحربية التي نفذت الهجمات الكيماوية حسب زعمهم…
وفي نيسان، عثر المفتشون الدوليون المختصون بالأسلحة الكيماوية، ما وصفوها بأنها أدلة "لا تقبل الجدل" حول استخدام غاز السارين أو مادة مماثلة في الهجوم الكيماوي على خان شيخون، والذي أسفر عن مقتل 89 شخصاً…
على الرغم من تقارير وبيانات سابقة من القيادة السورية ووزاراتها تنفي نفياً قاطعاً زعم ما يدعون وتؤكد أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تنفي كل هذه الادعاءات جملة وتفصيلا تشدد أنها لم تستخدم أي أسلحة كيميائية في السابق ولن تستخدمها في أي وقت لأنها لم تعد تمتلكها أصلاً."
وهو ذات السيناريو يعاد اليوم في الغوطة الشرقية…
الناظر لهذه الخطابات وهذا الأخذ والرد يرى أن القيادة السورية لن تضحي بجيشها وبفيالق عسكرية كبيرة هي الآن في عمق الغوطة الشرقية تخوض عملياتها لتطهيرها بشكل كامل من التواجد المسلح فيها وبطلب من الشعب السوري الذي أكد وبشكل صريح طلبه من القيادة السورية خوضه لهذه العمليات لإيقاف حمام الدماء السورية بفعل عصابات قذائف الهاون التي تمطر كل اليوم أرض العاصمة دمشق مُخلفة ضحايا من المدنيين الأبرياء ممن غضت المجالس الأممية بصرها عن معاناتهم اليومية مع الصواريخ محلية الصنع وقذائف الحقد الغادر الموجه لهم من عمق الغوطة الشرقية لدمشق..
دراسات وأبحاث عربية وغربية كثيرة جاءت لكشف زيف مايقومون به حيث أشار الناشط البريطاني "روبرت إنلاكيش": "أنه في الآونة الأخيرة كان هناك حملة ضخمة من قبل وسائل الإعلام الرئيسية الغربية ومواقع التوصل الاجتماعي لتشويه صورة الحكومة السورية والجيش السوري عبر نشر معلومات مضللة جداً حول العملية العسكرية في الغوطة الشرقية لريف دمشق.
وكشف الناشط البريطاني مجرد "عينة" من العديد من الصور التي تم عرضها على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) من قبل صفحات وناشطين على أنها "دليل قتل الجيش السوي للمدنيين في شرق الغوطة"، فيما حقيقة الصور هي من غزة والعراق ولبنان وأفغانستان واليمن وغيرهم.

واعتبر روبرت أن نشر صور ليس لها علاقة في الوضع السوري إهانة كبيرة للموتى، بل هو مجرد توزيع دعاية للحرب الخبيثة على سورية من قبل الحكومات الغربية وإسرائيل الذين يسعون لتغيير الحكومة السورية.

كما نشر موقع (انفو وورس) (INFOWARS) ـ وهو منصة أمريكية خاصة حرة للإعلامي أليكس جونز الشهير – والذي يكشف في كثير من برامجه حقيقة المزاعم الإدارات الأمريكية حول سياساتها الداخلية والخارجية، إضافة لنشر قصص مزيفة مرتبطة بضحايا الحروب الأمريكية في العالم.
وكشف الموقع مؤخراً عن مقطع مصور (فيديو) يُعتبر فضيحة كبيرة لوسائل الإعلام الغربية ولمجموعة (الخوذ البيضاء) الذي يظهر أشخاص على أنهم "ضحايا" العملية العسكرية للجيش السوري في الغوطة بقصفه المدنيين بغاز السارين السام، لكن حقيقة الفيديو ما هو إلا تمثيل قامت ما تسمى مجموعة "الخوذ البيض" لاستعطاف الرأي العام العربي والعالم لإيقاف العملية العسكرية وجلب المزيد من الدعم العسكري للجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية، خاصة انها تلفظ أنفاسها الأخيرة في ريف دمشق.

اليوم وجه الاعلام السوري ضربته الاستباقية في رد الهجمة الكيميائية وأدوارها وكانت محرقتهم على يده في خسارة ورقتهم التي عدوها رابحة… بكشف الزيف وما يقومون به بتحوير الرأي العالمي لصفهم، فلم يغب عن المتابع لقنواتنا السورية التحليلات التهميدية للعملية والتحذيرات من الانسياق خلف مايدعون مع التذكير بما جرى سابقاً فضلاً عن عروض التضليل الإعلامي والكشف المتتبع لكذب ما يروجون له، ليكون حليفاً بالفضاء الرحب مع رجال الجيش السوري الذي بات الحسم العسكري وشيكاً على يده وبفضل تضحياته وانتصاراته.












