

حدّثيني عن رجلٍ كانَ هنا
يحملُ مِعولهُ صباحاً … ويمضي
قبلَ أنْ تلِدَ الشمسُ … طفلها
كنتُ أرْقُبهُ كل يومٍ …
أختلِسُ نظراتي العقيمة
لقُبْلَةٍ يودعُها وجنَةُ ( مايا )
زادَهُ … كسراتُ خُبزٍ … وبعض زيتون
فالدربُ طويلٌ إلى مُرتجاهْ
وفيه كثير مِنَ الجنون
ماكانَ فجرهُ يُشبِهُ فجري
ولا ثغرهُ يُشبهُ … ثغري
ها هنا مَصَبُّ نهرٍ … مُنتهاه
حدّثيني عن خُطىً مازالتْ عالقة
على وحلِ الطريقْ
كم منْ مرّةٍ داعبتُها بأصابعي
غيّرتُ ملامحها
كي تُمسي مع الوقت ضريرة
لماذا لمْ أعدْ أراه …
هل تاهَ منهُ الدرب … أمْ أنّهُ هو الذي تاهْ
دهرٌ مِنَ الأيام مرَّ على جسدي , النحيل
وعيناي ترْقُبُ مساءَ عودته
لكنَّ مساءاتي تشابهتْ … كما سنابل حنطة
فلا هو عادَ … ولا أنا أخْرَسْتُ عيناي
حدّثيني عن ذكرى ميلادِ … ذكرى
لا تزلْ تسعى بينَ جوانحي
عاريةٌ هي تلكَ الأمسية
كما أنثى لا تهوى ارتداءَ الأقنعة
أو حُفنة منْ ثياب
رُبّما كانَ يكفيها التُراب
ذكراي لاتزلْ … مُستيقظة
تأبى الانحناءَ لنومِ طفلٍ
ينْشّدِهُ بظلِّ انجذابِ الأرض للسماء
أو سقوط كوكبٍ منْ مجرّة
أصابها داءُ الردى
صَمتتْ قبلَ أنْ تُجيب
أظنّها ذرفتْ دمائها
( لقد نسيَ الهويةَ … فلمْ يَعُدْ )
دونتُ على دفتري الأبكمْ
( مَنْ ينسى الهويةَ فلنْ يَعُدْ ) …
_______
وليد.ع.العايش
1/3/2018م














