.jpg)
…لمــــــــــــــــــاذا الســــــــــــــعار الغــــــــــــــربي ؟…………….
……………….. يبــــــــكون علـــــى هزيمتـــهم فــي الغــــــــــوطة ؟……………..
…………………حربـــــــهم علــى ســورية غيــرت وجـــه التــــاريخ ……………
المحامي محمد محسن
يعيش الغرب بجميع دوله أزمة أخلاقية ، سياسية ، بل حياتية ، حادة ، على جميع الصعد ، مما أدى وسيؤدي إلى تقليص دوره العالمي ، وواهم من يعتقد أن الشعوب الغربية تعيش حياة اجتماعية ذات بعد انساني ، بل أصبح الانسان الغربي رقماً يذهب للعمل النمطي اليومي ويعود ، ويمكن أن نستدل على ذلك التعثر من خلال القيادات التي أفرزها الواقع الاجتماعي والسياسي في هذه المرحلة الراهنة ، لا أعتقد أن سياسياً متابعاً سيجادلني إذا ما أجال التفكير في خصائص الرؤساء الذين يقودون العالم الغربي في هذه المرحلة ، هل يمكن أن نقيس [ ترامب ، بروزفلت ، أو كندي ، ؟ ] وهل من الانصاف مقارنة [ مكرون ، بديغول ، او ببومبيدو ؟ ] ، الفجائية غير المحسوبة التي فاز فيها ترامب ، والذي شكل نجاحه مفاجأة عند كل المراقبين وعند جميع مؤسسات استطلاع الرأي ، ولقد بينت لنا التناقضات بين قرارته المتسرعة الارتجالية على أنه غر في السياسة ، مما أفقده الحكمة والرصانة حد الرعونة ، التي يجب أن يتمتع بها رئيس الدولة الأقوى في العالم ؟؟!!، والذي يجب أن يكون ميزاناً للسياسات العالمية ، أما [ مكرون ] فلقد فاجأ نجاحه الجميع أيضاً ، فجميع التوقعات والروائز كانت تخرجه من قائمة المحتمل نجاحهم ، حيث لم يكن معروفاً حتى في الحقل السياسي الفرنسي ، أليس من الممكن أن نعتبر ذلك مؤشراً على الواقع المرضي حد اللامبالاة ؟ ، ومدى التخبط الذي تعيشه الدول الرأسمالية الغربية ؟ .
.
…………………….مـــــا هـــو سبـــب الســــــعار الآن إذن ؟
بعد أن تفكك الاتحاد السوفييتي ، [ القطب الموازي ] ، شعرت أمريكا بالزهو لأنها باتت سيدة العالم ولا منافس لها ، وحتى تطمئن أكثر من أنه لن تقوم لروسيا أية قائمة ، أمرت بتمزيق حديقتها الخلفية [ البلقان ] وبعد أن مزقته إلى خمس دول مذهبية صغيرة متصارعة ، توجهت نحو الحدود الجنوبية لروسيا ، فحركت جورجيا ، واوكرانيا التي تعتبر الدولة التوأم لروسيا ، [ هنا تصدى لها بوتن ] وأخذ [ جزيرة القرم الاستراتيجية ] التي شكلت للغرب الصفعة الأولى ، ولكنهم وعلى الأقل أحاطوا الحدود الروسية الجنوبية بدول معادية .
.
هذه الانتصارات السهلة والسريعة شجعت أمريكا وحلفاءها على متابعة زحفهم لتأديب الدول غير المنضبطة ، والتي كانت تربطها علاقات تاريخية مع الاتحاد السوفييتي ، فجاء " الربيع العربي " [ يختال ضاحكاً ] ، فحقق الغرب المتغطرس نتائج سهلة وسريعة ومذهلة ، أما عندما وصلت نار الحرب إلى سورية ، استخدمت أمريكا وحلفاؤها الغربيين والرجعيات العربية ، أقذر سلاح في التاريخ الحديث ألا وهو [ الإرهاب الاسلامي المتوحش ] الذي كان قد جرب في افغانستان ، وأعطى نتائج باهرة ضد الاتحاد السوفييتي .
.
وكانت أمريكا تعتقد أنها بتدمير سورية وتمزيقها ، ستغلق دائرة الحصار على : [ ايران وحزب الله ، وروسيا ، وحتى الصين ] في آن ، وستقضي بذلك على مجرد التفكير بإقامة قطب آخر منافس ، وأن الحرب ستكون نزهة شهر أو أكثر بقليل ، وتجلس بعدها أمريكا على سدة الكون ، ( من تُرد تُمته ) وتسلم قيادة المنطقة إلى الحليف الموثوق " اسرائيل " .
فتح الارهاب / 1700 / جبهة وكاد يطبق على كامل المساحة السورية ، حتى العاصمة دمشق حوصرت من الجهات الأربع ، أدركت ايران وحزب الله ، كما أدركت روسيا أبعاد هذه الحرب والنتائج الكارثية التي ستترتب عليها ، فتدخلوا في الحرب بكل قوة [ لأنها حربهم ] سنة سنتان بل سبعة ودخلت الحرب الثامنة ، وبدلاً من تحقيق حلم الغرب وحلفائه وتابعيه ، اكتسح الجيش العربي السوري وحلفاؤه وأصدقاؤه ، ساحات القتال وحرروا غالبية المدن السورية عدى ادلب .
.
……………………..هنـــــــا طــــــار صــــواب الغــــــرب !!!
نعم وبكل موضوعية لقد [ طاش حجر الغرب ] وفقدوا الحكمة والعقلانية ، لأنهم باتوا واثقين أن سطوة ، وسيطرة ، القطب الواحد ، واستعباد شعوب العالم ، باتت تتسرب من بين أصابع هذا الغرب المتغطرس ، الجشع ، الذي سخر الطبيعة والبشر لصالح شركاته الاحتكارية ، التي باتت تنحصر وظيفة الحكومات الغربية في ادارة مصالح هذه الشركات ، ولو على دماء كل شعوب العالم الثالث .
.
………………………..فمـــــــــــاذا الــــــــــذي حـــــــــدث ؟؟
من أوار الحرب المديدة ولهيبها على سورية ولد ، وتعزز ، وتصلب عود المعسكر المشرقي المنافس ، وحقق نجاحات على جميع الأصعدة ، السياسية والعسكرية ، حتى أن روسيا بدأت تمد يدها إلى الدول الحليفة للغرب ، فبدأنا نلحظ الهزيان الغربي في أكثر من تصريح أو موقف في مجلس الأمن وغيره ، وكان أهمها اتهام الجيش العربي السوري كذباً أكثر من مرة ، باستخدامه الأسلحة الكيماوية في حربه ضد الارهابيين ، [ الذين يزعمون أنهم يقاتلونهم ] ، ووصل الأمر إلى العدوان الأمريكي المباشر على مطار الشعيرات ، ولكن السعار الجماعي ظهر عندما اتهمت بريطانيا روسيا ، بقتل الجاسوس المزدوج ، حيث طردت عشرات الديبلوماسيين الروس ، وتضامنت معها جميع الدول الغربية ، وكل منها تتبارى لطرد بعض الديبلوماسيين ، هذه أهم ظاهرة جماعية عبر فيها الغرب عن سلوكه الارتجالي ، وغضبه ، واحساسه المفرط بالخسارة الكبيرة ، وأن البساط قد سحب من تحت أقدامه .
.
أما الغوطة الشرقية فكان لها شأن آخر في الحسابات الغربية ، لأنهم كانوا يعتقدون أنها السلاح الأخير والأمضى ، وأنها قادرة على الاجهاز على العاصمة واسقاط النظام ، بعد أن يكون الجيش قد أُرهق وقُتل غالبية قياداته ، حتى أن أساطيراً نسجت حول عديد المسلحين الذي يقدر بعشرات الآلاف ، [ هنا فقط صدقوا ] ، وأن الأنفاق التي حفروها ستمكنهم من الظهور في ساحة الأمويين ، ومن هناك وبقفزة واحدة يحتلون القصر الجمهوري ويسقطون النظام .
.
ولكن جميع رهاناتهم سقطت ، بعد أن اتخذ الجيش السوري البطل قراره ، وحسم أمره وحرر الغوطة الشرقية ، محط آمال جميع دول معسكر العدوان غربية واقليمية ، وعلى رأسهم أمريكا والسعودية التي تمول جيش ( علوش ) ، فجن جنونهم ، وفقدوا أعصابهم ، لأن آمالهم تفلتت من بين ايديهم ، [ كما يتفلت الطير من رصاص الصياد ] ، فاخترعوا [ الكيماوي ] ، ولكن هذه المرة وصل التهديد إلى الغزو العسكري المباشر .
.
……………………….فمـــــــاذا هــــــــــم فاعلـــــــــــــون ؟؟!!
1ـــ غزو عسكري واسع وشامل من رابع المستحيلات لأنه يؤذن حتماً بحرب عالمية ، لأن لكل من روسيا ، وايران ، وحزب الله جنوداً ومقاتلين في سورية ، وهذه الحرب ستطال القواعد الأمريكية ، والغربية ، وحتى اسرائيل ، وممالك الخليج وبخاصة السعودية ، التي تنطّح (أميرها ولي العهد ) بانه مستعد للمشاركة في الحرب على سورية ، ونحن نرد عليه : [ حرر أرضك أولاً من الجنود اليمنيين الحفاة الذين احتلوا مساحات واسعة من الأراضي السعودية ] ، أما الحرب العالمية فلا أحد في الدنيا يستطيع اتخاذ قرارها ويتحمل مسؤولية نتائجها التي لا يمكن احتسابها ، لأن الثمن سيكون وبالاً على الطرفين .
.
2 ـــ ضربة عسكرية محدودة هي الاحتمال الأرجح ، لأنه وبعد رفع سقوف التهديد إلى مستوياته القصوى يصبح التراجع مذلاً ، ولكن هذه الضربة مهما كان حجمها لن تغير المعادلة في الميدان ، وحتى هذه لا أرجحها .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الغرب الاستعماري العدواني الذي لا يعيش بدون حروب ، وعلى كل عملائه وتابعيه ، أن يدركوا أن جميع المعادلات في العالم قد تغيرت ، [ وأن شعوب العالم لم تعد حقل تجارب " كالفئران " ] ، وأن القطب العالمي الثاني قد تأسس ، ونما ، وتطور ، وتماسك ، من خلال معاناته المشتركة على الأرض السورية .
.
وهذا وبكل تأكيد سيلجم العدوانية الغربية وبخاصة الأمريكية ، ويجعلها تحسب ألف حساب قبل أن تقدم على أي حرب بعد الآن ، ـــ ولكن هذا لا يلغي دورها في خلق الصراعات البينية بين الشعوب ـــ .
.
………………………..بهــــــــــذه المنـاسبــــــة المفـــــصلية .
[ فإنني أتقدم برثاء عاجل أقرب للبكائيات إلى ( المعارضين السوريين العملاء ) الذين عاشوا أياماً وهم يحلمون ويستعطفون ويأملون ، أن أمريكا وحلفاءها سيطبقون على سورية ، وسيدمرونها ، عندها يعودون إلى الوطن ( ويجلسون على تلتها ) ويبرد حقدهم ، ولكن سبع من السنين وهم ينتظرون ، دعهم ينتظرون حتى تتقطع بهم السبل . ]