
أثار العدوان الثلاثي على الأراضي السورية ، ردود أفعال متباينة حول طبيعة الهجوم الذي تزامن والجيش الشعبي السوري يحقق تقدما ملحوظا على الميدان ، في عملية القضاء على مظاهر الإرهاب والتطرف ، وقال مختصون في هذا الصدد أن 103 صاروخ التي سقطت على الأجواء السورية ، من تحالف انكمشت نفوذه وتلاشت قوته وتقلص عدده إلى ثلاثة دول ، ما هو إلا حفظ ماء الوجه نظير تواجد غير شرعي بالأراضي السورية ، وقد لا يحدث هذا دون ضمانات روسية بعدم الرد على مصادر القصف لتوجيه ضربات سريعة تستهدف مواقع مهجورة ، وإرفاقها بدعاية إعلامية تطمئن الملوك والأمراء ، لذا لا غرابة لما يظهر الرئيس الفرنسي على قناة التلفزيونية فرنسا 24 ، وهو يجتهد في تقديم دلائل وبراهين تثبت استعمال الجيش السوري لسلاح كيماوي في دوما ، تحصل عليها من خلال تحقيقات أنجزتها مخابراته ، بناء على تحليلها لمجموعة صور تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي ، ومع أن فرنسا لها باع طويل في الدعاية ونشر الأكاذيب ، إلا أن ما قاله ماكرون إذا كان صادرة عن مخابرات من الرعيل الأول الذي شارك في استعمار الجزائر ، فهو صداق في أقواله ، لأن هذه الأخيرة رائدة في هذا النوع من السلاح الفتاك ، وهي من البلدان السباقة إلى زهق أرواح الأبرياء في صحراء رقان الجزائرية بواسطة هذا السلاح ، إلى اليوم لا زالت أثاره وتداعياته قائمة .
لقد تبددت مزاعم الغرب وأكاذيبه على الأراضي السورية ، ويكاد لا يكون لهم مصدق ، وهم الآن في حالة جنون متقدم ، خشية من نفاذ خزائن قارون ، وسقوط أدوات الاسترزاق بماسي شعوب يحق لهم العيش بأمان ، وقد كانت آمنة ولا تحتاج لمن يؤمنها ، قالها الرئيس الأمريكي مصرحا أمام العالم ، إذا أرادت السعودية بقاء قواتنا في سوريا عليها أن تدفع … نعم دفع … وتدفع ، نحن أمام أنظمة مرتزقة تشكل خطر على أمن شعوب العالم ، فشكرا سوريا …منك نعلم …ومنك نتعلم ، أمطت اللثام عن الكثير من الأشياء كانت غامضة ، ليس بمقدورنا معرفتها فصدقنا جملة من الأكاذيب ، وها نحن اليوم نتوصل بفضلك إلى معرفة حقيقة أكذوبة الربيع العربي ، ومن هم الإخوة الأعداء وهذا أهم شيء ، ولماذا يكثر التوتر في البلدان العربية ولا تعرف الاستقرار إلا نارا ، ومن كان وراء غزو العراق على أساس امتلاكه سلاح الدمار الشامل ، ومن كان السبب في أحداث ليبيا وموت القدافي ، ومن تربص بأراضيها الطاهرة فانكسر وهو الآن يحاول جمع أشلائه ،كل هذه الحقائق أصبحت في متناول كل الناس ، ولا تحتاج لمن يقدم لها تحاليل حول الأوضاع السياسية في الأوطان العربية ليؤول الحقائق ، ولا لقنوات تلفزيونية تفتح بوق أصحاب العباءات البيضاء والخوات البيضاء .
عيسى أبوذراع _ من الجزائر