هل يذكر البنانيون هذه الدعوة
نحن لا ننسى
ما أشبه ما حصل للسوريين بما نردده من أمثال شعبية ( خبزنا بلا ملح )
وكم يقترب ما نحن فيه مما قاله أبو نواس :
لقد ضاع شعري عندكم كما ضاع عقد على خالصة
نعم يا زمن النكران , أضأنا لهم شموع القلوب ووظفنا أنفسنا رعاة لهم
وضاع عندهم وقبل أن بغادروا غدرونا
لن أنسى تلك الصبية الوارفة الجمال التي هرعت إلي مستنجدة أن أعفيها من مهمة العمل مع اللبنانيين الذين كانت هي وزميلات لها يقمن على تلبية طلباتهم وهم في مقام الإقامة المعد لهم في اللاذقية على شاطئ الكورنيش الجنوبي حيث قالت :
أرجوك أريد أن أخرج من هذا المكان وأنا جاهزة لأية عقوبة .. ودموعها تسبقها . قلت ما السبب ؟
أجابت : إحداهن طلبت مني أن أعد لها النرجيلة … اعتذرت لأني فعلا لا أعرف فأنا وأهلي لا نستخدمها …. فكان رد السيدة اللبنانية ( مش بكيفك …. مش انتو جيين تخدمونا …؟)
وإن أردت تعداد المواقف فالمقال يطول … ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع رغم مضي كل هذه السنوات على الحادثة ( أثناء حرب تموز2006 حيث تم تجهيز أفخم الأمكان لاستقبال اللبنانيين الهاربين من الحرب )
قلت ما دفعني لذلك هو ما تتناوب بعض القنوات ( قناة الجديد في برنامج
قدح وجم على عرضه من مسرحية تتعرض بأبشع الكلمات والمواقف للسوريين والمشاركون في التصفيق والتهليل للأمر ليسوا أناسا عاديين ..وهم وبكل أسف ومرارة يعيدون العرض وكل عرض تزداد الجماهير متعة … وكأن من يتحدثون عنهم بهذه المشاهد والكلمات السوقية ليسوا من كوكبنا ….. .
قد يقول البعض أنهم اعتادوا على توظيف بعض إمكاناتهم في الهزل والهرج والمرج لبتناولوا حتى قادتهم وساستهم وهي تندرج تحت عنوان ( حرية الرأي و…. )
الحرية والرأي الحر ليس للانتقاص من كرامات الناس … الفن ليس للإضحاك فقط إلا عند من لا مثل ولا وازع يردعهم …..
في القلب غصات وغصات منكم يا أبناء جلدتنا ويا من ما زلنا نقول عنكم أخوة …
قد يقول قائل هذا أمر بسيط تجاه ما عاناه ويعانيه السوري في لبنان من كل صنوف الإذلال والاستعباد … وأخر فصولها تلك الصبية التي وقعت ضحية شاب أرعن أعتقد أن اللحم السوري نيئ فكانت بكل كبرياء له السكين التي قتلت فحولته العفنة … وما جراح وجهها إلا نياشين عز لها
أيها المسمى أخا :
لن يضرنا بشيء إن أنت فقدت قيمك وأخلاقياتك … لن يؤذينا ما تنبثه شفاهم السوداء كقلوبكم … ولن يغنيكم مال اشتروكم به لتخلعوا ما تبقى من شيم إنسانية .
السوري الذي تكالبت عليه ذئاب العالم ربما استطاعت جرحه وسال دمه طهورا …. فلتعلموا أن طهره يغسل عاركم … وأن رائحة مسك الأرض ومنبت جديد للشموخ والإباء
وكما بدأت بمثل أختم ب ( كل إناء بما فيه ينضح )
=وبيصلح وبيليق لزوم السليق =
منيرة أحمد – نفحات القلم