ولد أمين نخلة في بلدة مجدل المعوش في قضاء الشوف في 25 يوليو 1901، وهو ابن الشاعر رشيد نخلة أمير الزجل اللبناني الذي نظم النشيد الوطني اللبناني "كلنا للوطن" ، وكان والد أمين نخلة مديراً لناحية مجدل معوش.
عندما بلغ أمين نخلة سن الدراسة، أرسله أبوه إلى مدرسة في دير القمر. وبعد ذلك انتقل إلى الكلية البطريركية في بيروت، وأكمل دراسته فيها ثم ذهب إلى دمشق ودخل كلية الحقوق وحصل على الليسانس ، ثم تابع دراسته في الجامعة اليسوعية في بيروت حيث نال شهادة الليسانس مرة أخرى في العلوم الإدارية.
حصل على وظيفة جيدة في مكتب الحاكم العام الفرنسي لكنه رفضها وانصرف للمحاماه ، ومارس الصحافة ونظم مقطوعات من الشعر المصقول باللفظ والنغم ، وانتخب نائباً عن منطقة الشوف في المجلس النيابي اللبناني عام 1947، وشغلته شؤون المحاماة والسياسة فعكف على وضع مؤلفات في القانون أكسبته شهرة في التدقيق والتحقيق تضاهي شهرته في التدقيق اللغوي والتي فتحت أمامه عضوية المجمع العلمي العربي في دمشق، ولمع نجمه وذاع اسمه في الأوساط السياسية إضافة لمكانته الأدبية كشاعر رقيق وقد أعلن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، وزار عدة أقطار عربية لطلب دعم محبيه واصدقائه من ساسة وأمراء وحكام ثم أحجم عن الترشيح في اللحظة الأخيرة.
يمتاز شعر أمين نخلة بالعذوبة والرقة وكان له صدى في الأوساط الأدبية والشعرية وزاد ذلك لما له من علاقات مع كبار شعراء عصره في مصر و لبنان و سورية و العراق وقد ذكر في بعض مؤلفاته أن أمير الشعراء أحمد شوقي رشحه ليكون أميراً للشعراء بعده .
كان أمين نخلة ناثراً إلى جانب شعره ، وكان لنثره أناقة وسهولة ممتنعة، وكانت الموضوعات التي عالجها أمين نخلة في شعره ونثره ثلاثة : الغزل والطبيعة والموت.
أما الطبيعة فقد أوحت إليه بكثير من شعره ونثره، وأفرد لها كتاباً عنوانه "المفكرة الريفية" وكان يتميز بجمال أسلوبه وأناقته، وفيه يستعيد صورة يومية يزخر بها الريف ببساطة وعفوية.
من أعماله المطبوعة : المفكرة الريفية – الديوان – الأعمال الكاملة – دفتر الغزل – أمثال الإنجيل .. وقد كتب عن شعره ونثره الكثيرون .
عكف أمين نخلة في أواخر حياته على ذكرياته ، وانطوى على أوجاعه مع رفيقة حياته ، وأصيب بنزف في الدماغ أدى إلى فقدانه الذاكرة ، وتفرق عنه أصحابه ومعيدوه تدريجياً، إلى أن مات في صمت، من غير وداع ولا تأبين وذلك في 13 من شهر مايو عام 1976 في بيروت عن عمر ناهز 75 عام، ودفن في بلد أجداده في باروك لبنان.
إعداد : محمد عزوز