مشروع حرب الافكار الأمريكي
م , عبد الله احمد
مقولة … النقل مقدم على العقل هي عودة لانتاج المشروع الاخواني الوهابي وهو متطابق مع المشروع الاول الذي اطلق ضمن اطار الحرب الناعمة لتدمير المنطقة من تونس الى سورية والعراق الذي يديره الملياردير اليهودي جورج سورس ." Open society institute "برعاية تمويل والخارجية الامريكية بالتنسيق مع مركز الاسلام والديمقراطية والتنظيمات التابعة لها مثل تنظيم الديمقراطين العرب القناع الذي استخدمه الاخوان المسلمون من اجل الاستلاء على السلطة في الدول المستهدفة.
وهو منسجم مع مشروع حرب الافكار الامريكي ايضا ، والكارثة التي حدثت في المنطقة العربية فيما يسمى "الربيع العربي" اعتمد على ما يسمى الاسلام المعتدل في مواجهة التطرف ،أي تمكين الاخوان المسلمين من الحكم في المنطقة العربية خدمة للمشروع الامريكي الصهيوني .
حيث اصبحت المؤسسات الدينية تتبني تخاريف وافكار هدامة انتجت داعش والنصرة والتنظيمات الارهابية الاخرى المرتبطة بها من رحم الاخوان المسلمين و استخدمت لتدمير سورية والعراق وتونس واليمن ومصر وغيرها وهي مستمدة من الفكر الوهابي بفتاوي ابن باز وابن تيمية حيث يقول ابن باز "فالشرائع تأتي بما تحار فيه العقول ولكن لا تأتي بما تحيله العقول، العقول الصحيحة السليمة تخضع".
التلون والتقية لهذه المنظمات كان وقتيا وظرفيا وظهر الوجه الحقيقي لتلك التنظيمات خلال الازمة الاخيرة والتي اعتبر بعضها مقاوما مثل "حماس" التي سخرت كل الطاقات من اجل تدمير سورية خدمة للمشروع الامريكي الصهيوني ببساطة لكونها تتبني فكر ومنهج الاخوان المسلمين .
ولو سخرت هذه الطاقات لمحاربة المشروع الصهيوني كما تدعي تلك التنظيمات لما كنا اليوم لنشهد نقل السفارة الامريكية للقدس واستمرار الغطرسة الصهيونية .
لم يتغير شيء مع فشل المشروع ، فهذه التنظيمات تحاول اعادة انتاج نفسها تحت عنوان الاسلام المعتدل ومحاربة التطرف …وكلمة اسلام معتدل ماهي الا بدعة جديدة …فلا يوجد شيء اسمه معتدل او متطرف فلاسلام هو الاسلام والتطرف هو التطرف ..
أن هذه الوصفات المدمرة للمجتمعات العربية مازالت متداولة او بالاحرى فان المجتمعات في هذه المنطقة مدمنه عليها بشكل او باخر …ولا بد من معالجة هذا الادمان المدمر …أي "افيون الشعوب".
أن دماء الشهداء والجرحى ومعاناه الابناء والاباء تستحق منا أن نقف بوجه من يحاول اعادة انتاج الازمة المدمرة من جديد تحت اي عنوان او مسمى ..
في النهاية لاحياة ولا تطور ولا تقدم لمجتمعات تُحظر العقل وتَهمله وتحتقره وتزدريه وتهمش حضوره ,فالإنسان لم يتطور إلا بالعقل.
المطلوب هو مواجهة هذه المشروع القديم الجديد وطرح مشروع فكري وطني شامل واعادة النظر في المنهج التعليمي والثقافي والاعلامي لبناء مستقبل على اساس متين يضمن التقدم بعيدا عن الالغام والافكار المتطرفة التي ستؤدي الى ازمات كبيرة في المستقبل