هل نملك الشجاعة لقول الحقيقة ؟
م . عبد الله أحمد
لا شك أن السنوات السبع الماضية قد أحدثت زلزالا في المنطقة العربية والعالم …..ولاشك أن علماء الاجتماع والمفكرين والمحللين والباحثين قد انقسموا واصابتهم الدهشة من هول ما حدث ؟
والاسئلة مازالت تطرح والكل يحاول ان يصوغ التاريخ بالطريقة التي يهوى والبعض الاخر لا يكترث مادامت الاحداث الاخيرة قد سمحت له بالتسلق والوصول ….
الا أن الصدى مازال يتردد ….كيف أمكن حشد شعوب هذه المنطقة من أجل التغير "التدمير" وهل الضرورات الحتمية قد ساهمت في الوصول الى مرحلة التحرك والتغير لكي تنتج واقعا جديدا اكثر عدالة وأمنا ؟ أما أن جهات تقبع في الظل استطاعت أن توجه الشعوب "القطيع " لانتاج حالة من الفوضى والتدمير لآهداف لاتمت لرغبة القطيع بشئ وانما من اجل تعزيز سطوتها ؟
ولكن ما هي القوى الفعلية التي تقود شعوب المنطقة الى الجحيم ؟
في علوم الاجتماع والسياسة فأن عوامل القوة والسيطرة تعتمد بشكل اساسي على الدين والمال والتي بدورها ترسخ القوة السياسية للدول .
وعند الحديث عن الدين من الصعب فهم ردة فعل الشعوب العربية فيما يخص اقدس المقدسات "القدس" وقد اغتصبت ومرغت بالتراب بعد قرار ترمب وقبله.
فلا احد يتحرك ويترك الشعب الفلسطني في غزة والضفه الغربية يقتل ويحاصر دون ان نرى مؤشرات بان الشعوب الاسلامية او المسيحية في هذه المنطقة تهتم او تتحرك من اجل مقدساتها المفترضة …على العكس من ذلك فالاكثرية الساحقة لا تكثرث….
من اجل ماذا دمرت سورية وليبيا واليمن والصومال والعراق وأسرت مصر وتونس ؟ كيف تمكنت جهات تعمل في الظل من تحريك وتفعيل شيفرة التدمير الذاتي "الدينية" لتخريب هذه الدول ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه ؟ أين هو المقدس الذي يستدعي "الثوره" لكي تقوم تلك الجموع المتدينة "بحراك ثوري" لتلبية النداء؟ هل اصبح الدين مجرد مطية للتباهي او اداة للسيطرة ؟
لقد أنتهكت سورية والعراق واليمن باسم الدين والحرب المقدسة وتحرك القطيع يدمر ويسبي ويقتل دون رحمة.بايدي هولاء "المتدينين" المنافقين.. وانتهكت فلسطين بمقدساتها دون أن يستيقظ هولاء المنافقون …
في التاريخ نقرأ أن الشيفرة المدمرة قد اصابت الشعوب الاسلامية وقبلها المسيحية من محاكم التفتيش الى صكوك الغفران وشراء عقارات الجنة المفترضة …الى حروب الانهاء ما بين المسلمين والتي تميزت بالقتل والتشريد والسبي ووصلت الى درجة لايقبل فيها دفن خلفية المسلمين الا في مقابر اليهود ، الى قتل الحسين بن علي بطرقية فظيعة في كربلاء وحملات التكفير التي ازدهرت مع ابن تيمية ما نتج عن ذلك من تصفيات وقتل على الهوية، وحروب بني العباس وتصفية الاخوة لبعضهم من اجل السلطة، الى ان اتقن العثمانيون اللعبة وكانت الكارثة الكبري 400 سنة من الاحتلال و الاستعباد تحت عنوان الدين ..
الاخطر من ذلك أن كل تلك الكوراث سميت ودرست على اساس أنها ثورات، ومنها ما يسمى الثوره العربية الكبرى التي قادها "الشريف حسين " وبالاحرى الانكليز وأدت الى التقسيم الكارثي وانتجت هذه الدول التي تحمل في طياتها عوامل الانفجار الذاتي …
لم يتغير شيئ فالمرض وراثي والشفيرة المدمرة تفعل بالبترودولار والاساطير الدينية والبدع التي تروجها وتحركها قوى الظل العالمية المهيمنه القابعة خلف الاطلسي …
من المنطقي هنا أن نطرح الاسئلة المشروعة ؟
كيف يمكن لامة "تدعي الايمان" وتشوه وترمي كل مقدساتها أن تكون ذات قيمة يعتمد عليها ؟
كيف يمكن لامة تؤمن بالخنوع لنقل الاساطير والتخاريف على حساب العقل أن تنهض ؟
كيف يمكن لامة تعتقد بما يقول به الكهنة وتؤمن باحاديث وقصص تبجل بول البعير واجنحة الذباب ونكاح الموتى وقتل تارك الصلاة وقتل كل من يخالف الرأي وتحتقر العقل وتقسم المجتمعات الى طوائف تكفر بعضها البعض أن يبنى عليها من اجل تحرير الانسان ؟
هل اصبح العالم هشا الى درجة الجنون ..يدار على أساس اساطير دينية من اجل التحضير لمعركة هرمجديون لتكريس البقاء والحكم الابدي لقلة من المهووسسين؟ وكيف يمكن تدجين العالم بحيث تساق الشعوب على اساس قيم ومعتقدات واهية "فالله اصبح تاجر عقارات لمصلحة اليهود حسب المعتقدات التلمودية" …"والعرق الالماني الازرق قد دفع هتلر الى الجنون "….والكبت الجنسي "حيث أن حريم السلطان لم تعد تكفي" قد دمر المعتقدات وحولها الى تخاريف …والهوس بالسلطة والجنس قد فرخ لنا التنظيمات من الوهابية الى الاخوان فالقاعدة وداعش …
فلسطين والقدس ..أزمة أمة …أزمة شعوب ….تعود عندما ينتصر العقل على النقل ولن يفيد فلسطين دمى تسمى قيادات ولا منافقي حماس أو من لف لفهم تروج تلك الاساطير ..فهم لا يؤمنون بالدول وفلسطين لاتعني لهم شيء والهدف هو.. أي سلطة ..تضمن لهم ممارسة الطقوص واستمرار السيطرة من خلال تدجين الشعوب .
كيف لنا أن نثق بحماس بعد كل الدمار التي سببته لسورية خدمة للمشروع الصهيوني …وماذا تفعل حماس وغيرها اليوم الا الصراخ الذي لا قيمة له… في سياق مضحك مبكي …
كيف يمكن التعويل على شعوب تصفق لاردوغان الى الان وهو يمارس اللعبة ذاتها التي مارسها سلفه العثمانين في سحق ما تبقى منا في سبيل تحقيق احلامه "وهو السارق والقاتل للسوريين وثرواتهم ".
في ظل هذه الحالة المزريه مع استمرار التحول الى نمط القطيع في ممارسة الصقوس والعادات لا نتظر شئ سوى دموع التماسيح من جهة والتشفي من جهة اخرى فالقبلية والفوضى شيفرة اخرى مدمرة موروثة من ايام الغزو من اجل الغزو ..
الجوهر مختلف جدا والمرض خطير ولا بد من استئصال تلك الشفيرة المدمرة ومراكز تفعيلها من مرجعيات ومفاهيم وعادات وطقوس ومراكز قوى من اجل العودة اليه "اي الجوهر الحقيقي " ….عندها يتكرس المقدس الا وهو الانسان ويسحق الظلم وتتحرر الاوطان ..في انسجام وتناسق مع العالم الاكبر وخشوعا لخالق الكون العظيم .
لا يكفي أن نتصر على الارض وفي الميدان ولا بد من الانتصار في حرب الافكار فالعدو قوي وخبيث …فهاهو ذا يعود وينتصر في حرب الافكار في فيتنام بعد أن ضحى جيل باكمله من اجل تحريرها …وهاهو يحاول تكريس وجوده في العراق بعد الانتخابات الاخيرة ..ومصر اصبحت اسيرة …والخليح العربي اغتصب والفكر التلمودي يهيمن ويحكم تلك الممالك البائسة .
الرهان على سورية وان طال المخاض "فالعدو متلون وخطير" وعلى القوى الاصيلة التي تأبى الذل من المشرق الى افريقا ومن اسيا وافريقيا الى امريكا اللاتينية الانتصار بحرب الافكار …
الانسان هو السلاح …والفكر هو المحرك ….ونحن نتيجة ما نفكر به ….فلتكن القيم الانسانية الحقة هي المحرك …ليكون الارتقاء والصفاء هو النتيجة ….وعندها لا خوف على القدس ولا على المقدس اي الانسان ….والا فانها نهاية التاريخ .