التطرف المناخي
الدكتور محمد رقية
التطرف على مايبدو لم يعد يقتصر على المجتمعات البشرية , بل وصل إلى الطبيعة بفعل هذه المجتمعات العدوانية وخاصة العنصر الأهم في الطبيعة وهو المناخ . فقد لوحظ في السنين الأخيرة بمنطقتنا تطرف مناخي شديد ببعديه السالب والموجب سواء في الصيف والشتاء أو في الليل والنهار . ففي الصيف وصلت الحرارة إلى خمسين درجة في العديد من المناطق من سوريا ولفترات طويلة استمرت أسابيع لم تكن معهودة قبلا" , وقاد هذا إلى يباس الأشجار المثمرة والنباتات والأعشاب حتى لو سقيت لأن أوراقها لاتتحمل مثل هذه الحرارات العالية لفترات طويلة , وهذا مالاحظته في العديد من البساتين والمزارع .وإن ذلك أثر ويؤثر على انتاج هذه الأشجار والخضار المختلفة وزيادة أسعارها بشكل غير معقول . وينعكس ذلك أيضا" في نقصان كميات المياه المتوفرة وتبخر شديد للمياه السطحية وجفاف الينابيع في العديد من الأماكن بما فيها المناطق الساحلية وانخفاض مستوى المياه الجوفية في الكثير من الآبار وحدوث بالتالي جفاف عام في منطقتنا لم يسبق له مثيل , ويقود بالتالي إلى تصحر الكثير من المناطق وتحولها إلى مناطق غير قابلة للحياة وهنا الطامة الكبرى .
وفي الشتاء نلاحظ ظاهرة الصقيع الشديد , الذي يمتد لأسابيع متواصلة دون أمطار أو ثلوج , مما يقضي على الكثير من الأشحار والنباتات , التي لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة ويؤدي إلى يباسها ومن ثم فقدان أنواع جديدة من النباتات والأشجار المثمرة , وإلى إيذاء البشر والحيوانات والحجر .
كما أن الشيء الآخر الذي نلاحظه هو الفروقات العالية في الحرارة بين النهار والليل ليس فقط في المناطق الصحراوية , بل وصل الأمر حتى المناطق الساحلية وهذا أمر غريب لم نعهده سابقا"
كما جاءت العواصف المطرية الشديدة خلال شهر أيار الحالي التي ضربت دمشق والمناطق الجنوبية مرتين وأدت إلى خسائر كبيرة في الممتلكات وفي الأرواح وأصابت هذه العواصف التي شاركت بها حبات البرد الاسبوع الماضي المناطق الساحلية ومناطق الحسكة والجزيرة وأدت إلى حصول سيول جارفة وفيضانات شديدة أدت إلى غمر الشوارع وقطع الطرقات وإلى خسائر كبيرة في هذه المناطق و تخريب موسم التبغ الذي يعتمد عليه أهل الساحل وخاصة في منطقة بانيلس وريف القدموس بفعل حبات البرد الشديدة وتضرر أشجار التفاح وبقية الأشجار المثمرة , وغمر وتضرر مساحات واسعة من البيوت البلاستيكية وخاصة في منطقة باتياس , بالإضافة إلى تضرر موسم القمح في المناطق الشرقية من البلاد .
وعلى المستوى العالمي نلاحظ ارتفاع عام في درجة حرارة الأرض بفعل ظاهرة الدفيئة أو الإحتباس الحراري وقد أدى ذلك مؤخرا" إلى انفصال أكبر جبل جليدي من جليد القطب الجنوبي , الذي بدا واضحا" بالصور الفضائية وتبلغ مساحته حوالي 5800كم2 ويزن نحو تريليون طن ويعادل واحدا" من أكبر الجبال الجليدية على الإطلاق .
لقد حصل هذا التطرف المناخي في منطقتنا وفي مناطق أخرى من العالم بسبب تدخل الإنسان في الطبيعة وارتفاع درجة حرارة الأرض , بالإضافة إلى التأثير السلبي المتنوع للمناخ الذي يحصل بفعل مشروع هارب الأمريكي , الذي يغير مناخ المناطق اصطناعيا". حيث طورت اأمريكا مشروع هارب The High Frequency Active Auroral Research Program (HAARP) وهو نظام للتحكم في منطقة الغلاف الجوي الأيوني للأرض, وهو من أقوى أسلحة الدمار الشامل واحد أشكال أسلحة الإبادة الجماعية من خلال التحكم والتلاعب بالتغييرات المناخية, ويستخدم للتحكم بأحوال الطقس في مناطق مختلفة من العالم وعلى مساحات واسعة من الكرة الأرضية,
يتم ادارة مشروع HAARP من ألاسكا .و يدير المشروع ويموله وزارة الدفاع الأمريكية من خلال سلاح الجو الاميركي والبحرية الاميركية ، وأيضا" جامعة ألاسكا , وهو جزء من جيل جديد من الأسلحة المتطورة في إطار مبادرة وزارة الدفاع الاميركية الاستراتيجية (حرب النجوم). ومشروع HAARP عبارة عن منظومة من الهوائيات العملاقة القوية التي يصل عددها إلى 120 هوائي , وهي قادرة على خلق "تعديلات محلية مسيطر عليها في طبقة الأيونوسفير"وهي الطبقة الرابعة من الغلاف الجوي ويتم التأين على ارتفاع 100-400 كم .. ويتم ذلك بواسطة بث حزم راديوية عالية التردد الى طبقة الايونوسفير لخلق تشويه محلي محسوب في هذه الطبقة تعمل كقرص عاكس لهذه الحزم وارجاعها بترددات مختلفة للمناطق المستهدفة على سطح الكرة الارضية.
وهذا السلاح تملكه أربع دول هي روسيا والولايات المتحدة والكيان الصهيوني والصين, و تعتبر الولايات المتحدة والكيان المحتل هما الدولتان اللتان لهما أهداف مشتركة في استخدامه في منطقتنا.
فهل انتبهت الجهات الوصائية في سوريا إلى هذا الأمر وقامت بدراسته جديا" وتحديد أسبابه الحقيقية للتخفيف من آثاره , والتأكد من تداعيات مشروع هارب على بعض هذه الظواهر , كالعاصفة الغبارية التي أصابت سورية قيل عامين والتي استمرت اسبوعين متواصلين في أوقات لاتحدث فيها مثل هذه العواصف , التي كتبت عنها مقالا: في حينه واستنتجت بأنها ناتجة عن الفعل الأمريكي الخبيث وأكد هذا الإستنتاج بعد عام مركز فيرل الإلماني .
نأمل من الجهات الوصائية المختصة دراسة هذه الظواهر المتطرفة عن كسب قبل أن يسبق السيف العزل , وأنا جاهز لتقديم أي مساعدة بهذا الخصوص .