..اليـــــــــــــــــــــــمن المغــــــــــــــدور المـــــــــــــــــــــنسي………..
………………لقــد أكــــــل النظـــام الرأسمــــالي إنســـانيـــة الغـــــــرب ؟………..
……………..الغـرب المتوحش تحالف مع الفقه الديني المتوحش لقتل اليمن ……….
المحامي محمد محسن
أن يقصف الطيران السعودي الأعراس ، والمآتم ، والأسواق الشعبية ، وبيوت الفقراء ، والأوابد التاريخية ، وأن يقصف ويدمر الشجر ، والحجر ، والبشر ، في اليمن ، وأن يهاجم اليمن بجيشه وجيوش مستعارة ، والكثير من المرتزقة ، يمكن أن نجد له ألف مبرر ، [ في المذهب الوهابي القاتل ، وعقول الملوك السفهاء الأغبياء ، ـــ ملوك المحميات الأمريكية ـــ ، وفي عقلية المأفون السادي الطالع كطفرة سرطانية ( الأمير محمد بن سلمان ) ، الذي صب وحشيته موتاً ودماراً على رأس اليمنيين الفقراء ] .
.إدعاءات أمريكا
أما ان تدعي أمريكا أنها الدولة الأولى [ المدافعة عن حقوق الانسان في العالم كله !! ] ، وأن جل همها [ نقل وتعميم التجربة الديموقراطية ] إلى البشرية ، ثم تشعل عشرات الحروب ضد الشعوب المستقرة ، لتمزقها ، وتدمرها [ الحروب المخملية في أوروبا الشرقية ، والحروب الملونة التي مزقت البلقان ، وأوكرانيا ، وجورجيا ، والربيع العربي ، ولا تزال هذه الحروب تشتعل في سورية واليمن ،] فهل هذه الحروب من أجل نشر الديموقراطية ؟؟!! ، [ آه كم هي كاذبة ] ، [ من خلال هذه الحروب القذرة ] ، حولت شعوب أوربا الشرقية المستقرة إلى عمال مياومين في الأعمال السوداء في أوروبا ، وقسمت جورجيا ، واوكرانيا ، ودمرت ليبيا ، وقبلها العراق ، وهي الآن تقود عملية سفك الدم السوري واليمني ، لتحقق ( الديموقراطية لكن على الطريقة السعودية ) ، هل كل هذه الحروب التدميرية جاءت لتعميم الديموقراطية !!. آه كم هو متوحش هذا الغرب ، وكم هو غبي من يعتقد غير ذلك !! .
.
أما اليمن فلأمريكا والسعودية وحلفائهما ، كل الحق في تدميره وموت أبنائه جوعاً ، أو مرضاً ، وتغيير هويته ، من يمن يسعى لأن يكون سعيداً مستقلاً ، كما كان يوصف تاريخياً ، إلى يمن خانع ، تابع ، ذليل ، مستعبد ، والمصيبة الخارجة عن كل المعايير ، أن تحاول أمريكا بحربها هذه ، نقل الشعب اليمني ذو الأنفة والكبرياء الراسخ في حضارته ، إلى استعباده من النظام السعودي المستعبد هو لأمريكا ، أي أن يكون عبداً لعبد وهذا لعمري لا يطاق ، وبالرغم من أنه لم يعد للنظام السعودي مثيل في العالم .
مملكة بدون دستور ، وبدون أحزاب ، وبدون منظمات شعبية ، بدون هياكل لدولة ، أي بدون سلطات ثلاث ، [ ومع ذلك هي حليف للغرب " الديموقراطي ، العقلاني ، المتطور ، أليس في ذلك أحجية ، ؟؟ ] ، أليست السعودية الحليف الأول لأمريكا في المنطقة بعد إسرائيل ، !! اذن هم كاذبون !! .
.
………………هل في هذا مفارقة ؟؟!!
كيف تَواءم ، وتَصالح ، وتَحالف ، التخلف والتزمت المجسد في النظام الملكي السعودي المتعفن ، مع الدولة الأكبر في العالم حامية الديموقراطية ؟؟!! ألا يملك هذا السؤال كل المشروعية ؟؟؟ أليس في هذا مفارقة فاضحة .
من هنا نكون أدركنا عدة حقائق كنا قد أثبتنا صحتها ، ألا وهي :
أن الغرب كاذب ، ومخادع ، وليس ديموقراطياً ، ولا يسعى للدفاع عن حقوق الانسان ، لأن [ ديموقراطيته شكل جديد من أشكال استعباد الشركات الكبيرة حتى لشعوبها الغربية ذاتها ] و [ والدولة الأمريكية ( دولة الشركات ) بجيشها وبجميع مؤسساتها العسكرية ، دورها الأساسي استغلال شعوب العالم الثالث واستعبادها لصالح هذه الشركات ] ، من هنا نتمكن بجلاء من إدراك التحالف الذي يبدو غير منطقي للوهلة الأولى بين [ أمريكا وجميع دول الاستعمار الغربي ، ( الديموقراطية ، العقلانية ، التقدمية ، حامية حقوق الانسان الكاذبة ،) وبين المملكة الوهابية التي تجمع كل أشكال التخلف ، والتوحش ، والتزمت ، في نظام ملكي عتيق غير مؤنسن .
لن نطالب الشعوب العربية ، التي أخرست منذ عقود من انظمتها التي باعت حرية شعوبها بالمال النفطي ، أو التي ضللت من قبل الاعلام المسيطر ، حتى باتت تعتقد أن أمريكا على حق ، لذلك لن نطلب منها أي فعل الآن ، على أمل استيقاظها بعد النصر السوري .
.
لكن الغريب والمستهجن موقف الشعوب الغربية " المتنورة " من القتل ، والذبح ، والتدمير اليومي في اليمن ؟ ؟؟!! اليمن الجائع ، والفقير ، والمريض الذي يفتقد لأبسط المؤسسات الصحية ، والذي بلغ عدد المرضى المحتاجين للمساعدات الطبية غير المتوفرة إلى / 19 / مليوناً !! ، ومع ذلك لا تسمع صوتاً معترضاً .
هل بات اليمن آخر بلد في العالم هو وسورية خارج المنظومة الديموقراطية التي تقودها أمريكا ؟!! ، لذلك حق عليهم القتل والذبح والتشريد وتدمير أوطانهم ؟؟!! حتى يدخلوا ملكوت الديموقراطية ؟؟ نعم هذا الغرب بات متوحشاً ؟؟ همه تكديس الثروة ولو على حساب قتل الملايين من الشعوب الفقيرة التي ترفض الاستسلام ؟؟
لماذا سكتت الشعوب الغربية ، عن الحرب الوحشية التي لم تبق ولم تذر في اليمن الفقير ؟؟!! ، في الوقت الذي كانت تموج أوروبا بالمظاهرات كل أسبوع ضد الحرب في الفيتنام ؟؟!! ألا يملك هذا السؤال كل المشروعية ؟؟ ألا يعتبر هذا السكوت عن الجرائم اللاإنسانية التي ترتكب في اليمن وسورية ، خارج اطار المنطق الانساني !! ، ولا يتناسب مع التقدم العلمي والتقني ( الحضاري ) الذي يجب أن يترافق معه التطور الأخلاقي ، والبعد الانساني ؟؟!!.
.
……….لمـــــــاذا بات التناسب عكسياً بين البعد الانساني و( التقدم الحضاري )؟؟
لابد أن نجمل ونقول : نعم نجحت الرأسمالية الغربية ، من اسكات جميع الأحزاب اليسارية في أوروبا ، والتي كانت من خلال النقابات العمالية اليسارية تفجر وتقود المظاهرات والمسيرات المليونية التي تجوب شوارع أوروبا ضد حكوماتها الظالمة والمعتدية ، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي ، ومن خلال اعلامها الذي شوه وعي الرأي العام الغربي ، حد الإقناع بأن ما تقوم به أنظمتهم هو عين الصواب ، لأنها تحاول انقاذ شعوب العالم الثالث من براثن الأنظمة الديكتاتورية !!.
.
من هنا يمكن أن نفهم الغزوة البربرية المستمرة ، للرأسمالية العالمية بقيادة أمريكا ، ومن هنا يمكن أن نفهم أيضاً أسباب سكوت جميع شعوب أوروبا عن الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب ضد اليمن الفقير يومياً ، وهذا يؤذن ـــ ومع كل الأسف ـــ أن شعوب العالم الغربي قد انصاعت ، واستسلمت ، بعد أن فقدت قياداتها السياسية والنقابية ، إلى الفلسفات الغربية الرأسمالية ، القائمة على النمطية الفردية الشكلانية ، وذلك بالتمحور حول الذات ، والتخلي عن أدوارها الاجتماعية ذات البعد الإنساني التشاركي ، وهذه اللامبالاة السلبية انعكست على جميع الشعوب الأوروبية .
، أما شعوب العالم الثالث المغلوبة على أمرها ، إما بالحصار أوبالتجويع ، أو بالحروب المباشرة أو بالواسطة ، التي دفعتها إلى الاستسلام بدون مقاومة تذكر ، فقدمت أوراق اعتمادها للطاغية أمريكا ، لاعتمادها كدولة طائعة ومطيعة ، ولقد تم فرض السيطرة بسهولة ويسر وبحروب شكلية ، على جميع الدول التي هاجموها ، من البلقان حتى ليبيا .
.
صمود اسطوري
….ولكن صمود اليمن الأسطوري ، الذي سيسجله التاريخ ، والذي أخذ بعضاً من نبض صموده من صمود شقيقته سورية ، ورغم كل ما يعانيه ، ورغم نسيانه من كل شعوب الأرض ، التي تواطأت ضده مع حكوماتها القاتلة المتوحشة ، ورغم استخدامهم لجميع الأسلحة الفتاكة ضده العسكرية ، والمذهبية ، هو صامد وسينتصر ، وسيعطي للعالم درساً أن الشعوب عندما تدافع عن حضارتها عن انسانيتها ، عن كرامتها ، حتى وهي جائعة وحافية ، لا توجد قوة في العالم بقادرة على كسر عنفوانها .
نعم سينتصر اليمن ، الذي قدم للتاريخ أعظم مملكتين بلقيس ، وسبأ ، وبنى أول سد في العالم [ سد مأرب الشهير ] ، سيقدم للعالم أمثولة في التحدي ، وأن الجوع ، والمرض ، سيفجران روح المواجهة ، والتحدي ، والاصرار ، والتصدي ،هذه الخصائص التي تفرد فيها الشعب اليمني البطل ، الذي لم يتمكن أي مستعمر عبر التاريخ ، من لي زراعه واستعباده .
………فهل سيتعظ الغرب ويصل إلى قناعة أنه لم يعد كلي القدرة ، وأن للشعوب طاقات خفية تتعلق بجينات الشعوب المشرقية .