في الحزن ….احجية وبؤس
م . عبد الله أحمد
رمى احجيته ومشى ….. لم يكن ينقصني ذلك فحياتي كلها احاجي ومساري في ارتفاع وسقوط …في نشوة واكتئاب.
هل ارحل …لكن الامكنة متشابهة ..وأنا لا اقوى على الرحيل ايضا …فحظي يخذلني كل يوم حتى في القضايا الصغرى …
الاشياء قاتمة هنا والسواد يعم المكان ..من الزينة ايضا لم يبقى شئ.. لكن لابأس…فأنا بطبعي لا أحب االزينة …. فالحقيقة وان كانت مرة هي اجمل وهي عارية .
صمت وسكون ..اتذكر تمتمات صديقي العالق على تخوم الصحراء ..ويباغتني صوت بالكاد يسمع …لست وحيدا
ساهرب منك يا عزيزتي وسأتفرغ لحل الاحجية ..وعندها قد ياتي النهار ..عندها قد يصبح لدي قليل من الوقت للغوص في القضايا الكبرى دون ان أعول على ذلك الحظ الذي تركتني …
اليوم تعلمت أن الاهم هو أن استمر في التفكير والصراخ وان كان لا يٌسمع …على الرغم أننا لم نتعلم ذلك ونحن صغار …فلعالم يهتم بالاشياء الان …ولا اهمية لبكائك وصراخك حتى عندما تولد…
تعلمنا عندما كنا صغار بأن للاشياء قيمة وبكينا وحزنا لفقدها …واتذكر ذلك اليوم حين شعرت بالفرح لانني وان كنت قد وقعت في ذلك الجرف وانكسر ذراعي الا انني حافظت على تلك الساعة في يدي …
تعلمنا أن الذكي هو من ينهل من العلم ليصل… فللعلم وللفكر قوى سحرية توصلك الى مقام رفيع فتملك حينها كلمة السر لفتح كل الابواب …
سافرت وهاجرت وعدت الى غربتي …صرخت وقاومت ..الا أن الحزن لم يفارقني والخيبة تريد قتل ما تبقى من أمل لدي …
انظر لحالي.. لا زينة ولا مفاتيح ..حتى الهواء هجر صدري فهناك من سطا على الهواء ايضا … وعيني اصبحت ترى الاشياء اصغر ولم اعد احتاج لاغماضها كي لا ارحل الى الاشياء …وها انا اقف وحيدا احاول حل الاحجية رغم حزني ..
يعبث الدهر بي …يعبث البعض بي …والحظ يمدهم وبهجرني ….
كما انت بغيض ايها الحظ …كم انت بغيضة ايتها الافعى ….انك وهم …سراب في صحراء التيه الممتدة
اما انت يا سيد السوق فأن لا أملك الا قلمي وبضعة ارغفة قد تكفي … لن اشترى ما تبيع من بيوت في جنان سحرية فانت تهتم بالقشور والزينة ولا تدرك كنه الاشياء منذ كنت غبيا صغيرا.. مازلت لاتعلم أن من يصل هناك يختار.. كل على مقامه دون أن يحتار …و أن لاقيمة للاشياء هناك …ولا سراب ولا سواد.
نعم …للبؤس والغربة مفتاح لايدرك يا صديقي ….وفي جوهر الكلمات معاني أعمق قد تصلح لحل الاحجية.
وفي السطور الحزن نعمة ..وفي الدمعه والماء اسرار واسرار …. والحظ مع الاشياء نقمة فكن كم أنت ولا تفقد الامل فكم من احاجي تحتاج الى حلول.