الباحث الكاتب – عبد الله أحمد
هنا تسمع نفسك بوضوح ويفترض الاخر أنك تبتسم و تغني …ويسمع همسا في صدى كلماتك،ولا يدرك أنه الانين العابر لسراديب الزمن .
يعم الصمت …افكار تتزاحم وهل للافكار أصوات ؟
من أين تبدأ ..والى أين تنتهي ..متى وكيف؟ لا يهم فأنت في الماضي والحاضر والمستقبل في آن ،لا تدرك الا بعد حين أنك بدأت في الدهشة،وافترضت المحبة كان ذلك في الزمن العابر .
في زمن المحبة …الفقر عهر والظلم عهر …والمرض فقر وظلم …والطبيب ملاك واطعام الفقير محبة …والعمل زكاه .
بعد حين تلاشت الدهشة …وتثاقلت الحركة ….فالعين خادعة ولم تكن تدرك اختلاط الالوان التي تغلف الاشياء .
آلان يمكنك أن تعود سريعا الى الخلف والى الامام، تبحر دون قيود …دون أن تتعب عيونك في التدقيق .
نعم يا صديقي …لقد فقدنا التوازن فلم نعد نهتم الا بالاشياء،والتيه والعتمة تلف المكان والزمان ، الا تدرك أن الصلاة والطقوس من اجل اشياء ليست صلاة ,وان الكاهن لايهتم بصلاتك ولا بك …لكنه يريدك عبدا لها ووسيلة .
والطبيب يريدك زبونا ….وكلم ساءت حالتك ازدهرت حالته .
ومصانع الدواء تريدك مدمنا ولا تهتم بك ولا باجلك .
والجمعيات الخيرية تنتعش بفقرك ومرضك وقلة حيلتك .
والحرب صناعة …والاعلام صناعة ….والحب صناعة… والجنس صناعة ،والفقر والمرض والخبية مصير حتمي.
علم الارقام أنت ….فكن كم أنت ..وفي الارقام سحر ….وفيها خير وشر …ونقص وكمال …وتنافر حتى المحبة .
اترك عصاك .فبالعين وحدها لن ترى الطريق، والرمال لا تعكس الا السراب .
حطم اشياءك وأصنامك …وصلي في هيكل قلبك ..بعيد عن الهياكل والكهنه،عندها تبتسم وفي همس تغني وفي وجل تصلي،وتعود الدهشة وتزهر المحبة وتتلاشي قيمة الاشياء …ويتحد الماضي بالحاضر بالمستقبل ..وتدرك أنك الانسان.