لامارتين…رحلة الى الشرق
Lamartine… Voyage en Orient
ونظرة وجدانية عن دمشق
وقصيدة عن أطلال تدمر
اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- ألفونس دو لامارتين Alphonse De Lamartine, (1790-1869 ), كاتب وسياسي وشاعر فرنسي, ويعد من أهم رواد الشعر الفرنسي الرومانسي.
– نشر عدة كتب مهمة, من بينها: رحلة إلى الشرق (1835)، جوسلين (1836)، سقوط ملاك (1838)، خشوع شعري (1839).
– نشر كتاباً جميلاً عن تاريخ الثورة الفرنسية التي كانت لا تزال حديثة العهد, والغريب في الأمر أنه رغم انتمائه الى طبقة النبلاء والارستقراطيين… أصبح من كبار مؤيدي الثورة الفرنسية التي اطاحت بهؤلاء وبامتيازاتهم الضخمة… ليتولى وزارة الخارجية في الحكومة المؤقتة، بعد ثورة 1848.
– زار سورية ولبنان وفلسطين بين تموز 1832 وأيلول 1833 ونشر تجليات رحلته في كتابه :
"رحلة إلى الشرق Voyage en Orient
ذكريات وانطباعات وأفكار ومناظر طبيعية
Souvenirs, impressions, pensées et paysages, pendant un voyage en Orient"
– الكتاب يحتوي على 676 صفحة.
*- طبع الكتاب باللغة الفرنسية لأول مرة في جزئين عام …1835 لتعاد طباعته العديد من المرات حيث طبع في الأعوام ,1839 ,1849 ,1854 ,1845 ,1856 ,1859 ,1881 ,1875 ,2007 2011 وباللغة الانكليزية عام ,1965 وباللغة الألمانية في عامي 1886 و2017… وهذا ما استطعت حصره في بحثي عن الكتاب.
عاش لامارتين مراحل طفولته وشبابه في أحضان الطبيعة التي فجرت مواهبه الشعرية المميزة والفريدة.
*- عشق الشرق وكان ينظر اليه من جانب روحي أسطوري وازداد خلال الزيارة الطويلة التي قام بها إليه خلال العامين 1832 و1833.
*- زار لامارتين دمشق في نيسان 1833, وكتب عندما دخلها في نظرة وجدانية :
– " تقدمت وحدقت بنظري من خلال فجوة في الصخرة إلى أروع وأغرب أفق لم يدهش مثله نظر إنسان من قبل. إنها دمشق وصحراؤها التي لا حد لها".
– " ليس هناك مكان في الأرض يشبه جنة عدن كما تشبهها دمشق، سهلها الواسع الخصيب، التفرعات السبعة للنهر الأزرق الذي يرويها، الجبال الجليلة التي تكللها، البحيرات الباهرة حيث تنعكس السماء على صفحتها. موقعها الجغرافي، اعتدال المناخ، كل شيء يشير إلى أن دمشق كانت إحدى أولى المدن التي بناها أبناء البشر".
– "إنها إحدى أوائل المدن التي سكنها البشر، ومكان قيلولة طبيعية للإنسانية التائهة في الأزمنة الأولى.
– دمشق, تلك المدينة التي كتب الله بإصبعه على الأرض، عاصمة لها قيمتها مثل القسطنطينية، إنهما المدينتان الوحيدتان اللتان ما وضعتا على خريطة الإمبراطورية بصورة كيفية، بل دل عليهما بصورة لا تقاوم شكل الأمكنة".
*- كتب لامارتين عن تدمر : … هذه الحطام روائع مكدسة على بعضها البعض، كما تتكدس الأمواج في البحر, تخيل أن هذه التلال من الرخام والحجر بنيت بأيد بشرية.
*- نشرت له مجلة "الكون LˈUnivers" عام 1840, قصيدة عن أطلال تدمر, ضمن سلسلة "المدن من خلال الوثائق القديمة", وضمن مجموعة "نص ونقش" باشراف الكاتب والناقد جول جانين Jules Janin.
– المقال حمل عنوان : "أطلال بالمير (أو تدمر)"
– تقدم نشر القصيدة رسم مائي لتدمر, للفنان ويليام ستانفيلد William Clarkson Stanfield
(1867-1793).
– بعض أبيات القصيدة (بتصرف) :
صحارى غامضة, حيث التلال الواسعة
حيث أطلال المدن, حيث تلاشت الأسماء
كتل واسعة تدحرجت مشكلة سيلا من الأطلال
موجات شعوب تتابعت وأشادت
معابد ومدنا من رخام
…..
عيناي تبحث عبثا في تفاصيل أعمدة
تبحث في عمق ركائز أقواس تدلك الى سبيل
حيث القمر شارد في السحب
تتوه عند السرادق وهي تمعن النظر
….
يلمسها باصابعه ليسبر الغموض
رجل اتى من الغرب
– تلى نشر القصيدة, وتحليل وتعليق للكاتب والناقد جول جانين ورد فيه :
– هكذا شاعرنا الكبير لامارتين، ويجلس على أنقاض كبيرة في مدينة في الشرق، أطلق زفير اعجاب وألم… أخذ يفكر كيف نظم العقل البشري هذه الهندسة وقياساتها المنتظمة … ما تبقى من حجارتها تحفظ حق العبقري الذي رفعها…
– انهى جول جانين مقالته بقوله : ماذا يمكن أن نضيف إلى هذه الانطباعات الشعرية؟ الوصف يروي حقيقة خلود للتاريخ؟ في وجود مثل هذا الراوي، تارة نقرأ كأننا نستمع ؟ تارة نتعجب بصمت !
*-أصدقائي… هذه دمشق… هذه تدمر… هذه سورية منذ بدء الخليقة والى الأبد… في حنايا كل ذرة من ترابها… مناهل أزلية للإنسانية رغم لؤم قراصنة الغرب… ووحشية برابرة الخليج.