440- التوأمة التركية الاسرائيلية
توأمة حقيقية في الأهداف والأطماع
اعداد : د. سمير ميخائيل نصير
*- قريبا… ادلب ستروي… كما القصير وحمص وحلب والغوطة ودرعا وغيرها… بطولات وانتصارات رجال الحق… بواسل جيشنا… حماة الديار.
*- مددنا جسورا من الود والاحترام والتعاون الى تركيا لنبعد الأذى, ولنتفرغ مع الأشقاء الى القضايا المصيرية, فاذا بتركية أردوغان ومع الكثير ممن كنا نحسبهم من "الأشقاء"… لا زال يسري الطمع الحقد والأذى والاجرام في شرايين دمائهم.
*- لمحة تاريخية عن العلاقات التركية الاسرائيلية :
– تأسست العلاقات بين تركيا واسرائيل في شهر آذار من عام 1949عندما اعترفت تركيا بالكيان الصهيوني… ومنذ ذلك التاريخ، غدت إسرائيل المصدر الرئيسي للسلاح الى تركيا.
– منذ ذلك التاريخ أيضا, بدأ تعاون واسع بين حكومتي البلدين في المجالات العسكرية، الاقتصادية, الدبلوماسية والاستراتيجية. كما اتفق الطرفان دائما (ولا زالا) حول الكثير من الاهتمامات المشتركة والقضايا التي تخص الاستقرار وفق منظورهما في منطقة الشرق الأوسط.
– في العام 1958، وقع دايڤيد بن غوريون وعدنان مندريس اتفاقية تعاون مضمونها الحد من نفوذ الاتحاد السوڤيتي في الشرق الأوسط.
– في العام 1959 عقدت تركيا وإسرائيل اتفاقا سريا واستراتيجيا عرف بـالميثاق الشبح وهذا الميثاق ظل طي الكتمان عقودا من الزمن متضمنا تعاونا عسكريا واستخباريا ودبلوماسيا، وكانت وظيفته الأساسية موجهة ضد العرب.
– استمر التعاون والتحالف يتطور بازدياد بين الطرفين ودون تغطية اعلامية حتى العام 1986 حيث عينت الحكومة التركية قائما بالأعمال لها في تل أبيب.
– في العام 1991، تبادل الطرفان السفراء.
– في شهر ايلول من العام 1993 وقعت تركيا اتفاقية مع اسرائيل تقضي بإقامة مجلس تجاري ثنائي من اجل مناخ افضل من التعاون بين الدولتين.
– طرح في مجرى هذه الاتفاقية عدد من المشاريع المشتركة المقترح العمل بها… منها تحسين طائرة روسية ومشاريع ري في جنوب تركيا ومشاريع أخرى مشتركة في المواصلات السلكية واللاسلكية وفي حقول الطب والالكترونيات والزراعة والبيئة.
*- قام الرئيس التركي سليمان ديميرل بزيارة الى اسرائيل في شهر آذار من العام 1996 وصرح قبل مغادرته انقرة متوجها الى تل ابيب قائلا : "العلاقات بين تركيا واسرائيل لم تحلم بها الأخيرة منذ تأسيسها عام 1948 واستمرت دون انقطاع. ونحن نعلق على أهمية توسيعها وتنويعها لتشمل كافة الميادين".
– في شهري شباط وآب من العام 1996، ,وقع الطرفان اتفاقيات تعاون عسكري حيث :
– تشكلت مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة.
– أجريت العديد من المناورات العسكرية المشتركة، منها "تدريب عروس البحرReliant Mermaid "Exercise ، وهي تدريبات بحرية بدأت في كانون الثاني 1998، و"العملية اورتشارد Operation "Orchard للقوات الجوية.
– يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية.
– تشتري تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة.
– تقوم إسرائيل بتحديث الدبابات والطائرات التركية.
– منذ /1/ كانون الثاني 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية المفعول.
*- تفاصيل أخرى ذات مغزى ومعنى :
– في عام 1991 بدا نشاط سياحي إسرائيلي كثيف الى تركيا, ردا على الغاء السفر السياحي الى تركيا للأوربيين عامة والالمان بصورة خاصة. ففي ذات العام زار تركيا 6 آلاف سائح ليصل عام 1997 الى 300 ألف, وقد استثنت تركيا الإسرائيليين من رسوم تأشيرة الدخول.
– في المرحلة التي تسلم فيها ترغوت اوزال الحكم في تركيا (1993-1984) وفي شهر أيلول من العام 1991, اقترح شمعون بيريس معادلة للشرق الاوسط مفادها : إقامة سوق شرق أوسطية مشتركة, يمكن ان تتم على اساس التكامل بين التكنلوجيا الاسرائيلية والاموال الخليجية والعمالة المصرية والمياه التركية.
– الزيارة الاولى لرئيس اسرائيلي الى تركيا تمت في عهد ترغوت اوزال, حيث قام حاييم هرتزوغ في شهر تموز من العام 1992 بزيارة اسطنبول.
– بعد منتصف التسعينات, نشطت حملة لتحسين صورة اليهودي في وسائط الاعلام التركية, بعد ان كانت بين حين وآخر تفوح منها اخبار عن تعامل هذا اليهودي او ذاك مع أحد أجهزة المخابرات التابعة لإسرائيل. ركزت الكتابات على الدور الوطني لليهود الاتراك في بناء الدولة التركية ومدى إخلاصهم وتفانيهم من أجل ذلك. فصحيفة شالوم الناطقة باسم اليهود في اسطنبول أشارت على لسان احد محرريها الى اعتبار ان المجازر التي يتهم الارمن الاتراك القيام بها بانها مجرد لغو وكلام وانه شيء لم يثبته التاريخ. فعلى سبيل المثال الصحفي والكاتب الأكاديمي تشيتين يتكين حاول ان بظهر الدور الوطني الايجابي لليهود والمساندة للدولة والوطن على عكس ما هو عليه الامر في موقف الارمن واليونانيين الاتراك. يقول يتكين : ان معظم اليهود ساندوا تركيا خلال الحرب العالمية الاولى وأظهروا إن هذه الارض هي وطنهم… كما روجت الصحافة التركية ادعاءات لليهود منها : إن الانتصارات التي احرزتها الامبراطورية العثمانية على الدول المسيحية الغربية هي عقاب الهي. وأيضا : ان الله اوكل للدولة العثمانية مهمة تحرير اليهود من الظلم المسيحي.
– اعتمدت تركيا طويلا على اللوبي الإسرائيلي في أميركا لعرقلة إقرار أي تشريع يعترف بإبادة الأرمن، واستمر الأمر مع تولي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان.
– بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل ما معدله 3 مليارات دولار سنويا، وازداد في السنوات الخمسة الأخيرة رغم التوتر السياسي الظاهري.
*- وبعد… ما تقوم به حكومة أردوغان منذ 8 سنوات ليس وليد ساعته… انه فعل ناتج عن ارث تراكمي لعقلية لم تبتعد يوما عن الاستبداد والغطرسة والتوأمة مع الكيان الصهيوني في العقيدة والفعل.