.كـــانت ادلــــب مكــــــباً للإرهابيــــين وستصــــبح مقبـــــرة لــهم…………
………..هـل فـقــدت أوروبا صـــوابها فخـــاضت حـــرباً ليســـت حـــربها…………
………..مـن خسـر حـرباً امتــدت لسبــع من السنـوات بات تهـديده هـراءً ؟………..
بقلم المحامي : محمد محسن
هل ترك معسكر العدوان بكل دوله ، واجهزته الاستخبارية ، والاعلامية ، بكل تكويناتها وتلويناتها ، خطة ، أو أداة ، أو سلاحاً ، ( سلاحاً حربياً ، أو مذهبياً ) ، إلا واستخدمه في حربه على سورية ؟؟ ، وهل ترك مملكة أو امارة من ممالك الخليج واماراتها إلا واستنزف صناديقها المالية حتى السيادية منها ، لصالح الجهد العسكري غير المسبوق في التاريخ الحديث لتسليح وتمويل وحوش الأرض ؟؟، ألم يستحضروا من جميع التجمعات والدول الاسلامية ، كل ( المجاهدين الارهابيين ) المستعدين للموت في سبيل حصتهم من الحوريات في الجنة ، التي وعدوا بها من قبل فقهاء القتل والعمالة ، حتى من الصين ؟؟ فبدلاً من أن يذهبوا إلي الصين سعياً وراء العلم والمعرفة ، كما جاء في الحديث النبوي ، ذهبوا ليجندوا من الأقلية الاسلامية ( مجاهدي الإيغور ) للقتال في سورية ، وقتل السوريين ، وكل من لا يدين بالولاء والطاعة لهذا التحالف العدواني المجرم [ لأمريكا ، واسرائيل ، وتركيا العثمانية الجديدة ، ولشيوخ الاسلام الذين يدينون بالولاء لفقه ابن تيمية ، والوهابية التلمودية ، وحزب الاخوان المسلمين ، ولأبي الأعلى المودودي ، وللممالك العميلة في الخليج ] ، وعلى الجميع أن يدرك أن كل هؤلاء الأعداء المتحالفين هم أعداؤنا ، وهم جميعهم اشتركوا في قتالنا .
.
حرب مديدة ومريرة ، حصدت التدمير والقتل المتنقل الذي شمل كل مزرعة وقرية وشارع ، على جميع الأراضي السورية ، هذا صحيح ، ولكن هل استسلم شعبنا وجيشنا البطل ؟ وهل رفعا الراية البيضاء ؟؟ أم قابلنا التحدي بتحدٍ بل وبمواجهة ؟؟، وحققنا الانتصارات التي أذهلت العالم ، وهل تمكن معسكر العدوان من تحقيق الغايات التي خاض من أجلها حرب السنوات السبع المجنونة وبتنا في الثامنة ؟ ، أم أن السحر انقلب على الساحر ؟ . اذن المنطق يقول من دفع بكل طاقاته وطاقات حلفائه وتابعيه ، في حربه المديدة ولم يتمكن من لي زراع سورية وحلفائها ، هو الآن أقل قدرة على تحقيق تلك الغايات في الزمن الضائع القادم .
صحيح أن أمريكا قادرة على حشد الأساطيل البحرية والجوية ، وقادرة على ضرب اي هدف في سورية ، ـــ طبعاً ستلقى المواجهة كما لاقتها سابقاً ـــ ، ولكن الأهم العدو الذي لم يتمكن من تحقيق مآربه طوال سنين الحرب ، هو غير قادر على تحقيقه الآن ، بضربة أو أكثر بعد أن وصلنا إلى ما قبل آخر الطريق بفرسخ .
.
الغريب أننا كنا نعتقد ، أو بالأحرى كان منطق الأمور يقودنا إلى الاعتقاد ، من خلال المراحل الطويلة والمريرة التي قطعتها الحرب ، والدروس المستفادة من أهوالها ، أن الرؤساء الأوروبيين على وجه الخصوص ، سيعيدون النظر في ما أقدموا عليه ويعملون على تقويمه ، ويبادرون إلى البحث عن سبل للتقارب مع سورية ، وذلك لأسباب عدة وليس لسبب واحد ، أهمها أن هذه الحرب ليست حربهم بل هي حرب أمريكية خالصة ، جاءت دفاعاً عن وحفاظاً على وحدانيتها القطبية ، لذلك كان عليهم السعي للتعاون مع الأجهزة السورية من خلال تبادل المعلومات عن الحركات الإرهابة ، والعمل على محاصرتها وصولاً إلى التعاون على الخلاص منها في سورية ، التي امتلكت القدرات القتالية على هذا النوع من الحروب ، بدلاً من الوقوف إلى جانب أمريكا صاحبة الحرب ومفجرتها ، أولئك الارهابيون سيهاجمون أوروبا من حيث المآل ، لأن الارهابيين القادمين من أوروبا سيعودون إليها ، محملين بروحهم العدوانية التي ستستيقظ عند كل حدث ، ويأتي في المقام الثاني من الأهمية ، حجز موقع متقدم للشركات الأوروبية ، في اعادة اعمار سورية ، ويمكن أن نضيف سبباً ثالثاً ، أنه وبعد أن تكشفت نتيجة الحرب لكل صاحب بصيرة ، كان من مصلحة أوروبا محاولة تلافي بعض العقابيل التي ستصيب أوروبا بعد خسارتها لحرب لم تكن حربها ، لأنه من البداهة بمكان أن تتأثر أوروبا من أي جائحة تصيب الشرق الأوسط ، فكيف بردود أفعال لحرب ليست طويلة فحسب بل ومريرة ، على من كان شريكاً فاعلاً وخسر حربه ؟ .
.
ولكن ثبت وبجلاء ، أن الرؤساء الأوروبيين يشبهون واقعهم المأزوم ، ويمثلونه خير تمثيل من خلال مواقفهم السياسية والعسكرية ، وقراراتهم المرتجلة والمتسرعة ، أليسوا ابناء ذلك الواقع الذي اختارهم لتمثيله ؟؟ واقعهم هذا يمكن اعتباره مصداقاً للقول ( كما أنتم يولى عليكم ) ، وتأكيداً للنظرية الماركسية الجدلية التي تؤكد على ( أن البنى الفوقية هي انعكاس للبنى التحتية ، فبأي خانة يمكن أن نضع اشتراك الرؤساء الأوروبيين في الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، واشتراكهم في الانذار والتهديد بالقصف والتدمير ؟؟ ، وهل سيدمرون أكثر مما دمروا ؟؟ ، وانطلاقاً من قناعتنا أن مصلحة أوروبا باتت مع الشرق وليست مع أمريكا ؟؟ .
السؤال الجوهري : ألا تدلل هذه المواقف على ضحالة الرؤساء الأوروبيين الذين يتصدون لقيادة هذه المرحلة الانتقالية ؟ ؟ ، أم أن ما حدث سيوقظهم بحكم الضرورة للخروج من تحت الوصاية الأمريكية ‘ إلى الحرية والاستقلال ؟؟ ، لكن المؤكد ستكون ارتدادات هذه الحرب على أوروبا بشكل خاص كبيرة ، ومهددة .
.
نعود فنأكد على أن أمريكا والدولتين التابعتين بريطانيا وفرنسا ، تملك من القوة التدميرية بما يلحق الضرر بأرواح السوريين وممتلكاتهم وبخاصة ما بنوه من صروح للبحث العلمي بشقيه العسكري والمدني ، المستهدف دائماً من قبل المعسكر المعادي ، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرحه أي عاقل على نفسه ، فكيف إذا طرح على خبراء دوليين مخضرمين ، واستراتيجيين غربيين تحت تصرفهم من التقانات العلمية ما يجعلهم يرون العالم وكأنه تحت بصرهم ، السؤال هل هذه الضربات مهما زادت من قوتها التدميرية هل ستغير المعادلات التي تحققت بالدم ولسنين سبعة ؟؟، هل ستقلب الموازين ؟ وهل سيقبل القطب المشرقي الذي أتاحت له سورية امكانية التكون ، بل اشتد عوده في سورية ، ومكنته من احتلال مواقع هامة على حساب القطب الغربي العدواني ؟؟، هل من الممكن أن يبقى هذا الحلف الشاب متفرجاً ، ؟؟ أليست خسارة سورية بالنسبة له خسارة لحلمه في تكوين القطب المشرقي ، الذي يعمل عليه ( بوتن ) الرئيس القوي ، بعد السقطة الاستراتيجية في ليبيا بعهد ( مدفيدف ) ؟؟.
.
كنا قد أكدنا مراراً لو أن الحرب كانت موجهة ضد سورية لتحقق للغرب المعتدي وحلفائه وتابعية من تحقيق ما يريدون ، من تدمير سورية وتفكيكها ، ولكن الحرب لم تعد حرباً سورية فقط ، ولم تكن ، بل كانت حرباً أمريكية استباقية وتمهيدية ، لحرب مع روسيا والصين ، ولكنها أصبحت حرباً بين قطبين متقابلين بعد أن أدرك الحلف المشرقي أنه المستهدف من خلال البوابة السورية ، ولكن من خلال حرب بالوكالة على الأراضي السورية ، مع مشاركات جزئية ومساعدات ليست حاسمة ، لكن تتبعها صرخات وتهديدات بالحرب الكبيرة .
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل سكتت أمريكا عن تهديداتها خلال سني الحرب ؟ ، كم اتهام وجهوه لسورية باستخدام الكيماوي ؟ وكم قاعدة عسكرية بنوها ، وكم عملية عسكرية شنوها على قواتنا الباسلة وزُعم أنها بالخطأ .
………………….فمـــــا كانــــت النتيـــــــــــــــجة ؟
استمرار في القتال ونجاحات متتالية ، أرعبت العدو وأذهلت الصديق ، إذن بعد كل هذه السنين من التهديد الفعلي والوعيد القولي ، يجب أن يكون شعبنا وجيشنا قد تآلفا مع تلك الأفعال وهكذا تهديدات وأقوال .
مجنون كل من يعتقد أن الجيش وحلفائه ، وبعد أن حرروا ما نسبته 85 % من الجغرافيا السورية ، وما قدموه من تضحيات في العتاد والأرواح ، سيقفون أمام ادلب كمتفرجين ؟!! .
علينا أن ندرك بالمقابل انه ليس من الهين الاعتراف الأمريكي بالهزيمة المنكرة ، هي وشركاؤها الأوروبيين وتابعيها من الممالك العميلة ، ولكن وهي تنهزم وحلفاؤها لابد من أن تُظهر بعد الأفعال أو الأقوال ، بأنها لاتزال قادرة على الفعل ، ولها ضلع في المنطقة .
.
كما أن هذه الثقة بالنصر لا يجوز أن تنسينا أخذ جميع الاحتياطات التي لا تُمكن العدو من تحقيق أهدافه في ضرب المواقع البحثية العلمية الهامة .
و ختاماً أقول لن يخيفنا التهديد والوعيد ، لأننا تعودنا على كيفية ملاقاته والخروج منه ، بل كان التهديد حتى والقصف الفعلي لا يزيدنا إلا تصميماً على التحدي والمواجهة ، فلقد اكتسب شعبنا مناعة ضد الخوف ، وباتت أبجدية الاستسلام غير موجودة في قاموسنا الوطني ، وان الحلف المشرقي لن يسكت إذا كان الاعتداء كبيراً ويستدعي الرد .
[[[ نعم ستتحرر ادلب وسيفر غربان الموت أمام بواسلنا أو يسحقون ، ولن تشفع لهم كل تهديدات الأرض ]]] .