..المعــــارضة السـورية العـمـيلة تبتــهل للـعـدوان الثلاثي الغربي ………..
………….درس يجــ،ب أن نتــعلم منـه ، كيــف يصــبح الحـــاقد عميــلاً ؟…………
………….وكيــف يتـــحول الشيـــوعي المخضــرم إلى عمـــيل أمريـــكي…………
المحامي محمد محسن
لا يمكن لكل لغات العالم وفلسفاتها أن تفسر بدقة ، كيف يتنامى الحقد ويتفاعل ، ويدفع صاحبه رويداً أحياناً وبعجالة أحياناً أخرى ، إلى أن يصبح الحاقد شيطاناً ، والشيطان يصبح عميلاً ، وقاتلاً ، ووحشاً ، بعد أن يقلب ظهر المجن ، لتاريخه ، لملاعب طفولته ، لزملائه في المدرسة ، لوطنه الذي كان هويته ، بعد أن أكل الحقد كل انسانيته ، فأصبح بصورة بشرية ، ولكنه غير منجز انسانياً ، كما هي عليه المعارضات السورية ؟؟!!.
أعتقد أن هذا الحاقد الذي ابتلع الحقد انسانيته ، لا يمكن إلا أن يكون قد فقد حسه الانساني ، وعاد إلى بدائيته الأولى كبشري متوحش ، لأنه بات مجوفاً من اية مشاعر انسانية نبيلة ، إلى درجة فقد فيها القدرة حتى على التعايش مع أبناء وطنه الذي كانوا من زملائه ، لأن مفردات اللغة العربية التعبيرية الغنية بالأحاسيس والصور الانسانية لم تعد تطيعه ليتحدث بها ، لأن مفرداته التي تعود على استخدامها ، أصبحت تدور بين التشفي ، والقتل ، والتدمير ، هذه هي المشاعر التي تسيطر كلياً على مشاعره ، وتملأ ما علق عنده في تجاويف عقله من وعي .
.
لذلك لا يمكن أن يُشبع مشاعر قطعان المعارضين السوريين ، الذين قادهم حقدهم فأصبحوا وحوشاً ، ويعيد لهم بعضاً من توازنهم ، ويشفي غلهم وغليلهم ، إلا إذا دمر بل أبيد الوطن الذي كان وطنهم ، وخرجوا عليه وأعلنوا عداءهم له ، عندها فقط يشعرون أن أمريكا أو اسرائيل قد استجابتا لطلبهم ، وحققتا رغباتهم ، عندها فقط قد يبرد بعضاً من حقدهم درجة أو درجتين ، لذلك كانت نداءات هذه المعارضة والاستغاثات المتكررة إلى دول معسكر العدوان ، وأخيراً إلى اسرائيل .
……….هل هذا معقول ؟؟؟!!!
.
معارضون أخذهم الحقد إلى آخر الشوط ، حتى أوصلهم إلى ترجي ألد أعداء وطنهم اسرائيل ، التي احتلت أرضهم وقتلت أبناءهم ؟؟ ، أن اقصفوا ودمروا ، فنحن معكم ؟؟ ، كما وعدتمونا ، [ يا للهول ] .
ولكن كانوا دائماً يصابون بخيبات الأمل ، لأن الضربات لم تكن مدمرة ، بل هي اثبات وجود ( لإسرائيل التي باتت تعرف كم هي محاصرة ) ، وهو مجرد لعب في الوقت الضائع ، لأنها تعلم ان جهدنا الأساس ينصرف الآن باتجاه الارهاب الذي ساهمت بتشكيله وتسليحه ، فمعركتنا الآن مع غيرها ، فهي الآن في قائمة الانتظار ، فبعد تحقيق النصر الناجز ، سنتفرغ لقتالها وهي تعلم ذلك علم اليقين ، وستصرخ ولا منقذ لها .
.
حتى أن أحد الماركسيين المخضرمين ، صرخ متهماً أمريكا واسرائيل وجميع الحلفاء والتابعين ، أنها قد خزلته ، لأنها لم تنفذ رغبته في تدمير وطنه ، هذا الماركسي الجهبز الذي ملأ الصحف والمجلات وصرعنا بمقالاته التي تنادي بالاشتراكية ، وتندد بالرأسمالية ، عبر عقود من الزمن ، ضمن مقولات المادية الديالكتيكية ، والمادية التاريخية ، وصراع الطبقات ، ( المفردات الماركسية ) ، ثم آب إلى أمريكا بصفتها المنقذ ، وإليها المآل ، والتي كان يلعنها في كل قول ، ولكنها خزلته ولم تنفذ ما وعدته به ، فهل هناك من قادر على تفسير هذا التحول ، وكيف يغير الإنسان جلده بين ليلة وضحاها ، في الوقت الذي يستغرق ذلك ( الحية ) شهوراً ؟؟؟
.
بتلك المواقف المشينة والخارجة عن أي منطق ، يتمايز المعارضون السوريون عن جميع المعارضات في العالم ، بدرجة عدائهم لوطنهم ، وبالسرعة التي انخرطوا بها في خضم الحشود الهائجة الحاقدة ، بجميع أطيافها وتلاوينها ، من الحركات الإسلامية التكفيرية ، إلى الماركسيين المتشددين ، والعقلانيين الكاذبين ، والمثقفين القشريين ، وما بينها من تباينات ، والتي تجمعت بهم كل سواقي الغضب التي حولتهم إلى مقبرة للأرواح المتعفنة ، وبالتالي إلى مزبلة ضخمة للذين يسقطون ضحايا الحقل المغناطيسي السلبي ، الذي تطلقه الحشود الغوغاء ، وهذه الساحة المغناطيسية السلبية ، توازي وتضم جميع انفعالات هذه الحشود العمياء وأحقادها ، التي تقضم كل ما بقي لديهم من ترسبات وبقايا أخلاقية تخرجها من جحور عقولهم ، حتى يصبح الفرد فيها غير مسيطر على نفسه ، سادياً عدوانياً همه قتل الآخر وبخاصة ذاك الآخر الذي كان مبعث حقده ، وهو هنا الوطن الذي أصبح عدوه الأوحد ببشره وحجره .
.
…..[ وبناءً على ما تقدم نحن بحاجة إلى أطقم من الاختصاصيين في علم النفس ، والفلسفة ، وعلماء الجينات ، لدراسة ظاهرة المعارضات السورية الطفرة الغريبة ، التي خرجت عن جميع المعايير التي عرفت بها المعارضات ] .
.
. تخيلوا أن هؤلاء المعارضين باتوا يعتبرون أن التهديد الثلاثي الأمريكي الإنكليزي الفرنسي الأخير ، الأمل والمرتجى ولكنه الأخير ، لأن كل توسلاتهم وابتهالاتهم لله ولأمريكا وحلفائها ، لم تتحقق ، لذلك يشكل التهديد الأخير الحلم الأخير ، وعليه يعلقوا كل آمالهم لأنه بات بمثابة خشبة الخلاص الأخيرة ، لعلها تخرجهم من حياتهم الموحشة ، وتضعهم على رأس التلة ، ليتفرجوا على بلدهم المدمرة ، كنيرون عندما حرق روما ، ويروون بعضاً من غلواء حقدهم ، لأن لا أمل لهم في هذه الحياة ولا يرضيهم إلا ذلك .
.
نحن نخرج المعارضين الوهابيين والإخونج وجميع أفراد الحركات الاسلامية ، من حوارنا لأنهم عملاء تاريخيين ، اغتالوا عقل من يتبعهم ، ثم وظفوا منذ التأسيس لتدمير المنطقة على أسس مذهبية ، استجابة لرغبة الغرب وتحقيقاً لمصالحه ، ولكن نحن كما أكدنا سابقاً المبهر والذي لا يحكمه منطق ، أن يتحول الماركسي المخضرم ، والقومي المتزمت ، ، إلى اللبرالية الأمريكية ،؟؟ وكيف انسلخ أو انسلخوا عن تاريخهم ، هل هي ردة وارتداد ، أم نكوص إلى حيث باتت مصالحهم ، أم دفعهم الحقد الذي يعتمل في نفوسهم ، إلى أن يبيعوا أنفسهم في سوق العمالة ، أم أحلام وردية راودتهم بأن ( الثورة ) لابد منتصرة ، لذلك انخرطوا في تلك القطعان الهائجة ، على أمل استيلائهم على أريكة من أرائك الدولة الفاخرة ، وبذلك يكون شأنهم شأن الأكثرية الساحقة من المعارضين الانتهازيين ، الذين امتطوا ظهر السلطة لعقود ، وامتصوا خيراتها ، وزرعوا الفساد فيها ووسعوه ، واستثمروه ، ومن انتهز سابقاً تصبح الانتهازية عادة .
والأمثلة كثيرة : [ من كان وزيراً ، ونائباً للرئيس ، والذي صرحت للعشرات والمئات أنه جاسوس منذ عام / 1966 / ] ، [ ومن تسلم وزارة الدفاع لنصف قرن وأولاده ] ، والكل يعرف خصال هذه الشخصية الذي أسس وقاد مدرسة في العهر هو وأولاده ، والفنانون المتوهمون ، وكثير من الوزراء والقادة ، وهذا الرهط لا عد لهم ولا حصر .
.
كنت ممن يجدون العذر بل الأعذار لمن وقف من المعارضين المحسوبين على التيار العقلاني ، لمن عانى من الأجهزة الاستخبارية ، مع الهجمة البربرية في أيامها الأولى ، ولمن أقصي من مواقع العمل الوطني ، ليحل محله خطباء المساجد وروادها ، ، أو للغبي الذي كان يعتقد أن هذا الذي يحدث قد يأتي له ببعض التغيير .
ولكن وبعد حادثة القتل المريع المجاني في ( جسر الشغور ) وبعد التمثيل بالجثث وأكل الأكباد ، وبعد المذابح التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشيوخ والأطفال ، في العديد من القرى السورية ، وبعد أن تبين أن الارهاب المتوحش الحامل للفكر الديني المذهبي التكفيري ، هو أداة هذه الحرب القذرة .
………هل بقيت لهم أية حجة أو مبرر ، نعم من لايزال يقف في خندق الأعداء ، هو في خندق اسرائيل ، مهما حاول أن يتملص .
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت في أكثر من مقال : إنني أجد عذراً للقاتل الجاهل ، الذي باع عقله لشيخ سلفي وهابي أو اخونجي تكفيري ، مقابل بيعه حصة في الجنة ، مملوءة بالحور العين .
ولكن لا يمكن لي بل سأقف ضد منح العذر للماركسي الذي ملأ الدنيا صراخاً بالمفردات الماركسية ، ولذلك الذي اقنعنا أنه مع العقلانية ، وضد الفكر الديني الظلامي ، وللانتهازي الكلب ولأولاده من الذين امتطوا ظهر الدولة لعقود ثم باعوها ، وللمعارض الجهبز وزبانيته الذين يعيشون في ظهرانينا ، تحت لافتة ( الناصرية ، وهيئة التنسيق ) الذي كان ينز سماً ضد شعبه وجيشه ، في كل حديث تمنطق به .
[[ لأن الذي لم ير كل هذا التوحش ، ودوافعه ، وغاياته ، والدول التي تشترك فيه .
هو عدو مبين ، فقد كل أحاسيسه الوطنية والإنسانية .
……………………….ولا شفــــاعة لــه …ولا رجــــــاء ..