أضغاث أحلام
منيرة أحمد – نفحات القلم
على رقعة العمر الصفراء حاولت أن أخط شيئاً، جلت في كل حارات وزوايا ذاكرتي، تنقلت مرة بسرعة، ومرات بهدوء، أخاف من مباغتة شيء ما.
سكبت بقايا من ماء فرح مسروق على قارعة ذاكرتي، عساها تعينني على رسم بدايات للوحة دأبت على تشكيل مساراتها، لكن !
ينبري صفر الأيام المتشبث بي ينهرني، يزيد مع تجهمه شد وثاقي نحو الأسفل، ومن البعيد الأقرب للنبض يأتي وجه عابر للمدى، قسماته تنفذ الروح وتبث فيّ حياة، ألتقط خيوط الضوء التي تردد:" كوني، انطلقي، عودي"، ياللشوق المعرّش على دوالي العمر:
أعد لي طفولتي، اشتقت إليها وهي تضحك، تتلهى بقطع حلوى الكلمات، أُمشّط حارات العمر أزينها،ببقايا شريط أبيض فر لونه إلى الأحمر من مزاجة المآسي الدائرة في وطني.
توق يعيدني لمقطع من قصيدة "صراع" للشاعرة نازك الملائكة وهي تصرخ:
(أريد وأجهل ماذا أريد
أريد وعاطفتي لا تريد
أحب السماء ولون النجوم
وامقتها كل فجر جديد
أريد وأشعر أني أحس
ويسخر مما أحس الوجود
وأرغب في حلم غامض
فليس له هيكل أو حدود
وأنفر من كل ما في الوجود
وأهرب من كل شيء أراد
ففي عمق نفسي صوت غريب
يعلم قلبي ازدراء الحياه
ويصرخ بي: اهربي اهربي
ويتعب إحساس روحي صداه
فاهتف يا عالمي: لا أريد!
وتصرخ بي ذكرياتي: النجاه!)
يا"نازك" لم تعتد روحي الهروب، أشتاق أراني اضحك، اسمع صوت بكائي، وأناقش وأشاغب، اكتب وأرد على مايُكتب، للطفلة التي تسكنني، لكيف وماذا ولمن ألبس؟!
أحن لنوم لا يمر من دروبه الضيقة الكوابيس، أتمنى ألا أكبر وأتلوث ويتغيّر لوني.