د . م . عبد الله أحمد
المثقف هو إنسان واع له اتجاه اجتماعي وشعور بالانتماء يفرض عليه الالتزام ازاء مجتمعه، وقد يكون أي انسان عادي او ذو تحصيل علمي بدرجة ما لديه معرفة متنوعه أكثر من المجال التخصصي الضيق ،الا أن المعضلة الكبرى في المجتمعات العربية والاسلامية تكمن حسب علي شريعتي في ..
المُنتقِبين بالدين ممن يسيطرون على عقول بسطاء الناس، "إي تسيس الدين واستخدامه من أجل الحصول على سلطة ومكاسب سياسية وصولا الى الزج بهم في أتون التطرف" ، من جهة أخرى كيف يمكن الانعزال والسير في فضاءات صوفية وعرفانية و الامبريالية والاستعمار تتحكم بابناء الوطن .
ويقول …
"ان العرفان يوجد في الانسان مشاعر معنوية وقيما متعالية نفسية وروحية تنفي وجوده وروحه وتكملها ،لكنها تجعل الفرد غافلا وغير مكترث ببعض الكوارث التي تجري حوله ، الامر أشبة برجل منعزل في خلوته الروحانية والمعنوية ،وصل الى سدرة المنتهى محلقا في معراج معنوي عظيم ، لكنه لا يعلم ما يجرى حوله من ظلم وكوارث وفقر وجهل ورزيلة وانحطاط الانسان ، وهذا الفلاح الافتراضي نوع من الانانية ، الاعجاب بالنفس اي قطع علاقته بواقعه تماما ، اي يسير بطريقه الى الجنة ، ودخول الجنة لا يهم ، المهم أن تدخل الجنة إنسان .."
وبالتالي …
لا بد من سلب سلاح الدين من هؤلاء المتذرعين به،" إي ابعاد الدين عن السياسة إلا أنه قيمة أساسية وبدونه تكون الحياة عبثية (الفلسفة الوجودية )"، وبعدها يمكن التعمق بالافكار الدينية والفلسفية .
أفيون الشعوب ..
الدين السياسي والدين الذي يلقن بالطرقية السائدة هو أفيون الشعوب، ولا بد من الشك للوصول الى الحقيقة
"ان ايجاد الشك بين هؤلاء الناس هو خدمة أكبر وأجل من اليقين ، لان اليقين الذي يلقن بهذا الطريقة يكون كمادة الافيون ولاقيمة لهذا اليقين ،الشيء القيم هو ما يحصل بعد الشك والقلق والاضطراب والالم ، ألايمان بعد الكفر "
العشق ..
ويبقى العشق المتكامل مع المساواة والحرية " العشق طافة وحرارة لا تولدها السعرات الحرارية والبروتينات التي تدخل الجسم ، بل له مصدر غامض يمنحني قيما اعلى واسمى "
الانفصال عن الواقع …
والعرفان المنعزل مثله مثل الانفصال عن الواقع كما هو حال الشاعر الفرنسي غوتيه
"انني افضل النوم ، عن الجلوس ، والجلوس عن الوقوف ، والبقاء في البيت على الخروج الى الزقاق ، ولا أعرف شيء عن الحرب التي عمت العالم ، الا إن هشمت رصاصة زجاج نافذتي "
أي أن ارتقاء الانسان وبناء المجتمعات يتم من خلال ثالوث العرفان والمساواة والحرية