ولد الكاتب والفنان التشكيلي العالمي عيسى بعجانو عام 1954 في مدينة اللاذقية واختار لنفسه لقب هيشون وهو اسم قريته كما أنه إله الكائنات البحرية وإله البحر في اللغات القديمة .
عاش طفولة بسيطة فقيرة لينتسب في مراهقته إلى مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية لكنه لم يتابع دراسة الفن في الجامعة بل درس الرياضيات نظراً لحاجته لتأمين لقمة عيشهِ ، ولم يمنعه ذلك من ممارسة هوايته التي أحبها في الرسم والكتابة فأقام عدداً من المعارض بتشجيع من أصدقائه وأقربائه الذين أحبوه وفخروا به دائماً كما حصل على جوائز أولى في القصة القصيرة وترأس تحرير مجلة صدى الجامعية…. . وفي عام 1980 أسس مجموعة أوغاريت التشكيلية ثم مجموعة الأبابيل التشكيلية، وقد اهتّم من خلالهما بالأدب الأوغاريتي وأدب بلاد الرافدين وكانت هاتان المجموعتان متميزتان بنشاطاتهما المتعددة في مختلف المحافظات من معارض إلى ندوات إلى محاضرات .
سافر هيشون إلى روسيا وعمل فيها خمس سنوات وهناك قدم أجمل أعماله التي لمسنا فيها تغييراً كبيراً عما سبق.
قدم دراسات عن الأدب الأوغاريتي والرافدي، ملحمة جلجامش ( البنية المكانية والفكرية)، ذاكرة الشكل (دراسة في بنية الشكل والقيم الدلالية والذاكرية) .
عرض لوحاته في معظم المدن السورية كما عرضها خارج سورية في (موسكو وبطرسبرغ و بخارى و باريس و بيروت ….) .
له ثلاثة كتب مطبوعة (شلالو لا قبر له) /قصص/، (طائرة هيشون )/قصص/، (حديث التراب) /شعر/ وله كتاب لم يكتمل بعنوان ( ذاكرة الأشياء) .
يُعّد هيشون رمزاً من رموز الحركة التشكيلية السورية، شكل لنفسه هوية فنية خاصة به بحيث يتمكن المشاهد من تمييز أعماله قبل أن يقرأ الاسم .
رحل هيشون وفي جعبته الكثير تاركاً وراءه مشاريع كثيرةً وأفكاراً وأحلاماً ودّ لو يحققها، رحل في زمنٍ مبكرٍ في 29- 12 – 2011 وهو محاط بكلِ أصدقائه و أحبتهِ الذين لم يتركوهُ لحظةً في مرضه بل ظلّ دارهُ ومرسمهُ ملتقى للفن و الأدب حتى آخر لحظات حياتهِ بل حتى بعد ذلك و إلى الآن.
اعداد محمد عزوز
( بتصرف عن جريدة الوحدة )