بقلم هشام هاشم الشريف
بين مرحب وغاضب لعودة سفارات دول العدوان على سوريا الى دمشق تختلط المواقف وتشتد الحوارات ولكلِّ مبرراته وحججه المقنعة .
في البداية لا انكر على احد موقفه من حيث موقعه وتضحياته فالالم الذي تسببت به دول العدوان لسوريا الوطن والشعب والمقدرات لا يستهان بها فأم الشهيد وعشاق قاصيون وتدمر لم ولن يتقبلوا مصافحة سفيرا تلطخت يداه بالدم السوري ومعهم الحق الكامل في ذلك فالجرم لا يوازيه جرم آخر فبيننا وبينهم بحر من الدماء يستحيل تهميشه والتقليل من شأنه وتجاوزه.
ولكننا خضنا هذه الحرب وكان رأس مالنا ايماننا الراسخ بحقنا وموقفنا وثقتنا الكاملة بقيادتنا وحكمتها وحنكتها وانتصرنا وكانت هذه القيادة عند حسن ظننا في كل مفصل من مفاصل هذه الحرب وقادت هذه الحرب بحنكة واقتدار ابهرت العدو قبل الصديق واننا نجدد الثقة بهذة القيادة ونلتزم بما ترتئيه.
ان عودة السفارات هي اقرار اقليمي ودولي بانتصار سوريا واعادة تموضع لقوى العدوان وتقبل لرؤية سوريا ومقارباتها العربية والدولية وفتح الباب لسورية للفعل والتأثير في الحديقة العربية والدولية بما يخدم قضايانا الاستراتيجية .
إن جردة حساب للارباح والخسائر من عودة السفارات تعطي افضلية للقرار السوري بالموافقة على فتح هذه السفارات والمبنية على الاقرار الواضح بانتصار سوريا واندحار قوى العدوان .
إن الرومانسية والعواطف لا تخدم كثيراً المعركة الاساس وتحد من قدرتنا على الفعل والتأثير ، والواقعية السياسية و(بدون تنازل عن الثوابت) تعطي فرصة لادارة ناجحة للأزمة وبرأيي ليطمئن القاصي والداني وكل محبي سورية بأن سورية تسير بخطى واثقة نحو الاهداف الاستراتيجية لامتنا العربية ولن يضيرها وجود هذه السفارة او تلك بل بالعكس ستكون قادرة على الاستفادة من وجودها وستنفتح على ميادين السياسة بكل قوة واقتدار.