أحمد يوسف داود
ـ 1 ـ
تلكَ الجكايةُ كيفَ تُروى؟!..
أيُّ بَدءٍ كانَ..
هل كانَ الغَبوقُ بلا اصطِباحِ؟!.
أوَيَمتَطي نَهرُ الدِّماءِ الرّيحَ..
أمْ هُوَ كانَ يَجري فاتِحاً مَسراهُ
من إرثِ المُباحِ إلى المُتاحِ؟!.
ـ 2 ـ
تتَبعثَرُ الآنَ الحِكايةُ:
ليس يُسألُ عابرٌ: (مَن أنتَ؟)
إلّا بالرّصاصِ..
وفي الرّصاصِ تَنامُ رائِحةٌ
تَعفّن تحتَها التّاريخُ والبشَرُ الصِّغارُ
فصارتِ الأحقابُ حُبلى بالسِّفاحِ!.
لاشيءَ يُشبِهُ قاتلينَ
يُدافِعونَ عنِ الإلهِ بِمِخلَبِ الشَّيطانِ:
في التّكبيرِ يبتَسمُ الذبيحُ لخِنجَرِ المَعنى..
وفي الدّولارِ صَوتُ اللهِ مَصرورٌ
كطفلٍ في القِماطِ
وعدَّلَ التّنزيلَ عنْ ذَبحِ الأَضاحي!.
ـ 3 ـ
تَتبعْثرُ الآن الحِكايةُ..
سادةُ الأخْتامِ خَلفَ مَكاتبِ البَيعِ الجَليلَةِ
يومِئونَ ويَقبِضونَ
فيَسقُطُ الشُّهداءُ والفُقَراءُ في الأدراجِ..
لكنّ المَدائحَ تَستقيمُ على مَنابرِها
وقدْ زَنَتِ البَلاغةُ بالجِراحِ!.
وتدوخُ في الوَرقِ الحِكايةُ..
حين ينتصرُ الخَرابُ على الحَياةِ
تدورُ أشلاءُ الحَياةِ لتَستَغيثَ بفاسِدينَ
ومارقينَ منَ الحَياءِ..
فيُهرَعونَ مُهلِّلينَ كأنّهم أبْطالُ إنقاذٍ
لخَيلٍ عاثراتٍ في الجِماحِ!.
ـ 4 ـ
نَتقاسَمُ الآنَ الحِكايَةَ صامِتينَ..
لنا رَغيفُ الحَمْدِ أنّا لم نَزلْ أحياءَ
لكنّا جِياعُ الرُّوحِ ـ بينَ دُموعِنا ودِمائِنا ـ
لِلقوْلِ (لا..!)..
ونخافُ أنّا رُبَّما نَهذي قَليلاً كالدُّيوكِ
وأنْ نَخالَ الفَجرَ يطلُعُ بالصِّياحِ!.
نَتقاسَمُ الآن الصّدى بَعدَ الحِكايةِ:
(نحنُ قَتلاها)؟!.. نعمْ!..
وهمُ الأعِزّةُ بازدِهارِ قُبورِنا فيها..
وفي غَصَصِ الكَلامِ بَقيّةٌ مَتروكةٌ للخَوفِ
إنْ هوَتِ الرِّوايةُ في طَريقِ السَّردِ
عابِرَةً إلى الحَقِّ الصُّراحِ!.