د . عبد الله أحمد
على الرغم من المظاهر الحضارية والتقدم المذهل في كل المجالات …الا أن سلوك الولايات المتحدة الامريكية يعكس حقيقة أنها الدولة الوحيدة التي تتصرف بطرقية عدوانية متوحشة من اجل الهيمنة على ثروات العالم ،بنفس الطريقة التي كانت تستخدم من قبل القبائل البدائية المتوحشة، أي استباحة كل شيء من أجل الاشباع الغريزي " الطعام والجنس" …ووصلت الى اخطر مرحلة في استخدام العنف "بشكل فوضوي" وهذا بحد ذاته يعتبر أكبر خطر قد يواجه الوجود البشري على الاطلاق ..
في المقابل فإن سلوك الامم المختلفة، وحتى تلك التي تناهض هذا السلوك الشاذ ، لا تهتم لامور جوهربة مثل العدالة والمساواة ، وتمارس العنف والافقار عن غير وعي أو بشكل منظم في تكرار لسلوك الولايات المتحدة ، وهذا بدوره يؤدي الى حصول فجوة بين النخب والطبقات الاخرى في المجتمع الذي قد يقود الى إنهيار الدول …
العالم يتغير بسرعة مذهلة ، ولم يعد ممكنا المحافظة على الاستقرار والامن أو على الثروات البشرية الا من خلال فائض اخلاقي منبثق من سلوك يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة ..
ولم يعد ممكنا استخدام الادوات القديمة الايدولوجية أو الدينية بشكل منفصل عن الواقع كون الوعي الجمعي قد راكم من المعرفة ما يجعله يرفض القيم المصنعة والمقدمة على شكل جرعات واساطير في قوالب جميلة بينما يدرك في كل لحظة أن البيئة والواقع الهش تحتاج الى أدوات مختلفة لكنها غير متاحة ..
فلا قيمة للثروة في ظل التخلف، ولا قيمة حتى للاساطير إن لم تنعكس إيجابا على حياة الشعوب ، والقوة الحقيقة هي قوة المعرفة والفكر …أما الثروات فهي متوفرة في كل بلدان العالم وبتنوع مذهل
إنها مسالة سلوك تدفعه المعرفة ومن ثم الادراك في ظل نمط أخلاقي يضمن المساواة والعدالة …وإلا فإن الانهيارات سوف تتواصل في كل مكان من هذا العالم