مهند صقور
" القصيدة بينَ نزفِ الشّاعِر ومزاجِ النّاقد"
شَاعِرٌ أنا وأيّ شاعِرٍ عندما أنتصِرُ للوطنِ وجراحاتهِ .., وشَاعِرٌ أنا ونبيّ عندما أكونُ لسانَ حالِ المُعذّبينَ والمظلومين والبؤساء .., وشاعرٌ أنا ومؤرّخٌ عندما أُوثّقُ صُمودَ شَعبِنا وبُطولاتِ جيشهِ وتضحياتِ شُهدائهِ الأبرار .., وشاعِرٌ أنا ومُحارِبٌ عِندما أُواجهُ الإرهابَ وبطشهِ وبربريتهِ بالكلمةِ الشّعريّةِ الحُرّة .., وبالبيتِ الشّعريّ المُلتزمِ المُقاوِمِ .., شاعِرٌ أنا وشاهِدٌ عندما أكشفُ زيفَ العُملاءِ ونِفاقِ الانتهازيين .., وشاعِرٌ أنا عندما أُعرّي ضِعافَ النّفوسِ وتُجّارَ الحروبِ وسماسِرةِ الكلمةِ والموقف .., شَاعِرٌ أنا عِندما أكتبُ بنبضِ قلبٍ .., وهسيس روحٍ .., ونزفِ جرح .., لِهذا كلّه وُلِدَ الشّاعِر .., ولأجلهِ يعيشُ ويحيا .., وعليهِ يموتُ .., وهذا ما تُؤكّدهُ كلّ شعوبِ العالمِ عبر مراحلها .., وتفخرُ به كلّ الثقافات والآدابِ العالميةِ .., ويُدوّنهُ التّاريخ عبر صفحاتهِ .
وبالرّغمِ مِنْ كلّ هذا أجِدُني حائِراً بينَ أنْ أكونَ أو لا أكون .., بينَ أنْ أُلقي بالقلم جانِباً وبينَ أنْ أكتب .., وبالتّالي أنْ أكتبَ فهذا يَعني أنْ أدفعَ بِما أُريدُ قولهُ إلى الدّاخلِ وأُظهِرُ ما لا أريدُ قولهُ على الورق .., يَعني أنْ أُبرّرَ فأنا دائِمَاً في موقِفِ الدّفاعِ .., الدّفاع عن وجوي .., عن تصرفاتي .., عن ثقافتِي .., عن شهيقي وزفيري .., عنْ جراحي النّازِفةِ .., وبالتالي الدّفاع عن هويّتي التي تتضمّن كل ما ذكرتهُ آنِفاً .., كلّ ذلك وأنا أعلمُ أنّ هناكَ مَنْ لا يَقرأ مُنقّباً عن فكرةٍ جديدةٍ .., أو معرِفةٍ أو فائدةٍ مَا .., ولكن بِهدفِ البحثِ عن خطأٍ مَا يصلبني عليهِ هنا …., أو شطحةٍ تغدو جريمةً أُعاقبُ عليها فقط لإنّي قلتَ ما لا يجرؤ على قولهِ .., وتكلّمتَ بِما لا يستطيعُ الرّدَ عليهِ .., وخرجتُ على خنوعهِ وخوائهِ وجهلهِ .., وتمرّدتُ على منطقهِ التّعيسِ المُقفِرِ مِنْ كلّ مُقوماتِ المنطق .., والمُفتقرِ لِكلّ شرائطِ الاستمرارِ والدّيمومةِ .., والنتيجة الإقصاءُ المُتعمّدُ المَبنيّ على عداءٍ مُسبقٍ لا يعلمُ أسبابهُ إلّا هو .., ومن ثُمّ الجلد لا مَحالة ..
وفيما يلي قِصّتي مع الهيئة العامة السوريّة للكتاب ..,
كالعَادَةِ وكغيري مِنَ الكتّاب والشّعراءِ والأُدباء الذين يقومون بتقديمِ خُلاصة أعمالهم ونتاجهم إلى الهيئةِ المذكورة للحصولِ على موافقةٍ بالنّشرِ وأُشدّد على كلمةِ / موافقة / تقدمتُ العام الفائتَ بِمخطوطٍ شِعريّ بغيةَ الحصولِ على أذنٍ بالنّشر أو موافقةٍ أو ضوءٍ أخضرٍ سمّوهُ ما شئتم وبعد حوالي السّنة تقريباً راجعتُ الهيئةَ مُستفسِراً سائلاً عن الموضوع وبعدَ البحث عبر أروقةِ الهيئة تمكّنوا من العثورِ على ملفِ اللجنة المُحكّمة مُزيّلاً بِعدمِ الموافقةِ على نشرهِ .., طبعاً بعد أن بحثوا عن المخطوط الذي لم ولن يجدوه وعِندَ سؤالي عنِ السببِ أجابني المسؤول المُختص في قسمِ التأليف بِما يلي :
بعد قراءةِ مخطوطكَ قرّرتِ اللجنة / المؤلفة مِنْ شاعرين / عدمَ الموافقة على النشرِ للأسبابِ التالية :
1- المخطوطُ بشكلٍ عامٍ يحتوي على قصائد مشحونةٍ بالتّحريضِ الطّائفي الذي لا تُحمدُ عُقباهُ لا حقاً .
2- في قصيدتكَ المُهداة إلى بدويّ الجبل لاحظتِ اللجنةُ أنّ هناكَ احتقاراً مفضوحاً لكلّ شُعراءِ الحَداثة .
3- مُعظم قصائدِ المخطوطِ مُوجهة إلى أشخاصٍ تربطكَ بهم علاقات شخصيّة وهذا لا يجوز .
4- البعض مِنْ قصائدِ المخطوطِ تحتوي على مُفرداتٍ صعبة .
5- المخطوطُ وللأسفِ مُغرقٌ في الذّاتية ولم يلحظُ فيهِ أيّ تجديد يُضيفُ فائدةً للمكتبة الشّعرية
6- الشّاعرُ مُتمكّنٌ وبدرجةٍ كبيرةٍ مِنَ اللغةِ وبلاغتها شكلاً ومضموناً .., ومُتمكّنٌ أيضاً مِن قواعِد اللغة حيثُ لم يُعثر على أيّ خللٍ قواعِديّ في المخطوط
7- الشّاعر مُتمكّنٌ وبامتياز مِن بحورِ الشّعرِ / الخليلي / وخاصةً عمود الشّعر .., بِمعنى أنّ الشاعر لم يخرج عن الشكل الشِعري المألوف سواءً من حيث العمود أو التفعيلة .
هذهِ بعض المُقتطفات التي قرأها لي المسؤولُ المُختص في قسم التأليف في هيئة الكتاب والتي كانت سبباً في عدمِ الموافقةِ على النّشر .
إذا وبناءً على قراراتِ اللجنة وتوصياتِها المُلزِمةِ والغيرِ قابلةٍ لِأيّ طعنٍ تمّ رفض المخطوط وإلقاؤهُ في حاويةِ نفاياتٍ على مدخلِ بناءِ الهيئةِ المذكورة .
ما لم أكنْ أعلمهُ هو متى تحولتِ الهيئة العامة للكتاب إلى دارِ فتوى تُصدِرُ أحكامَها / فتاويها / بشكلٍ مزاجيٍ مُضحكٍ بعيدٍ كل البعد عن الموضوعيّةِ ..؟ ومِنْ ثم أيَنَ التّحريض الطائفي الذي زعمهُ وبشّرَ بهِ وحذّرَ منهُ أحد أعضاء اللجنة المُوقّرة ..؟ وهل الإشارة إلى العِصابات الدّاعشية وجرائمها وفظائعها بحق الشعب السوري يُعتبرُ تحريضاً طائفيّاً .؟ وهل الإشارة إلى ما قامت بهِ بعض الأنظمة العربية من رعايةٍ ودعمٍ لهذهِ العصابات يُعتبرُ تحريضاً طائفياً .؟ إذاً لماذا يقوم الجيش العربي السوري بمحاربةِ هذهِ العِصابات .؟ والأهم من ذلك كُلّهِ ما هي وظيفة الشِعر والشّاعر إذاً .؟ حبّذا لو دلّنا العضو المحترم على ما زعمهُ تحريضاً وأتحدّاهُ هو وهيأتهُ إذا كانوا يستطيعونَ ذلكَ إلّا ادّعاءً ووهماً .؟!
في قصيدة " الكوكبِ الوضاء" المُهداةِ إلى الشّاعرِ الكبير بدويّ الجبل ادّعى المُحكّم الفاضل أنّ هناك احتقاراً لكُلّ شعراء الحداثةِ . وسُؤالي لحضرتهِ الكريمة كيفَ خلصَ إلى حُكمهِ هذا ..؟ ولماذا تعميمهُ السّافر هذا .؟ والأهم لماذا جعلني أقولُ ما لم أقوله وهذهِ هي الأبيات التي دعّمَ بها حُكمه :
والشّعرُ : مزّقهُ ادِعاءُ زعانِفٍ
…………………………………. وتزعّمتهُ : عَناكبٌ عمياءُ
وثقافةٌ – ضجّتْ بها صفحاتُهم
………………………………… مَعلولةٌ – وحداثةٌ جوفاءُ .؟!
المُدّعونَ بأنّ "قسّاً " جدّهم
…………………………………. الواهمونَ بأنّهم : خُطباءُ.!!
العاشِقونَ الوهمَ في شَطحاتِهم
………………………………….. بعقولهم يتلاعبُ الإغراءُ!
العَارضونَ على المنابرِ عُريَهم
………………………………….. والشّعرُ يشهد أنّهم تُعَساءُ!
الشّاربونَ مِنَ البلاهةِ كأسَها
………………………………….السّائرونَ وفي العُيونِ قذاءُ!
وسؤالي لحضرتهِ : هل كلّ ما نقرأوهُ أو نسمعهُ يُعتبرُ شِعراً .؟ وهل كلّ من نظمَ يُعدّ شاعراً ..؟ وهل يُنكِرُ حضرتهُ أنّ هناكَ الكثير مِمّن تقومُ هيئتهُ العتيدة بطباعةِ أعمالِهم ونِتاجاتِهم لا يَعرِفونَ مَا يَكتبونَ ولا يفقهونَ للشعرِ معنىً أو مَبنى.؟ وهل جميعُ ما يُنشرُ عبر الصّحفِ والمجلاتِ مِمّا يتوهم أصحابهُ أنّهم شُعراء وأتوا بما لم تستطعهُ الأوائلُ يجوزُ تسميتهُ شِعراً .؟ وهل وهل .؟
ادعى المُحكّمُ العتيدُ بأنّ مُعظمَ قصائدِ الدّيوان موجهة إلى أشخاصٍ مُحدّدين .., فليقُل حضرتهُ ما المانع في ذلك , وأينَ المُشكلة ..؟ وهل هذهِ هي الطريقةُ المنطقيةُ في قراءةِ الشّعر ونقدهِ وتحكيمه .؟ وهل هذهِ وظيفة لجنة التّحكيم .؟ إذاً فليذهب أبو تمام والمتنبيّ والمعريّ وغيرهم الكثير من الشعراء إلى جهنم .., وليُضربُ بأشعارهم عرضَ الحائط .., وأظنّ أنّ شاعرنا المُحكّم قرأ دواوينَ مَن أشرتُ إليهم وشاهد أنّ أغلب قصائدهم موجهةٌ إلى أشخاصٍ مُحدّدين .؟ فما هذا الهراء الذي تحدثَ بِهِ .., وما هذا العذر الواهي الذي تعلّقَ بهِ وبنى عليهِ حُكمه .؟
قال حضرةُ الشّاعر المُحكّم أنّ العديدَ مِنْ قصائِد الديوان تحتوي على كلماتٍ صَعبة . هل كان واعياً لما قالهُ .؟ وهل فعلاً كانَ جدّياً في اكتشافهِ العبقريّ المُنقطع النّظير الذي في اعتقادي لم يسبقهُ إليه أحد لا في السابقين ولا اللاحقين .., وهل تخلو قصيدةُ منذ الجاهلية إلى يومنا هذا مِنْ كلماتٍ صعبةٍ تحتاجُ إلى معاجم تُبيّن وتشرحُ معانيها .؟ إذاً هذهِ مشكلتهُ هو لا غيرهِ ..! وهنا أهمسُ في أُذنِ شاعرنا المُحكّم بقولِ أبي تمام وقد سألهُ أحد المُحتجين كعضو اللجنة الموقّر : / لماذا تكتبُ ما لا يُفهم فأجابهُ أبو تمام : ولماذا لا تفهمون ما أكتب / وإذا كان يعرفُ مُسبَقاً أّنهُ غيرُ قادِرٍ على هذهِ المهمة فلماذا وضعَ نفسهُ في مكانٍ ليسَ لهُ ..؟ وبالله هذا عذرٌ أقبحُ من ذنب ..؟!
توهّم المُحكّمُ الجهبذ أنّ المخطوطَ مُغرِقٌ في الذّاتية .., كيفَ توصل إلى ذلكَ .., وقبل ذلكَ كان قد أشار إلى أنّ معظم قصائد المخطوط مُوجهة إلى أشخاص مُحدّدين ..؟ ما هذا التناقض ..؟ ولنُسلّم جدلاً بادّعائهِ فهل إبراز الشّاعر هويّتهُ يُعدّ إغراقاً في الذّاتية .؟ حبّذا لو أشارَ إلى ذلكَ ببعضِ الأمثلةِ وأتحداهُ أن يجد ذلك إلا في أوهامهِ ..! ومن ثمّ ما هي الفوائد التي كان يبحثُ عنها مُحكّمنا الجهبذ .؟ هل التصفيق للعصابات الإرهابية هو ما يبحث عنهُ .؟ وهل السكوتُ والاختباء خلف الادّعاءات الواهية هو ما كان يُريدهُ من قراءتهِ للديوان ..؟ وهل يريد حضرتهُ أنْ نكتبُ ما يُريدهُ هو .؟
أمّا فيما يتعلق بالملاحظتين الأخيرتين :
الشّاعر مُتمكّنٌ وبدرجةٍ كبيرةٍ مِنَ اللغةِ وبلاغتها شكلاً ومضموناً .., ومُتمكّنٌ أيضاً مِن قواعِد اللغة حيثُ لم يُعثر على أيّ خللٍ قواعِديّ في المخطوط
الشّاعر مُتمكّنٌ وبامتياز من بحور الشعر / الخليلي / وخاصَةً عمود الشّعر .., بِمعنى أنّ الشاعر لم يخرج عن الشكل الشِعري المألوف سواءً مِن حيثِ العمود أو التفعيلة .
هنا الطّامة الكُبرى .., إذاً أينَ المُشكلة في الموافقةِ على النّشر ..؟ أليستْ هذهِ هي المُهمة الأساسية لأيّ لجنةِ تحكيم .؟ ومِنْ ثمّ أليسَ دور اللجنة كشف الأخطاء والإشارة إليها وتصوبيها ..؟ أليسَ على أعضاء اللجنة الالتزام بما كُلّفوا بهِ وعدم وصايتهم على الشّعر والشّاعر .؟ أم أنّ اللجنة لها الصلاحية المطلقة على الشّاعرِ فكراً ولغةً واعتقاداً ومواضيعاً ووحياً .؟
للجنةِ الموقّرة أقول : لقد عرضتُ الدّيوانَ على العديدِ من الشعراء والنّقّاد / ومعظمهم مِمِّن تنشرُ الهيئةُ لهم / لإبداء مُلاحظاتِهم عليه .., والجميعُ أثنوا عليهِ وأشاروا عليّ وشجعوني على إرسالهِ للهيئة …, وهذهِ ملاحظة الشّاعِرة والأديبة الدكتورة هيلانة عطا الله / وهي مَنْ هيَ في حقل الثّقافةِ والأدب / على الديوان بعدَ أن قرأتهُ :
" قرأتهُ وسررتُ بتمكنكَ مِنْ أدواتكَ الفنية وقدرتكَ على جعلها تحتوي أفكاركَ الثرة ومشاعركَ وجوانياتكَ ، وأتمنى لك التألق "
كلمةٌ أخيرةٌ للجنةِ الموقّرةِ : كلّ قصائد الديوان تمّ نشرها في الصحفِ المحلّيةِ والمواقعِ الإلكترونيةِ المحلّيةِ والعربية .., والبعضُ منها أُجريتْ حولها دراساتٍ نقديةً لإدباءٍ ونُقّادٍ يُشارُ إليهم بالبنان .. ولهم الباع الطويل في هذا الحقلِ الأدبيّ الرّائع .
في الختام أُعيدُ ما قلتهُ في المُقدمة أنا شَاعِرُ وأيّ شاعرٍ .؟ ولا أنتظِرُ أنْ تَمنحوني هذا اللقب .., . فاسمعوني جيداً :
والشّعرُ …,
………. أضحى مُستباحاً ..,
……………………………… عرشُهُ
والأدعياءُ ….,
………………. استعمروهُ وعربدوا.!!
أخشى على ….,
………………. الشّعرِ المُقدّسِ ..
………………………………… سرّهُ
أنْ يستبدّ بهِ …….,
…………………….. : الدّعيّ الأنكدُ.!
أخشى على …,
……………….. الذّوقِ الرّفيعِ يحطّهُ
…………..طاغٍ ……,,
………………..ويُفسدهُ السّفيهُ المُفسِدُ.!
في جاهليّتنا …,
……………….. التي لا تنتهي
………… في مهدها كلّ …,
…………………….. المواهبِ تُوءدُ.؟!
مِنْ حسنِ حظّي …….,
……………………أنّني لا أشتهي
…… ما ليسَ لي ….,
…………………….أبداً ولا أتصيّدُ..!!
خطأُ الزّمانِ بأنّهُ …… :
………………………….. مُستعجِلٌ
……. وإلى مناياها …..,
……………………. الأماني تنهدُ..!!
ما لي …..,
………………… وللأسواقِ قد طلّقتُها
…., فـ"ـعكاظُ " قد صغُرتْ …,
………………….وضاقَ " المربدُ".!!
أنا شاعرٌ ….,
………………. يُطوى الفضاءُ أمامهُ
…….. ووراءهُ ….,
……………..تمشي الشّموسُ الخُرّدُ..!
وإليّ …,
……………….. كلّ قصيدةٍ خلاّقةٍ ..,
….., وحكايةٍ في ….,
……………..عشقِ " سُعدى" تُسنَدُ.؟!
وقصيدتي ……:
…………………… أمّ القصائدِ كلّها
…, مِنْ رحمِها …,
…………………..كلّ القصائدِ تُولَدُ.!
أنا مثلُ " سُعدى"…..,
………………….. لا أموتُ ….,
……….. فمولدي :
……. أزلٌ كمولدها ……,
………………….. وعمري سرمدُ.!!
مُهنّد ع صقّور
جبلة – سوريا
2019/2/8