أحمد يوسف داود
أُذكّرُ قَلبي بأَغلاطِ أحلامِهِ
فيُجيبُ بِما يَكنِزُ الصَّمتُ من حُزنِهِ..
كانَ كالنّبعِ لايَتأرّقُ من زَقزقاتِ العَصافيرِ
أو من نِداءِ عِطاشٍ يُريدونَ ماءَ السَّلامِ..
ولا يَسألِ الطيرَ والوَحشَ من أينَ جاءتْ
ولا أين تَرحَلُ..
ماكان يعنيهِ إلّا صَفاءُ مَدائنِ أشواقِهِ
وجَمالُ الصُّوَرْ!.
وكانَ يُبعثِرُ مِسكَ غَزالاتِ مايَشتهي في غِناءٍ
ويُطلِعُ أقْمارَ عِشقٍ على التائِهينَ..
ويَرسِمُ أَعراسَ مَملَكةٍ من هَناءٍ لَهمْ
أو يُديرُ كؤوسَ المَسرّاتِ في ما يُسطِّرُهُ
من أساطيرَ عَنهمْ..
ويَعرِفُ أنّ الحَياةَ سَرابٌ يُقلِّبُنا في أباطيلِهِ
ويَقودُ رُؤانا كأنّا صَدىً هاربٌ
من جُنونِ القدَرْ!.
أُحاوِلُ تَرتيبَ أَهواءِ قَلبي
فيَهرُبُ منّي الحَنينُ إلى أُفُقٍ من طُفولتِهِ..
وتقودُ خُطايَ الغَرائِبُ حُبلى بآلامِها
وتدُلَّ على ما تَكشَّفُ من خَيبَتي
أوغَوى فاستَتَرْ!.
وما كنتُ أوّلَ مَنْ خانَهُ وَجَعُ الرّوحِ ممّا رآهُ
أنا عابِرٌ كالجَميعِ بكلِّ الغَرائبِ
عارٍ على غَسقٍ منَ نزيف الحكايات..
أودَعتُ روحاً – بأكفان أَوهامِها – في يدِ المَوتِ
ثم استَوَيتُ وَحيداً على طُرُقِ النَارِ..
لم يَبقَ لي غَيرُ لَونِ الحِدادِ
وأَطلالِ عُمرٍ تَساقطَ من عُشِّ خَيباتِهِ عاثِراً
فانْكسَرْ!.