م . سائر مقصود
اتخذ “ديلر المجتمع الدولي” قرارا بالاعتراف بسيادة الاحتلال الصهيوني على الجولان العربي السوري المحتل من هذا الكيان الغاصب الذي بدأت قضية الصراع العربي معه قبل أكثر سبعة عقود من الزمن
وللتذكير في زمن العتي الدولي والعمي العربي
فقد بدأ الصراع عبر مجموعة من عصابات اليهودية المرتزقة القادمة من كل أصقاع أوربا بدعم بريطاني لإجبار سكان الأرض على الرحيل سواء بشراء أراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم أو بالتهديد أو بالقتل والمجازر..
واستمر الأمر كذلك حتى يومنا هذا
وانتقل ثقل الدعم للكيان الغاصب
من بريطانيا التي بنت ممالك وامارات غير آبهة بالقضية وغير مهتمة بها وغير قادرة على التعبير عن التضامن معها حتى.
إلى بلاد العم سام الذي استلم من البريطاني استلام مطابقة واستلام تثبيت واستلام ضبط السطوة وترسيخ عبودية هذه الامارات والممالك له فأنشئ كل ما يلزم من بنية تحتية وتقنية لاستلاب المنطقة خيراتها النفطية وترسيخ بقاء الكيان الغاصب آمناً هانئاً تستكين له كل الشعوب ، وتقف تيجانه ضد أي فكرة أو مشروع أو قرار أو عمل أو إجراء لدحر الغاصب عن اغتصابه ولمنعه من قضم الاراضي ..
ولأن الحرب مع الكيان الغاصب ليست حرب عسكرية فقط وإنما حرب حضارة وحرب ثقافة وحرب تاريخ وحرب جغرافيا
فكان أن استطاع العم سام أن يبني ويدير لوكلاءه الهيئات الاذاعية والتلفزيونية والدرامي الانتاج شركات انتاج فني وقنوات فضائية استقطبت كل الخبرات بالمال واستقطبت كل صاحب رأي بمساحة رأي تهاجم كل شيء وتعبر عن كل شيء إلا عن عبودية الوكلاء للعم سام وتكتب في كل شيء إلا القضية المركزية والصراع وتعطي الرأي في كل شيء إلا في سطوة العم سام على المنطقة فأحالت هذه النخب “بتحفيز المال للذكاء الحرام” كل مشاكل الشعوب العربية وكل أزماتها الثقافية والاجتماعية إلى أي دولة أو أي منهج سياسي يعلن صراحة ويبني استراتيجياته حقيقة على أحقية الشعب الفلسطيني في أرضه وعلى تثبيت بوصلة الصراع والقتال والمواجهة والمجابهة للكيان الغاصب بدحره عن كل أرض مغتصبة وإعادة الحق لأصحابه
فكانت ومنذ بداية البث الفضائي العربي وتنظيمه عبر الاقمار الصناعية والقنوات الحوارية السياسية والبرامج الفنية والأغاني والمشاريع الثقافية والانتاجات الدرامية الضخمة على تشويه الذوق الاجتماعي العام وتحويل الجمهور العربي إلى جمهور شبق جنسياً فارغ ثقافياً استهلاكي يبني أحلامه خارج قضاياه الأساسية وينقل بوصلته نحو بوصلات وهمية سياسية واجتماعية ودينية ومذهبية وفنية ورياضية…
فأُخرجت العبارات السياسية الطنانة ضد دول المواجهة ودول ما زال كل ما يبنى فيها من استراتيجيات وقوانين وبلاغات وتعاميم متعلقة جذرياً بالقضية المركزية وبالصراع العربي الصهيوني
ورسخ العم سام عبر وكلاءه مجموعة من العبارات السياسية التي مُررت وثُبتت وبُني عليها مستتبعات من تنازلات وصراعات وتحالفات وندوات واجتماعات وثقافات
فصارت الكيان الغاصب يحمل اسماً ، وصار الصراع سلاما يجيز للجميع (المجرم قبل الضحية) العيش بسلام وحق العودة واجب بلا عودة
وصار كل شيء قابلا للاستثمار وللشراء والبيع
ومن بقي خارج الركب اتهم مرة بأنه خارج التاريخ ، ومرة بمعاداة السلام، ومرة بالتحالف مع غير العربي ضد العربي ، حتى وصلنا إلى زمن التكفير
فصار كل من يقف ضد الكيان الغاصب أشخاصاً وأحزاباً وتيارات ودول كافراً ضد الدين والعقيدة
وصار لزاماً على “ديلر المجتمع الدولي “أن يسمح ومن على طاولة القمار العربي أن يقدم الدعم بالمال والسلاح لكل غوغائي ولكل مرتزق لتدمير دول المواجهة ومجتمعات المواجهة وكل من يرفض احقية الكيان الغاصب باغتصابه للأراضي وللمقدسات بما فيها القدس ويعطي الحق لبعض مشايخ النفط من بناء شركات عقارية تشتري أراض فلسطينية لم يبعها أهلها عبر عقود الاغتصاب الغاشم تشتريها بشهوة المال أو بالشراكة مع عصابات جيش الاحتلال الصهيوني
فكان أن قام أخيرا “الديلر” وأمام أتباعه الصاغرين له كما البقر كما قال عنهم مرة أن زمن الصفقة الكبرى قد حان ، أن آوان صفقة القرن قد حلّ فلا فلسطين في التاريخ ولا القدس عربية ولا حق في عودة ولا أي أرض احتلت ستعاد لأهلها
وأمام كل هذا العتي والعمي
استطاع فنان شعبي بصوت جهوري أن يرمي عرض الحائط ادعاءات المفكرين وشهادات المثقفين المدعين ، وأعلنها صراحةً حتى الغناء بحضور هؤلاء حرام
وأن كل بيارة ستعود لأهلها وأن كل ليمونة ستنجب طفلاً وكل تفاحة ستنجب طفلاً وكل سنديانة ستصمد دهرا وكل زيتونة ستضيء روحاً وكل وردة سيفيح عبيرها طرباً :
من القدس إلى الجولان – صباح الخير سوريا