أحمد يوسف داود
فرسٌ إذا عبَرَ النّسيمُ بِعُرفِها
أرِقتْ على طَربٍ..
وهاَجَ بِها الحَنينُ إلى مَلاعِبِها
وأغْواها اليَسيرُ منَ المَطَرْ!.
فَرَسٌ منَ البرّيّةِ الأُولى..
إذا صَهَلتْ مِهارٌ في عَراءٍ
أطْلقتْ عَبثَ الحَوافِرِ
فاستَجابَ لها بغَمزَتِهِ الشَّررْ!.
هي أدْمَنتْ عِشقَ الرّبيعِ
ولم تزلْ تَهوَى الرَّحيلَ إلى شذاهُ..
وغَيرُها المَفتونُ بالإمتاعِ
في وَجَعِ الحَجرْ!.
وتظَلُّ يُضْنيها الرُّجوعُ إلى الصِّبا
فتَئِنُّ راجِفةَ الفُؤادِ..
وإنْ أبانَ الماءُ صُورَتَها ادّعتْ
غِشَّ المُصوِّرِ في الصُّوَرْ!.
وتَقولُ للماءِ: انْتظِرني..
ثم تَعبُرُ فيهِ راضِيَةً فيَحضِنُ ظِلَّها
ويذوبُ منْ شَغَفٍ بِها
وكَعاشِقَينِ يباشِرانِ مَعاً وَداعَهُما
بما يُملي الخَفرْ!.
هيَ ماتزالُ بلا رَفيقٍ كالبَتولِ
وقَلبُها ظمآنُ للنّجْوى..
وَسِرُّ العِشقِ معقودٌ بغُرّتِها
كنَجمٍ علّقَ الأنوارَ فيها ثم غادرَ
فاستَترْ!.