د . م . عبد الله أحمد
أين أنت …سأل وسألت ، أُرجُوحَةُ تتمايل بلا نهاية بين القاع و الذُّرْوة..وفي سلسلة ما بين سمو واحباط ، وظلمة وضياء ..وبئس وأمل …وجمود وعطاء …لكن السياق يتغير فلا تعرف في لحظة ما ….لا تعرف فيما اذا كنت في الذروة او القاع ..لان “المعرفة” قد لا تجعلك تميز بين القاع والذروة…
والمعرفة ألم ومتعة …وهي ان تصل بطريقتك الى فهم كل ما يدور بشكل مجرد بغض النظر عم يشاع …وهكذا ندرك ولو بعد حين ..أن الحياة ملحمة مذهلة …وكل ما يحدث من حروب وعبث أوجدته قوى مظلمة كي لا ترى بعينك وبقلبك وعقلك كل الاعجاز الذي خلقت فيه …
وفي السرد التاريخي للاحداث تدرك أن معظم ما يقال ويروى مجرد أكاذيب وضعت لخداعك ..كي تتجرع الوهم …وفي العصر الحالي عليك ان تدقق …الاحداث امامك وعليك أن لا تصدق ظاهرها …فالاعلام في هذا العالم لم يعد وسيلة إخبار وانما وسيلة خداع وغسل للدماغ …فكيف بالسرد التاريخي الذي مضى عليه سنوات وسنوات وقرون …
هل يمكن للوعي الجمعي أن يتغير ؟ إنها المهمة الاصعب كانت ومازالت خلال عمر البشرية ولكن لا بد من بداية …
واين العرب ؟ غارقين في رمال الصحراء وفي الماضي السحيق ..ليس لكشف اسرار الحياة والتعلم من التجارب السابقة والدروس المستفادة …وقراءة كتب الحياة ، لكن من أجل اشباع حاجات غرائزية …وهروب من الواقع …
هكذا ترى أن السياسات العربية لم تستطيع ان ترسم تصورا للمستقبل ..بل للهروب من الحاضر ودائما الى الماضي …الارجوحة تحتاج الى قوة دافعة ..والعرب لاحول ولاقوة …
الحرب العبثية في اليمن وليبيا وسورية والعراق وفي كل البلدان حركتها رياح الماضي وكهنة المعابد المظلمة…لكن ما هي الدوافع لتدمير اليمن وسورية وليبيا وغيرها ؟..لا شيء الا الاشباع لفكر قبلي متحجر ..
لدينا كل المقومات ونتفوق على كل الشعوب على المستوى الفردي والقدرات وحتى على مستوى الارادة …ولابد أن يقوم هذا الشرق ليعيش الذروة ويترك القاع الى الابد …
لندع عوامل السياسة والجيوسياسة والمصالح ….لاننا نستطيع أن نكون المسارات الجيوسياسية وأن نكون فاعلين …لا أن نبقى على هامش تلك المسارات …
في النهاية …الارجوحة ….تنتظر من يحركها …والقلوب تنتظر بشغف مسار الفرح الذي يتناغم مع لحن لملحمة إنسانية مذهلة …من بوابة العالم في هذا الشرق المقدس .