أحمد يوسف داود
لم يَعُدْ يأْلفُكَ الشَّوقُ إلى التَّرحالِ
ها أنتَ بلا حُلْمٍ..
وكمْ كنتَ بِلا نَجمٍ يَقودُ الخُطوةَ الأولى
وَضلَّتْ عن أمانيكَ الحَقيبةْ!.
مُفرَداً صِرتَ على خَطِّ أقاويلَ مضَتْ..
لا تُوقِظِ الكأسَ فلم يَبقَ نَبيذٌ
رُبّما كانتْ دَوالي عِنبِ الرَّغباتِ وَهْماً
أوْ كأنّ القلبَ قد خانَ وَجيبَهْ!.
* * *
أنتَ مازِلتَ على إرثِ ضَلالاتِكَ:
مازِلْتَ أسيراً في يَدِ الطّفلِ الذي كانَ..
وقد عَمّدَهُ هذا التُّرابْ!.
لم تَزلْ رائِحةُ العُشبِ على الرُّوحِ..
وفي الرُّوحِ فُصولٌ بعَصافيرِ الأغاريدِ
كتَرنيمِ الدُّعاءِ المُستَجابْ!.
وعلى النافِذةِ المُغلَقةِ الآنَ يحومُ الليلُ:
ليلٌ في أحاجيهِ وأرتالُ كَوابيسَ..
وما في الرّوحِ مِمّا كانَ غابْ!.
هوَ ليلٌ غَصَّ مَهزوماً بصِرصارِ غِناءٍ..
قالَ نَجمٌ تحتَ سِترِ الخَوفِ: أمْهِلني!..
وفي لَمحٍ مَضى غَرباً وذابْ!.
* * *
ضاعََ ما ضاعَ ولم تَبقَ سِوى الذِّكرى..
خُيولُ الرُّوحِ نامتْ
لاصَهيلَ الآنَ يُغويها ولا تَغريدَ يَرويها..
وَصارتْ وَحْدَها فيكَ الغَريبةْ!.
إنّهُ وَقتُ نَزيفٍ عالِقٍ يُملي خَطاياك..
وطالتْ عَنكَ في أُرجوحةِ العُمرِ الحِكاياتُ
ومالَتْ شَهوةُ القلبِ إلى الصُبحِ..
فماذا بعدُ في صُبحٍ وقدْ أَملى مَعَ الفَجْرِ
غُروبَهْ؟!.