منيرة أحمد – نفحات القلم
أبغض الحلال إلى الله الطلاق
حين تصل قضية طلاق إلى المحاكم يحاول الفاضي إعطاء وقت كاف للطرفين لمراجعة قرارهم محاولا تقريب وجهات النظر وإبعاد الفكرة عن الزوجين … بعد أن يصل الطرفين والأهل لطريق مسدود في محاولة إصلاح ذات البين ….
ويشار بلبنان إلى المطلقين ويكثر الهمس واللمز … , البعض يراه الحل الأفضل لتجبن مزيد من مشاكل قد تؤدي لكوارث … متناسين أن الطلاق في حالات كثير يجلب الويلات خصيصا إن وجد أبناء … إضافة إلى ما يسببه للمرأة المطلقة بغض النظر إن كانت معابة بأي سبب أو لا … فهي الضحية .
هذا في العلاقة الزوجية … لكن هناك طلاق أكثر خطرا وأشد إذاء للمجتمع …هذا الطلاق الذي نادرا ما يتم التنبه إليه أو محاولة معالجته … معتبرين أن الأمر شخصي أسروي فقط .
وتزداد تلك الحالة في زمن الحروب إذ ينتفض كل من عاش فقدان الأهلية المجتمعة الخلقية ليكونوا على واجهة الحياة كأحد اهم محركي المنتج اليومي …
إنه الوباء الذي ابتليت به مجتمعاتنا ( إلا من رحم ربي )) وهم قلة وبكل شفافية وأسف
إنه الكارثة التي لا تبقي ولا تذر والتي يروج أصحابه إلى أن الزمن يتطلب ذلك ويدللون على ذلك بتفتت العلاقات وتباعد الناس وتشتتها متذرعة بشتى الحجج … من الجيل فاسد …. الحياة تتطلب ذلك …… كل شيء متغير ….
إنها الذريعة التي تهدد بتفكك كامل ليس للاسر بل لمجتمع بأكمله …
إنه الطلاق الأخلاقي … الطلاق القيمي …. فما كان لسنوات قليلة خلت يجمع أواصر الأسر ويلم بخيوط من قيم أواصر المجتمع .. بات خيطا من نار وغدر …. بات سكينا تذبح من ما زال محافظا على قيمه ويرفض الأبغض ….. يبتلع جحيم النكران والتجني ليبقي على جمرة الأخلاق متقعدة تنير ولا تحرق …
والسؤال هل هذا الطلاق أني نعتبره من مفرزات حرب كونية ظالمة … ولا يمكنه أن يستمر فالقاضي النبيه المحب يعمل على إصلاح ما مزقته عاتيات الزمن الأغبر …
هل سيتمكن القاضي من رتق تلك الخروق … ويعلن تحريم هكذا طلاق …؟؟؟
إنها الرسالة الأنبل التي يقع علينا جميعا عبء وشرف إعادة الوئام لتلك القيم …. ومنع بذور الطلاق الأخلاقي من الإنبات ….
نعم علينا قتل تلك البذور السامة قبل أن تقطعنا بلا رجعة ساعة الندم ..
ليكن زواجا أبديا مقدسا بيننا وبين قيمنا النبيلة .. حصننا الأقوى
لاتخرجو قمحا ولا شعيرا ولا مالا ،هذا العام أخرجو الجهل من عقولكم