من الطبيعي أن نقوض رغباتنا و نذواتنا و أنانيتنا في ظل الظروف الصعبة والقاسية التي تمر بها بلدنا والتي تجاوزتها بتلاحم عقلاء القيادة و المؤسسة العسكرية والشعب الصامد و بفضل دم الشهداء القديسين و آلام وإصابات الجرحى وهذا الصبر والدم والألم كان فخرا للوحدة والتلاحم و المحبة بين ابناء سورية بمختلف الوانهم وهذا التلاحم كان سبب حرف الموازين والنجاح بالإدارة الوطنية للحرب وزيادة الانتصارات وترسخ الثوابت في ظل محاولات جادة ومختلفة الوسائل لتقويض اي حل سوري و فرض حل سياسي خارجي تمزيقي تفتيتي ومحاولة اللعب على الاوتار الطائفية والمذهبية وكان هذا نجاح تاريخي للجمهورية العربية السورية في خلط الاوراق و ضرب المشروع الامريكي وادواته و زيادة تقوية سيادة قرارنا وتعدده.
وضمن هذا السياق كان الاتجاه لضبط وتنظيم الداخل ومنها المؤسسة الدينية عبر مرسوم توافق عليه كل الدوائر الرسمية وسط اصوات معارضة معدودة ومسلوبة الحجج و لتطفو مصالح اشخاص ودول قوضت مكاسبهم ولكن حسب الرؤية الغالبة كان هذا المرسوم اداة لضبط المؤسسة من حيث الخطاب والخطباء والسلوك والاموال وسط مسؤولية الوزير التابع لرئيس الوزراء والمسؤول عن تطبيقه.وقد تجاوزت ردود فعل بعض الاصوات النقد البناء ليصل للتخوين والشخصنة لأشخاص حسب الممارسة والمعرفة و الحوار معهم سلوك ذو طابع طائفي ومذهبي وحوار عندما تتقنه معهم تجرهم لعمقهم المتخندق..وما يهمنا أن اسلوب التصدي و الاخذ والرد جعل هناك بلبات وتخوين للمؤسسات المتبنية وهذا ما اثار سوء واذى للجو العام في ظل ارهاب اقتصادي حقير قذر من حصار وعقوبات ولعب بالدولار و في ظل دعم لوجستي لحرب استنزاف تخوضها المؤسسة العسكرية لادوات اقليمية برعاية امريكية وفي ظل صراع ونضال للوصول للحل السوري الجامع الذي يعارض مصالح الجميع .وبذلك التوقيت لفتح هذا الجدال والاهداف المرجوة منه مفاجأة والغاية لان المحصلة سلبية بامتياز.فالمجتمع السوري علماني السلوك بمعظمه و الضباب الذي انتشر اول الازمة له مايبرره لنقشع وتعود الالفة والمحبة و الإسلام السياسي ذو التاريخ والسلوك المشؤوم والذي هو بعيد عن روحانية الدين مقطوع الجذور وهذا السلوك يجر إليه من هم غير منتمين .وتعويم الظواهر السوداء لا تكون وفق هكذا معطيات بأنها تكون مسيسة ومدربة ووفق هذه الرؤى من المستفيد من بضع أصوات لم تعرف كيف تدافع عما تنادي به لا بالسلوك ولا بالثقافة ولا باختيار التوقيت ولا بمعرفة انعكاسات افعالها ولم تحترم الظرف التاريخي الذي تمر به البلد والمؤسسة العسكرية ليكون التوقيت موضع تساؤل ولم تتقن اسلوب الحوار الهادف ليكون الطريق المعوج التخويني التصادمي المبرمج هو المسرب .
ولذلك نرى أن الوقت الآن ليس لحرف الاعين والنفوس وليس للتشتيت و الثقافة لم تصل لأمان معرفي لحملة روحانية الاديان بأن العلمانية هي لحماية البلد وللاديان وليست موجهة للدين الإسلامي او ليست تحمل معنى الاباحية والالحاد كما كرسها البعض.ولذلك الحوار الحقيقي الترفيهي التنظيري يكون ببيئة النمو والتنمية والتطور وليس بوقت تحول تاريخي نحتاج لتلاحم وتعاون وتكاتف الجميع.ولا يهم القوانين ومحتواها بقدر اهمية تطبيقها وماسسة نواحي الحياة وقوننتها اسلوب حضاري لا يخشى منه في بلد صمد وصبر وانتصر..الوطن اغلى من الجميع ..البلد فوق الجميع مصلحة سورية فوق كل المصالح الفردية ..احترام العقائد واجب والنقد البناء ضرورة.والشتم والاتهامات والقذف والتخوين لغة الجهلة..
عاشت سورية حرة مستقلة غير طائفية
عاشت المؤسسة العسكرية
الرحمة لشهدائنا والقداسة للدم الطاهر
الدين لله..والجميع للوطن
منصة الحوار الوطني السوري
اللاذقية ١٠.٦.٢٠١٩