د . م . عبد الله أحمد
اعترف أنني أسامح نفسي… أصالح نفسي… وأحارب نفسي …وفي هذه الرحلة المدهشة نجتاز الطرق الوعرة ونصارع و نحارب ، فما نحن فيه ليس حياة وإنما صراع من أجل البقاء …..أين الخطأ وأين الصواب …وأين تكمن الحقيقة …وعن أي حقيقة نتكلم …فهناك حقائق صغرى وحقائق كبرى …وأخرى نتخيلها كذلك؟ …كل شيء نسبي وكل شيء خطأ وصواب في جانب ما …
نغرق في الحزن تارة وفي الفرح تارة أخرى ..وتقع الخطيئة في مكان وفي لحظة ما ، وفي لحظات تفيض النفس بالخير …وتستمر ونستمر إلى حين ….وكل شخص هو العالم والعالم هو أنت أو أنا ..وكل ما يقوم به البشر في كل الأنحاء والأجيال هو كل ما يمكن أن تقوم به أو يقوم به غيرك …إنها احتمالات كل الأعمال بل تنوع كل الأعمال بخيرها وشرها …والخير هو شر في مكان ما، والشر هو خير في مكان آخر …فالنسبية تخلط الأوراق والحالات..
هل تحزن وتعاني ويحل الظلم عليك ..ولكن من يهتم ؟ وأي معنى لذلك ؟ أين يصرف فرحك ؟ وانجازاتك ؟ هل تبقى للتاريخ ؟ ,عن أي تاريخ نتكلم …فالتاريخ يمٌحى مع مرور آلاف وآلاف السنيين ولا يبقى اثر ولا ذكر …إلا تلك الشيفرة التي يرثها جيل قادم في زمن ما كي يتنبئ بما كان إن دفعه الفضول …الهوة الجمعية التي يذوب بها الفرد والأمة في بصمة …إن كان هناك من حي يستطيع أو يريد القراءة …ولكن البصمة تبقى معك وحدك …وتتراكم معك لتقودك إلى طريق يبدو مبهما وغريبا ..ولا يمكن تخيله أو تصوره …لكنه حتما موجود …لذلك لا تعمل للتاريخ ولكن اعمل لنفسك …
الإنسان أنا وأنت ….الضحية والجائزة ….وقد تكون الزهرة أو البرعم أو نسمة الهواء ..أو تلك الأوتار المتراقصة في عمق الحياة هي الجائزة …والضحية
هل السماء هي فوق …أو في الأعلى؟ …إنها في الأعلى وفي الأسفل ولكنها فوق رأسك …والأصح أنها في عمق نفسك …وفي حرية روحك …فما تراه عينك وتدركه حواسك هو سراب خادع …إنه الغلاف الذي يلف الحقيقة .
وهكذا نعيش الحقائق الصغرى المزيفة …الحب والكراهية …أي متلازمة القيد البشري ..وهو السراب الذي نتمسك ونعتقد به …وهو زائف ..فالحب والمحبة هي المعرفة وليست الأشياء ولا قيود الجسد ولا الشهوات الفطرية التي نضخمها لنكون عبيد لها ، والكراهية هي القيود والسلاسل التي نجرها ونريد التخلص منها بأي ثمن ….
أما الأديان بشكلها المعروف فما هي الا لعبة خلقت لترويض البشر على القبول بمتلازمة القيد البشري ، التي تقود حتما إلى الإبحار في سفينة تهودي دون أن تدرك سر الغرق …الدين الحقيقي هو تلك الرسالة التي وضعت بعناية في أعماقك ..فإن لم تجدها فستبقى حبيس اللعبة التي صاغها الكهنة بعناية
الكل يدفن رأسه في التراب ولا يريد أن يطرح الأسئلة ولا يريد لفكره أن يجوب هذا الكون الرحب …فلا تحزن فلا أحد يهتم …أبحث عن تلك الرسالة القديمة المدفونة في أعماقك …عندها سترى بوضوح ..