ومن الطبيعي ألا يكون الاستعداد مثالياً أو التجهيز حضارياً، فالمهم الآن أن ينطلق الدوري وأن نرى النشاط وأن نتابع المجريات، وأن تعود الحرارة إلى الملاعب.
وكما يقال فالحركة بركة، والقليل أفضل من العدم.
لاشك أننا اشتقنا كثيراً لرؤية المهرجانات في الملاعب، وصافرات الحكام والزحمة على أبواب الدخول، وحوارات الدوري التي لا تنتهي، وصراع القمة وصراع الهروب من الهبوط، والجدل التحكيمي والخطأ والصواب في ركلات الجزاء والبطاقات الحمراء وحالات التسلل.
كل هذه الذكريات بحلوها ومرها اشتقنا إليها، وحنت ملاعبنا لها ونأمل أن تعود إلينا سريعاً بعد أزمة نتمنى زوالها.
لوم وعتب
لا يمكننا لوم أحد أو عتاب نادٍ فلا جود إلا بالموجود، فالأندية استنزفت كل طاقاتها ومواردها المالية، وخسرت الكثير من استثماراتها وعقودها الإعلانية وريوع المباريات، ولم يتبق معها ما يسد الرمق، ولأنها تعيش على المعونات والمساعدات والهبات، فإن هذه كلها لا يمكن أن تضع فريقاً في جاهزية تامة أو قادراً على المنافسة على أقل تقدير، لذلك سنقول لكل المشاركين (الله يعطيكم العافية) ويكفينا من الدوري أن نرى المواهب الجديدة والدماء الشابة، فهو إحدى الحسنات في هذه الظروف الصعبة على مبدأ (رب ضارة نافعة).
أيضاً لا أريد أن أحمّل اتحاد كرة القدم مسؤولية كل شيء، لكنه يتحمل مسؤولية التخبط في القرار الذي كان في أكثر من مرة عشوائياً وارتجالياً، ما اضطره إلى التعديل والتبديل والتقديم والتأجيل وهذا كله ليس بمصلحته، ولأننا نؤمن بالآية الكريمة (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) فإننا نطلب من اتحاد الكرة الرأفة بأنديته وألا يحملها ما لا تطيق، في هذه الظروف الاستثنائية.
قضايا ملحة
لومنا على اتحاد كرة القدم يتعلق بالأمور الإجرائية والتنظيمية وكلها متعلقة بشكل أو بآخر بالنشاط المحلي، وللأسف لم نسمع أي شيء متعلق بالدوري قد تم إقراره، فهل سيطبق اتحاد الكرة لوائحه على الأندية ونظامه، أم لم يطبقها؟
ما يتعلق (مثلاً) بالبطاقات الصفراء، هل سيبقى نظام هذه البطاقات على ما هو، أم إنه سيراعي مسألة ضغط الدوري وقلة عدد اللاعبين المسجلين على الكشوف؟
ما يتعلق بالهبوط وقد يكون الأهم، هل سيتم إلغاء الهبوط للموسم الثالث أم إن أفكاراً جديدة قد تكون مطروحة على جدول البحث؟ من المنطقي أن يراعي اتحاد كرة القدم الظرف الاستثنائي للدوري، لذلك يجب أن تكون لوائحه ونظامه هذا الموسم استثنائية، فالغائب عن مباراة يهبط إلى الدرجة الثانية، والمتخلف عن الدوري يشطب، فهل ستبقى هاتان المادتان فاعلتين؟
من الناحية العملية لن يطبقهما اتحاد كرة القدم لأنه سيقدر ظروف الأندية، لذلك نتمنى لو أن اتحاد الكرة وضع لائحة خاصة بدوري هذا الموسم، وهذا الكلام الذي ننادي به الآن ليس جديداً أو متأخراً، لأننا طالبنا به اتحاد الكرة أكثر من مرة وعبر الأشهر الأربعة الماضية.
الهبوط
أعتقد أن تطبيق الهبوط هذا الموسم سيكون أمراً مستحيلاً ونحن لا نرغب به، لأننا نعتبر أن مشاركة أنديتنا أو أغلبها في الدوري مشاركة شرفية فلم تتيسر لها فرص الإعداد والاستعداد بحده الأدنى وهنا يجب أن يكون البديل حاضراً، حتى لا يكون الدوري خالياً من الإثارة أو المنافسة، قد يكون أحد المقترحات بمنح جوائز تشجيعية للذين يحصلون على المراتب حسب تسلسلها، لكن برأيي أن الأهم أن يكون هذا الموسم تصنيفياً للأندية حيث يتم وفق نتائجه وضمن شروط معينة توزيع الأندية على درجات، والمقترح الذي تقدمه «الوطن» لاتحاد كرة القدم جدير بالنقاش والمداولة.
أولاً: يتم وضع شروط لأندية المحترفين على أن تكون هذه الشروط قريبة من شروط الاتحاد الآسيوي وممكنة التطبيق على أرض الواقع ويدخل هذا الدوري كل ناد قادر على تطبيق شروط الاحتراف، ومهما كان عدد الأندية التي تنطبق عليها الشروط يمكننا البدء بدوري المحترفين سواء كانوا ستة أندية أو ثمانية أو عشرة.
ثانياً: دوري الدرجة الأولى يكون موازياً لدوري المحترفين إنما بشروط أقل ويمكن أن يضم الأندية القادرة على تحقيق الشروط الموضوعة.
ثالثاً: دوري الدرجة الثانية.
رابعاً: دوري الدرجة الثالثة.
أما بالنسبة للشروط، فشروط الاتحاد الآسيوي معروفة للجميع من حيث وجود الملعب والماركة التجارية والحساب التجاري وغيرها ويمكن استثناء موضوع ملكية الأرض حتى يتم حل هذه المعضلة بين الاتحاد الرياضي العام ومجلس الوزراء.
هذه الشروط سهلة والكثير من أنديتنا قادر على تطبيقها وتفعيلها وهي مفيدة لاعتبارات متعددة:
أولاً: إنها ترفع تمثيلنا الآسيوي على صعيد الأندية والمنتخبات.
ثانياً: تجبر أنديتنا على التعامل مع الاحتراف الحقيقي ضمن منظومة قوانين حقيقية.
ثالثاً: تصنف أنديتنا حسب إمكانياتها الحقيقية.
هذا بالنسبة لدوري المحترفين، أما دوري الدرجة الأولى فيمكن أن يكون بالمستوى نفسه إنما من دون لاعبين محترفين من الخارج.
دوري الدرجة الثانية يضم الأندية غير القادرة على تنفيذ شروط الاحتراف كاملة، ودوري الدرجة الثالثة يمكننا أن نطلق عليه لقب دوري الهواة، كأندية الريف والمناطق التي لا تملك الملاعب وبعضها لا يملك مقراً للإدارة.
بكل الأحوال هذا مقترح، والأهم من ذلك أن يجد اتحاد كرة القدم الحلول للموسم القادم وما بعده منذ الآن، فالوقت فيه متسع للتشاور وتبادل الأدوار وتنفيذ مقترحات جديدة تعود بالنفع على أنديتنا عامة وعلى كرة القدم على وجه الخصوص.
عدالة
لم يتمكن الحرية من الوصول إلى دمشق، وكان الفتوة اعتذر في وقت سابق عن المشاركة فاقتصر عدد فرق المجموعة على سبعة أندية وبذلك ستنهي هذه المجموعة مبارياتها يوم الاثنين الخامس والعشرين من هذا الشهر وذلك حسب الجدول الجديد المعدل، وما إن صدر هذا الجدول حتى سمعنا شكوى العديد من الأندية حول توزيع الملاعب، وتساءل البعض: لماذا منح اتحاد الكرة ملعب الفيحاء لفريق الشرطة، على حين وزع مباريات الفرق الأخرى على الجلاء وتشرين؟ وهل هذه الميزة منحة لفريق الشرطة لأنه الملعب الأفضل بين الملاعب الثلاثة؟ أوليس من العدل أن تتوازع الفرق على الملاعب الثلاثة بعدالة؟ أوليس الأجدر باتحاد الكرة أن يتشاور مع الأندية قبل إصدار الجدول الجديد وخصوصاً أن أغلب الأندية يقيم بجواره في فندق الفيحاء؟
مباريات الخميس
بناء على جدول المباريات الجديد سيلعب يوم الخميس في المرحلة الثانية الشرطة مع الوثبة على ملعب تشرين والجزيرة مع المحافظة على ملعب الجلاء والنواعير مع حطين على ملعب الفيحاء، وسيكون الوحدة مرتاحاً هذا اليوم، مع العلم أن المباريات تقام في تمام الساعة الثانية ظهراً.
نتائج
في الأسبوع الأول من المجموعة الأولى التي جرت ظهر أمس جاءت نتائج المباريات الثلاث التي أقيمت ضمن الحدود الطبيعية والتوقعات، ففاز الشرطة على جاره الوحدة بهدفين نظيفين في المباراة التي أقيمت على ملعب تشرين وقادها الدولي مسعود طفيلية، كما فاز ضيف الدوري الجديد المحافظة على النواعير بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وسجل للمحافظة عمر خليل هدفين ورائد كردي من ركلة جزاء، وقاد المباراة الحكم الدولي عبد الله بصلحلو وجرت على ملعب الفيحاء، وحقق الوثبة فوزاً صعباً على الجزيرة بهدف من نيران صديقة بعد أن سجل مدافع الجزيرة بمرماه، والمباراة جرت على ملعب الجلاء وقادها الحكم الدولي زكريا علوش.