فاديه عريج
يا ذاك الظّل المسافر
وحيدةً..
يطلُّ علي المساء
بعيونه الجارحة !
فأسحب ساقي من شارع الحزن
أتناثرُ في عراء الأيام
وأطلق ذاكرتي في الفضاء
أحاول أن أستعيد ذكريات الندى
أستحضرُ طيفاً عبر
كان يرتدي مُقلتي
ويغسلُ صلبان الرّوح بالضّياء!
كنت حينها زنبقةً حائرة
كنتُ جبلاً من بكاء
كان يرفع قامته
كي يعانقَ حُزني..
ويرسِمَ فوق جبيني
ما كنتُ أدعوه.. مُحال
يا ذاك الظّل المُسافر في ذاكرتي
مُقلتاك الرّياح..
وصوتك غروبٌ عندَ المساء
وصوتي يتمددُ
فوق صخرةٍ باردةٍ لا تنامْ
وها هي ضفائري شاردةٌ
تسافرُ في حرّ الأيام
وعلى صخرةِ الجوعِ
تنام الرّوح
وتفرشُ للزائر الدّموع !
تقطف من لهب الرّملِ ذاكرةً
من أقحوان
وفي فمِها قطرةٌ من نُعاسٍ
وأغنيةٍ ذابلة
على موائدَ الحنين
………………
# فاديه ..